تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقولة (الناس مؤتمنون على أنسابهم) ليس بحديث!!]

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[24 - 12 - 09, 10:13 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد، يظن كثير من الناس أن القول المشهور: «الناس مؤتمنون على أنسابهم» حديثًا نبويًا، والصواب أنه من الأحاديث التي لا أصل لها - أي لا إسناد لها إلى النبي صلى الله عليه وسلّم -، ومن نسبه إلى النبي فقد كذب (1).

وقد شرح الشيخ بكر أبو زيد (ت 1429هـ) مقولة: «الناس مؤتمنون على أنسابهم»، فقال:

«إن المراد به في اللقيط، فالمسلم مؤتمن عليه بحكم الشرع يرعى أموره ولا يتبناه، ولا يراد به ما هو شائع من تصديق مدعي النسب من غير بينة، كاستفاضة وشهرة ونحوهما؛ لأنه بهذا المعنى يناهض قاعدة الشرع من أن البينة على المدعي، وقوله صلى الله عليه وسلّم: «لو يُعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم» (2)» (3)؛

وقال: «وهاهنا فائدة يحسن تقييدها والوقوف عليها وهو أن هذا -أي مقولة الناس مؤتمنون على أنسابهم- ليس معناه تصديق من يدعي نسبًا قبليًا بلا برهان، ولو كان كذلك لاختلطت الأنساب، واتسعت الدعوى، وعاش الناس في أمر مريج، ولا يكون بين الوضيع والنسب الشريف إلا أن ينسب نفسه إليه. وهذا معنى لا يمكن أن يقبله العقلاء فضلاً عن تقريره. إذا تقرر هذا فمعنى قولهم «الناس مؤتمنون على أنسابهم» هو قبول ما ليس فيه جر مغنم أو دفع مذمةٍ ومنقصة في النسب كدعوى الاستلحاق لولد مجهول النسب، والله أعلم» (4).

كتبه

الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير

==========================

(1) انظر «المقاصد الحسنة» (ص687)، «تمييز الطيب من الخبيث» (ص198)، «الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة» (ص351)، «كشف الخفاء ومزيل الإلباس» (2/ 295).

(2) «صحيح البخاري» برقم (4277)، «صحيح مسلم» (3/ 1336).

(3) «التعالم» (ص107).

(4) «فقه النوازل» (1/ 122).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير