ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[03 - 12 - 08, 02:55 ص]ـ
الأخ محمد بن عبد الله , ليتك تكون أكثر تواضعا و تتعلم أدب الحوار , و ما اتهمتني به من التلبيس و التدليس و التمحل أنت أولى به و هذا ليس بجديد عليك فنبرة التعالي في كلامك و التقليل من شأن محاورك ليست الأولى و قد جربتك أنا أيضا من قبل.
و بالنسبة لما ذكرت فليس فيه جديد , و يبدو أنك في حاجة للنظر أكثر في مصطلحات الأئمة المتقدمين لأنه من الواضح أن فهمها مشكل بالنسبة لك.
أولا: بالنسبة لمحمد بن أبي حميد , لم تأت بجديد في مداخلتك الأخيرة فلقد ذكرت لك قبل أن كل هذه العبارات "منكر الحديث" و "ليس حديثه بشيء" و "ضعيف" مجملة.
, قال الشيخ الجديع في تحرير علوم الحديث عن عبارة "منكر الحديث":
(هذا الوصف صريح في حق الراوي باعتبار حديثه، لا أمْر آخر.
وهي من ألفاظ الجرح الموجبة ضعفه عند الناقد.
وقدر الجرح بهذه العبارة في التحقيق متفاوت، بين الضعف الذي يبقي للراوي شيئاً من الاعتبار، والشديد الذي يبلغ به إلى حد التهمة، فهي لفظةٌ مفسَّرةُ باعتبار، مجملة باعتبار.
ويفسَّرُ ذلك في حقِّ الراوي المعين بالقرائن المصاحبة للوصف، أو بدلالة أقاويل سائر النقاد فيه.).
و ذكر أمثلة على ذلك.
و كذلك عبارة " ليس حديثه بشيء" , و نقل عن المنذري قوله:
(" أما قولهم: (فلان ليس بشيء)، ويقولون مرَّة: (حديثه ليس بشيء)، فهذا ينظر فيه: فإن كان الذي قيل فيه هذا قد وثَّقه غير هذا القائل، واحتج به، فيحتمل أن يكون قوله محمولاً على أنه ليس حديثه بشيء يحتج به، بل يكون حديثه عنده يكتب للاعتبار وللاستشهاد وغير ذلك. وإن كان الذي قيل فيه ذلك مشهوراً بالضعف، ولم يوجد من الأئمة من يحسن أمره، فيكون محمولاً على أن حديثه ليس بشيء يحتجُّ به، ولا يعتبر به ولا يستشهد به، ويلتحق هذا بالمتروك ").
و كذلك قولهم ضعيف.
ثم تأتي أنت بعد ذلك لتقول لي:
(فمن أين لهذا أن يقبل في الشواهد والمتابعات؟ وابن معين فسَّر قوله: " ليس حديثهبشيء " بقوله -قبلها، دون قطع العبارة-: " ضعيف "، وفي الرواية الأخرى: " منكرالحديث (
و قد ذكرت لك قبل أن عبارة "ضعيف" و عبارة "منكر الحديث" عبارات مجملة و كأنك لم تقرأ ما كتبت!!! فإذا أردت النقاش فلتناقش في كون هذه العبارات مفسرة أم مجملة و هل هي تدل علي الضعف الشديد حتما أم قد تدل على الضعف المحتمل أيضا.
أما ما ذكرت عن أبي حاتم الرازي و أنه جعله مثل ابن أبي سبرة و يزيد بن عياض , فمعلوم لدى الجميع أنه من المتشددين جدا.
و أما ابن البرقي فلا يقارن بابن عدي و ابن عدي أعلم منه بكثير و لا يعد من كبار النقاد.
و أما ابن حبان فمعلوم تعنته الشديد في الجرح عند يجد لأحد الرواة بعض الأحاديث المنكرة.
و أما حكم الدارقطني عليها بالتفرد فمعلوم لدى الجميع أن ليس كل تفرد يستنكر , بل أن بعض النقاد مثل أحمد قد يصف بعض الأحاديث بالنكارة و يكون مقصوده هو التفرد فقط و ليس رد متن الحديث و أوضح مثال لذلك هو حديث الإستخارة الذي رواه البخاري من طريق عبد الرحمن بن أبي الموال و قال عنه أحمد أنه منكر.
و إليكم بعض الأمثلة التي تدل على أن عبارة منكر الحديث قد يطلقونها و يقصدون بها الضعف المحتمل:
قول أبي حاتم الرَّازيِّ في (سعيد بن الفضل بن ثابت البصريِّ): " ليس بالقوي، منكر الحديث "، وقوله في (سليمان بن عطاء الحرَّانيِّ): " منكر الحديث، يكتب حديثه "، وقوله في (عبد الله بن جعفر بن نجيح المدينيِّ): " منكر الحديث جداً، ضعيف الحديث، يحدث عن الثقات بالمناكير، يكتب حديث ولا يحتج به ".
وقول أبي زرعة الرازي في (سلامة بن روح الأيْليِّ): " ضعيف منكر الحديث "، فقال له ابن أبي حاتم: يُكتب حديثه؟ قال: " نعم، يكتب على الاعتبار ".
و لاحظوا قول أبي حاتم عن عبد الله بن جعفر: (منكر الحديث جدا) و قال (يحدث عن الثقات بالمناكير) ثم قال بعد ذلك (يكتب حديثه و لا يحتج به) , أي أن حديثه يصلح للاعتبار.
¥