تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بارك الله فيكم.

الحديث روي من وجوه عديدة صالحة للاعتبار , و هو حسن بمجموع طرقه.

و القول بنكارتها بعيد , و الشيخ الفاضل عبد الله السعد قوى الحديث بشواهده مما يقتضي عدم نكارتها عنده.

و إليكم بيان هذه الوجوه:

أولا: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده , و هو صالح للشهادة و ليس بمنكر , و ما ذكره الأخ محمد بن عبد الله عن محمد بن أبي حميد أنه "منكر الحديث" لا يصلح كدليل على نكارة الرواية , و هذه العبارة قد صدرت في حقه بالفعل من بعض النقاد و لكنها عبارة مجملة و تتراوح بين الضعف المحتمل الذي يجعل حديث الراوي صالح للاعتبار و الضعف الشديد الذي لا يجعله كذلك , و كذلك عبارة " ليس حديثه بشيء" و هذه قالها ابن معين , و لكنها مجملة أيضا , و يمكن أن تكون محمولة على أن ليس حديثه بشيء يحتج به، بل يكون حديثه عنده يكتب للاعتبار وللاستشهاد , و هناك أدلة عديدة من كلام النقاد على أن هذه العبارات مجملة. و قد جاءت عبارة ابن عدي مفسرة حيث قال:

(ضعفه بين على ما يرويه وحديثه مقارب وهو مع ضعفه يكتب حديثه) , و بذلك يكون حديثه صالح للاعتبار و إنما يستنكر إذا تفرد بالحديث و لم يأت من وجوه أخرى , و ليس الأمر كذلك هنا بل حديثه روي من وجوه أخرى صالحة للشهادة سيأتي بيانها.

ثانيا: حديث علي بن أبي طالب.

و قد جاء عنه من طريقين صالحين للاعتبار.

الطريق الأول: حديث موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله عن علي رضي الله عنه , و هذا فيه موسى بن عبيدة و ضعفه محتمل و يكتب حديثه و يصلح للاعتبار , و قد قال فيه ابن معين: (ضعيف إلا انه يكتب من أحاديثه الرقاق) , و لا تستنكر روايته لأنه لم يتفرد بالحديث و روى ما رواه غيره من وجوه أخرى صالحة , بل توبع عن علي بن أبي طالب كما في الطريق الثاني.

الطريق الثاني: قيس بن الربيع عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن علي رضي الله عنه , و ما قيل في موسى يقال في قيس حيث أن ضعفه محتمل و يصلح للاعتبار , و ما قيل عن اضطرابه يزول بموافقة متن رواية عفان لباقي الروايات الصالحة للاعتبار.

ثالثا: حديث المسور بن مخرمة , و فيه أبو معشر نجيح بن عبدالرحمن و هو ضعيف ليس بالقوي , و ضعفه ليس بالشديد و يعتبر بحديثه , و هذا الصنف من الرواة كما ذكرت سابقا لا يستنكر حديثه إذا روى ما جاء من وجوه أخرى صالحة للاعتبار و لم يتفرد بما لا أصل له من غير طريقه , و كذلك لم يتفرد عن أحد من الأئمة الكبار المشاهير الذين يدور عليهم الحديث مثل الزهري و لم يقم الدليل على وقوعه في الخطأ أو الوهم.

أما بالنسية لعدم ثبوت سماع أبي بكر بن عبد الرحمن من جده المسور بن مخرمة فلا يسقط الرواية , لأن السقط إن كان قد وقع فهو في طبقة التابعين , و بالتالي فهي لا زالت صالحة للاعتبار.

رابعا: مرسل طلحة بن عبيدالله بن كريز ومرسل المطلب بن عبدالله بن حنطب ومعضل ابن أبي حسين , و كلها صالحة للاعتبار.

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 12 - 08, 04:25 م]ـ

بإمكاننا إثبات الكثير من الأحاديث بمثل هذا التمحّل.

ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[02 - 12 - 08, 04:43 م]ـ

بإمكاننا إثبات الكثير من الأحاديث بمثل هذا التمحّل.

ما تسميه "تمحل" هو ما تعلمناه من كبار مشايخ هذا العصر ممن يسير على منهج المتقدمين وفق فهم صحيح لتصرفاتهم مثل الشيخ عبد الله السعد و الشيخ الجديع و غيرهما , و إذا كنت ترى تقوية الحديث بالمتابعات فقط و لا تراه يتقوى بالشواهد فهذا موضوع آخر.

و بامكاننا أيضا نفي كثير من الأحاديث بالتشدد و التعنت و الفهم الخاطيء لتصرفات الأئمة المتقدمين.

ـ[عبد المجيد أبو عاصم]ــــــــ[02 - 12 - 08, 06:38 م]ـ

أخي أيمن صلاح

عندي لك أحاديث كثيرة جداً أحسن حالاً، وأكثر شاهدا من حديث دعاء يوم عرفة، والنقاد على تضعيفه ومنهم الألباني ولم يعتبروا الشواهد، فما رأيك تتبنى لها وتجعلها حسنة بشواهدها.

ولا أدري لماذا أبهمت الذي قال (منكر الحديث) في حماد بن أبي حميد، ولعل السبب لأنك تعلم أنها عبارة خبير الصنعة وهو الإمام البخاري، وتعلم ما تعني كلمة (منكر الحديث) عنده،

يقول ابن كثير حمه الله إن البخاري لطيف في العبارة فإذا قال عن رجل: (فيه نظر) فاعلم أنه في المراتب الدنيا من الضعف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير