تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شيء عن منزلة ومنهج ابن عدي في نقد الرواة ومروياتهم]

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[09 - 12 - 05, 06:44 م]ـ

ابن عدي (277 - 365هـ) حافظ شهير وناقد كبير، له ترجمة في كتب كثيرة منها تاريخ جرجان ص225 - 227 والأنساب ج3ص221 - 222 وسير أعلام النبلاء ج16ص154 والعبر ج2ص121 والبداية والنهاية ج11ص283 ومرآة الجنان ج2ص381 وشذرات الذهب ج3ص51.

وكتبتْ عنه بعض الدراسات الجامعية لكني لم أقف عليها.

قال الذهبي في (التذكرة) (3/ 940 - 942):

(الإمام الحافظ الكبير أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك الجرجاني، ويعرف أيضاً بابن القطان، صاحب كتاب (الكامل) في الجرح والتعديل، كان أحد الأعلام----، وهو مصنف في الكلام على الرجال عارف بالعلل.

قال أبو القاسم بن عساكر: كان ثقة على لحن فيه.

قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني أن يصنف كتاباً في الضعفاء؛ فقال: أليس عندك كتاب ابن عدي؟! فقلت: بلى؛ قال: فيه كفاية لا يزاد عليه----.

قال الخليلي: كان عديم النظير حفظاً وجلالة، سألت عبد الله بن محمد الحافظ: أيهما أحفظ؟ ابن عدي أو ابن قانع، فقال: زر قميص ابن عدي أحفظ من عبد الباقي بن قانع.

قال الخليلي: وسمعت احمد بن أبي مسلم الحافظ يقول: لم أر أحداً مثل أبي أحمد ابن عدي، وكيف فوقه في الحفظ؟ وكان أحمد قد لقي الطبراني وأبا أحمد الحاكم، وقد قال لي: كان حفظ هؤلاء تكلفاً، وحفظ ابن عدي طبعاً، زاد معجمه على ألف شيخ).

وأما منزلة ابن عدي في نقد الرواة والأحاديث ومنهجه في ذلك، فأهم ما أريد أن أقوله هنا هو أن من محاسن النقد عند ابن عدي هو جمعه واستقراؤه ما لعله يستنكر من حديث الراوي المتكلم فيه، ثم النظر في تلك الأحاديث وطرقها، وبيان من الذي حقه أن يكون الحمل عليه فيها إن وجد فيها ما يستنكره.

ولكن ابن عدي في مواضع كثيرة من كتابه (الكامل) كثير الدفاع عن المضعفين وجماعة من الضعفاء بل وبعض المتهمين، ويظهر لي أن أكثر نظره عند اعتباره أحاديث الراوي وسبرها إنما كان يتوجه إلى متونها دون أسانيدها، ثم هو فوق ذلك قليل الاستنكار للمنكر من الأحاديث بطيء جداً عن ادعاء النكارة فيها ووصفها بها؛ وهو لا يكاد يلتفت إلى الإغراب في السند أو النكارة الواقعة فيه، بل هو كثير الدفاع عن الأحاديث التي فيها غرابة بينة أو يسير من النكارة، أي يكثر منه أن يدافع عن الأحاديث التي لا تفحش نكارتها أو التي لا تكون نكارتها بينة واضحة، وهذا – كما هو بيّن – من أسباب التساهل في الأحكام على الرواة وتقوية بعض الضعفاء، ولا سيما أن عدم النكارة في حديث الراوي يلزم منها عند ابن عدي قوته في كثير من الأحيان، ولو وجد في ذلك الراوي تجريحاً صريحاً وهكذا انتهى ابن عدي رحمه الله تعالى إلى تقويته طائفة كبيرة من المختلف فيهم، والدفاع عن جملة من المتهمين أو المجاهيل.

هذا وقد تبين لي من متابعة كلمات ابن عدي في الرواة المتروكين والضعفاء في كتابه (الكامل) أنه يريد بالنكارة، وبمشتقاتها من الكلمات أو مثيلاتها من العبارات، معنى هو أشد وأسوأ معانيها عند الجمهور.

وقال أبو إسحاق الحويني في (النافلة) (ج2 ص145): «وزعم [يريد بعض المعاصرين] أن ابن عدي مشهور بالإفراط في الجرح مع أن ابن عدي معروف بأنه وسط وجانب التسامح عنده أظهر جداً من جانب الجرح»؛ ولكنه اقتصر في تخريجه (الأربعون الصغرى) للبيهقي (ص15) على وصفه بالتوسط والاعتدال.

وقال الشيخ مصطفى بن إسماعيل في كتابه (إتحاف النبيل) (ج1ص42): «إن ابن عدي يعد من المعتدلين، وإن كان فيه من التساهل في بعض المواضع».

وأما الحافظ الذهبي فقد وصف ابن عدي بأنه منصف في ترجمة عبد الرزاق بن همام من كتابه (ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق) (ص121)، وقال في (سير أعلام النبلاء) (16/ 156) في ابن عدي: «وهو منصف في الرجال بحسب اجتهاده».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير