تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخرجه البغوي في شرح السنة (2/ 291، 292) من طريق حميد بن زنجويه، نا محمد بن عبيد، نا طلحة، عن عطاء، قال: كان أبو هريرة يقول: «إن أبواب السماء تفتح عند زحف الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند الإقامة للصلاة المكتوبة، فاغتنموا الدعاء».

دراسته:

في إسناده طلحة، وهو ابن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي، متروك الحديث، ضعيف جدًّا. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (5/ 21).

وقد رواه الصقعب بن زهير -وهو أحسن حالاً من طلحة- عن عطاء من قوله، ويأتي.

فهذا الأثر عن أبي هريرة منكر.

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 11 - 08, 08:57 م]ـ

7 - مقطوع عبدالرحمن بن سابط:

تخريجه:

أخرجه محمد بن فضيل في الدعاء (23)،

وأبو نعيم الفضل بن دكين في الصلاة (186)، وابن الضريس في فضائل القرآن (70) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان،

كلاهما -ابن فضيل وسفيان- عن ليث، عن ابن سابط، قال: (تفتح أبواب السماء لخمس: لنزول الغيث، وقراءة القرآن، ولقي الزحف، والنداء بالصلاة، والدعاء).

دراسته:

فيه ليث، وهو ابن أبي سليم، ضعيف، وليث يكتب حديثه -كما قال ابن معين-، وأولى به أن يكتب -إن لم يحتج به- في مقطوعٍ عن شيخٍ له كهذا.

8 - مقطوع عطاء:

تخريجه:

أخرجه سعيد بن منصور في سننه -كما ذكر ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 383) -، وابن عبد البر في التمهيد (19/ 201) من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن زيد، عن صقعب -وهو ابن زهير-، قال: حدثنا عطاء، قال: (ثلاث خلال تفتح فيهن أبواب السماء، فاغتنموا الدعاء فيهن: عند نزول المطر، وعند التقاء الزحفين، وعند الأذان).

دراسته:

قال ابن حجر -في النتائج-: «وهو مقطوع جيد ... ، والصقعب ... أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وليس به بأس»، وقد قال أبو زرعة فيه: «ثقة»، وقال أبو حاتم: «شيخ ليس بالمشهور»، وذكره ابن حبان في ثقاته. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (13/ 219).

فالإسناد جيد -كما قال ابن حجر-.

9 - بلاغ ثابت:

قال السيوطي -في الدر المنثور (13/ 162) -: (وأخرج ابن المنذر: عن ثابت، قال: «بلغنا أنه يستجاب الدعاء عند المطر»، ثم تلا هذه الآية: ? وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا ?).

ولم أعثر لهذا البلاغ على إسناد، وتفسير ابن المنذر مفقود أكثره.

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 11 - 08, 08:58 م]ـ

الخلاصة:

لم تثبت استجابة الدعاء وقت المطر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإسناد صحيح:

- فأما حديث سهل بن سعد؛ فإن رفعَهُ معلول، وذكر المطر فيه منكر،

- وأما حديث أبي أمامة؛ فإنه منكر،

- وأما حديث ابن عمر؛ فمنكر أيضًا،

- وحديث عائشة منكر جدًّا،

- وموقوف أبي هريرة منكر.

وقد أورد الشيخ الألباني -رحمه الله- مرسل مكحول -ولعله لم يطلع على الرواية الموصولة الأرجح عن مكحول-، وبيَّن ضعفه في الإرسال وإبهام شيخ الشافعي، ثم قال -كما في الصحيحة (3/ 454) -: «لكن الحديث له شواهد من حديث سهل بن سعد وابن عمر وأبي أمامة، خرجتها في " التعليق الرغيب " (1/ 116)، وهي -وإن كانت مفرداتها ضعيفة- إلا أنها إذا ضمت إلى هذا المرسل أخذ بها قوة، وارتقى إلى مرتبة الحسن -إن شاء الله تعالى-».

ولا يخفى -بعد البيان السابق- ما في قول الشيخ في مفردات تلك الأحاديث: إنها «ضعيفة»، بل هي مناكير، فهي بين زيادةٍ منكرة وأحاديثِ متروكين وشديدي ضعفٍ، والاعتضاد بمثل هذه الأسانيد غير مرضي، فإن «المنكر أبدًا منكر» -كما قال إمام الصنعة أحمد بن حنبل-.

لكن الإسناد الذي لم يقف عليه -فيما يظهر- الشيخ الألباني -رحمه الله- هو أمثل ما ورد في الباب، وهو رواية مكحول، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الدعاء كان يستحب عند نزول القطر ... ، وهذا فيه احتمال إرسال مكحول.

وقد ورد معنى هذا عن بعض السلف، وصح منه المقطوع على عطاء، واحتمل الصحة مقطوع عبدالرحمن بن سابط.

وقال الشافعي -في الأم (2/ 554) -: «وقد حفظت عن غير واحد الإجابة عند نزول الغيث، وإقامة الصلاة».

فمثل هذا مما يعضد ذلك الإسناد ويقوِّيه، إلى جانب أن العمومات تؤيده، فإنزال الغيث رحمة من الله تعالى بعباده، قال تعالى: ? وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته ?، وقال الله سبحانه -في الحديث القدسي-: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: (مطرنا بفضل الله ورحمته)؛ فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ... »، ووقت نزول الرحمة مما يرتجى فيه إجابة دعاء المسلم وتضرعه والتجائه إلى ربه.

ولذا فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل المطر يدعو بزيادة الخير والبركة، ويقول -كما ثبت عنه في الصحيح-: «اللهم صيبًا نافعًا».

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -كما في مجموع الفتاوى (27/ 129) -: «وأما قوله: هل للدعاء خصوصية قبول أو سرعة إجابة بوقت معين أو مكان معين: عند قبر نبي أو ولي؟ فلا ريب أن الدعاء في بعض الأوقات والأحوال أجوب منه في بعض ... ، والدعاء مستجاب عند نزول المطر وعند التحام الحرب وعند الأذان والإقامة وفي أدبار الصلوات وفي حال السجود ودعوة الصائم ودعوة المسافر ودعوة المظلوم وأمثال ذلك، فهذا كلُّه مما جاءت به الأحاديث المعروفة في الصحاح والسنن ... »، ونصَّ على استحباب الدعاء عند المطر غير واحد من الأئمة، ومنهم: الشافعي -وسبق نقله عنه-، والبيهقي -في الشعب (2/ 375)، واستفاده من الحليمي-، والقرطبي -في تفسيره (3/ 184) -، والنووي -في المجموع (5/ 96) -، وابن قدامة -في المغني (3/ 347) -، وابن تيمية -كما سبق-، وغيرهم.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير