ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 03 - 06, 11:57 م]ـ
"
ومن أمثلة ما يدلك على نجابة ونبل هذا العالم الماجد، هاتان القصتان:
القصة الأولى
كتب أحمد شاكر في ذيل الجزء (15) من (المسند للإمام أحمد بن محمد بن حنبل) (ص251 - 252) ما لفظه:
((
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستدراك والتعقيب
حين بدأت في هذا الباب – باب الاستدراك والتعقيب – في ص365 من الجزء الثالث: ذكرتُ أني (أتوقع أن يُعنى إخواني علماء الحديث في أقطار الأرض أن يرسلوا لي كل ما يجدون من ملاحظة أو استدراك أو تعقيب أو بحث في أسانيد المسند، كلما وصل إليهم جزء من أجزائه؛ وستكون هذه الملاحظات منهم موضع العناية والدرس؛ ثم سأثبت ما ينتهي إليه فيها البحث، فيما سيأتي من الأجزاء إن شاء الله، منسوباً كل منها إلى المتفضل به عليّ).
هذا نص ما كتبته هناك حينئذ، في شوال سنة 1366.
ثم مرت السنين متتابعة، لم يجئني تعقيب أو استدراك؛ وأنا جدّ حريص على ذلك، فإن العلم أمانة، خصوصاً علوم الكتاب والسنة، التي هي منار الإسلام وأصله.
ثم جاءني كتاب من أخ عالم كريم، لم يكن لي شرفُ معرفته من قبل؛ وقد عرفت من كتابه فضله وعلمه وتحققّه بالبحث الدقيق.
وكتابه هذا مؤرخ 26 ذي القعدة سنة 1375؛ وطواه على استدراكات وتعقبات دقيقة، من الجزء الأول إلى الجزء الثامن.
وهذا الأخ العلامة: هو الأستاذ (حبيب الرحمن الأعظمي، خادم الحديث في جامعة مفتاح العلوم (مئو أعظم كره) سابقاً، وعضو المجلس النيابي في إمارة الإيالة الشمالية، من الهند – حالاً) – كما هو نص توقيعه وعنوانه في كتابه.
ووفاء بوعدي، وسروراً بما جاء في أبحاثه الدقيقة – سأثبت نص كلامه في الاستدراكات بالحرف الواحد، مفرقةً في مواضعها بين الاستدراكات في هذا الجزء، منسوبة إليه، بقولي (قال الأعظمي) – بعد تمحيص كل منها وتحقيقه؛ فما كان منها موافقاً لما انتهى إليه بحثي لم أعقب عليه، إقراراً بصواب ما ذهب إليه واعترافاً بفضله؛ وما كان لي فيه رأي يخالفه – وهو قليل – عقبت عليه بما أراه صواباً، إن شاء الله؛ راجياً أن يتقبل ذلك القليل بروح الإنصاف والتسامح، حتى لو رآني مخطئاً، فكلنا – والحمد لله – خدّام هذا الحديث الشريف: علم السنة النبوية، ولا مقصد لنا إلا العلم الخالص. وفقنا الله جميعاً للعمل الصالح.
الأحد 17 رجب سنة 1376
كتبه
أحمد محمد شاكر
عفا الله عنه
بمنه)).
انتهى هذا التقديم للاستدراك والتعقيب.
ثم بدأ بعده العلامة أحمد رحمه الله بذكر تلك الاستدراكات والتعقيبات.
هذه واحدة، ولها أخوات تأتيك واحدة منها قريباً، بإذن الله، وهي القصة الثانية ....
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[07 - 03 - 06, 02:12 ص]ـ
"
القصة الثانية
قال العلامة أحمد محمد شاكر رحمه الله تعالى في مقدمة الطبعة الثانية لكتاب ابن قتيبة (الشعر والشعراء) ما نصه:
(((
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
هذه طبعتي الثانية لكتاب (الشعر والشعراء لابن قتيبة).
وقد كنت طبعته من قبل بتحقيقي وشرحي، بين سنتي 1364هـ - 1369هـ في دار إحياء الكتب العربية للسيد عيسى الحلبي وشركائه. ثم نفدت طبعته منذ سنين، وطلبه العلماء والأدباء فعز عليهم أن يقتنوه.
وكان قد صدر في مجلدين؛ وكنت عقب تمام المجلد الأول طلبت من الأستاذ الأديب (السيد أحمد صقر) أن ينقده في مجلة (الكتاب) التي كانت تصدرها دار المعارف بمصر؛ وكذلك عقب تمام المجلد الثاني.
فنشر نقده للمجلد الأول في الجزء الثامن من مجلدها الثاني (عدد جمادى الآخرة سنة 1365هـ - يونية سنة 1946م).
ونشر نقده للمجلد الثاني في الجزء العاشر من سنتها الخامسة (عدد صفر سنة 1370هـ - ديسمبر سنة 1950م).
ثم عقبت على مقاليه في الجزء الرابع من سنتها السادسة (عدد جمادى الآخرة سنة 1370هـ - أبريل سنة 1951م).
¥