تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إبطال الإدراج عن حديث لغرة والتحجيل]

ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[29 - 02 - 08, 08:29 م]ـ

إبطال الإدراج عن حديث الغرة والتحجيل هو فصل من فصول كتاب الحافظ أبي الفيض أحمد بن محمد بن الصديق الغماري.المتوفى سنة 1380 هـ والكتاب اسمه ليس كذلك في الإستدراك على الحفاظ وقد استدرك فيه على مجموعة من الحفاظ بما أداه اليه اجتهاده فأصاب في كثير وأخطأ في بعض ولله الكمال.

أما بعد:

قال الحافظ أحمد الغماري:

روينا من طريق أحمد والبخاري ومسلم والطحاوي في "معاني الآثار" والبيهقي في "السنن الكبرى"، وغيرهم كلهم من رواية نعيم بن عبد الله المجمر عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل" (1)

قال الحافظ المنذري: "وقد قيل إن قوله من استطاع ... إلى آخره، إنما هو مدرج من كلام أبي هريرة موقوف عليه، ذكره غير واحد من الحفاظ، والله أعلم"هـ (2).

وكان هذا هو معتمد الحافظ إذ قال في الفتح:"ظاهر السياق يقتضي أن قوله: فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل، من تمام الحديث. لكن رواه أحمد من طريق فليح بن سليمان عن نعيم، وفي آخره قال نعيم: لا أدري قوله: من استطاع ... إلخ من قول النبي صلى الله عليه وسلم أو من قول أبي هريرة.

ولم أر هذه الجملة في رواية أحد ممن روى الحديث من الصحابة وهم عشرة، ولا ممن رواه عن أبي هريرة في غير رواية نعيم هذه"هـ (3)

قلت (الحافظ أحمد الغماري): ليس كذلك.

أما أنها لم تقع في رواية الصحابة العشرة إلا أبا هريرة فمسلم.

وأما كونها لم يروها عن أبي هريرة غير نعيم المجمر فلا. فقد رواها عنه جماعة آخرون، وروايتهم مخرجة في الأصول التي قرأها الحافظ وسمعها، فهو قد رآها جزما وإنما لم يستحضرها ساعة الكتابة، وغره كلام الحفاظ السابقين فلم يبحث في طرق الحديث اعتمادا على قولهم، لظنه أنهم استندوا فيه على ما ذكر من قول نعيم المجمر، وعدم ورود تلك الزيادة في أحاديث الصحابة الذين رووا هذا الحديث. فإن كان ذلك كذلك فهو استدلال باطل.

وسأورد إن شاء الله استدراك الحافظ أحمد الغماري شيئا فشيئا درءا للملل.

يتبع .........


1 - رواه أحمد في مسنده (1/ 400) والبخاري في صحيحه من كتاب الوضوء ح 136 فتح، ومسلم في صحيحه من كتاب الطهارة ح576 نووي، والطحاوي في معاني الآثار (1/ 94)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 94).
2 - الترغيب والترهيب (1/ 40).
3 - فتح الباري (1/ 314).

ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[01 - 03 - 08, 03:19 ص]ـ
تتمة ..............
قال الحافظ أحمد الغماري:
أما رواية فليح عن نعيم فإنما هي شك منه، والشك لغو لا أثر له في نفي ولا إثبات، فكيف يعتمد عليه في الجزم بنفي حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع أن سياق الرواية يفيد أنه من كلامه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا من كلام أبي هريرة. فإنه جاء متصلا بالذي قبله مصدرا بفاء التعقيب الدالة على أنه من تعقيب نفس المتكلم بما يفيد الترغيب والحث على مضمون الجملة الأولى، وهو النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فإنه أخبر أولا بأن أمته غر محجلون من أثر الوضوء يوم القيامة، ثم أكد على هذا الترغيب بقوله:"فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل". وأيضا فهذا أمر للأمة وخطاب لها، وإنما يصح ذلك من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا من غيره.
والإدراج* خلاف الأصل فلا يجوز ادعاؤه إلا بدليل قاطع لا بمجرد الظن الذي لا يغني من الحق شيئا، بل هو أكذب الحديث كما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (1).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير