[المعجم الميسر - حرف الشين]
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[19 - 02 - 06, 11:14 ص]ـ
فصل الشين
شاهد:
وصف الحديث بأنه شاهد لحديث آخر أكثر ما يوقعه المتأخرون على الحديث الذي هو مثل أو نحو ذلك الحديث ولكنه من رواية صحابي آخر؛ أو يكون من رواية ذلك الصحابي نفسه ولكنه بمعناه ويباينه في بعض المسائل بحيث يغلب على الظن أنهما حديثان اثنان سمعهما ذلك الصحابي من النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة أو سمعهما عنه بواسطة.
وأكثر المتأخرين على التفريق بين الشاهد والمتابعة، فالشاهد عندهم ما تقدم بيان معناه، وأما المتابعة فهي أن يشارك الراويَ - أو بعضَ من بينه وبين الصحابي من رجال حديثه - راوٍ آخرُ، فيروي الحديث.
هذا وقد كان يكثر في كلام العلماء تسمية الشاهد متابعة وعكس ذلك. وانظر (المتابعة).
وأما الشاهد بالمعنى فإنما يريدون به حديثاً آخر في الباب يشهد لمعنى ذلك الحديث في الجملة ويدفع عنه ما قد يُظَنّ به من الغرابة أو النكارة.
شاهد زور:
من الكلمات البليغة التي تكررت على ألسنة بعض النقاد، كالمعلمي اليماني، فقد كان يرد بها على بعض المتساهلين كالسيوطي عندما يأتي بحديث ساقط ويزعم أنه شاهد لحديث آخر مثله، فيقول: وهذا الحديث بشهد له الحديث الفلاني، فيرده المعلمي بنحو قوله: قلت: بل هو شاهد زور، ثم يبين علله.
شديد الاضطراب في المسند:
أي أنه يرفع في أحيان كثيرة أحاديث موقوفة.
شذوذ:
الشاذ عند المتأخرين اسم لما خالف فيه الثقةُ الأوثقَ سواء كانت الأوثقية بزيادة الضبط أو بكثرة العدد المرجِّح، ولما تفرد به الخفيف الضبط أي الذي ينجبر وهنه بمتابعة مثله.
وإطلاقهم اسم الشاذ على الفسم الأول أشهر وأكثر.
ويفرقون بين الشاذ والمنكر بأن المنكر اسم لما خالف فيه الضعيف الذي ينجبر وهنه بمثله الثقة، أو تفرد به الأضعف الذي لا ينجبر وهنه بمتابعة مثله.
وأما المتقدمون فقد كانوا لا يفرقون بين الشاذ والمنكر، فكل شاذ منكر، ولا بد.
وقد عرّف الشاذ من القدماء الإمام الشافعي، والحاكم النيسابوري، والحافظ الخليلي؛ وقد جمع بين أقوالهم جمعاً جيداً ووفق بينها وبين المعروف من اصطلاح علماء العلل وسائر المتقدمين توفيقاً موفقاً بعضُ المحققين من المعاصرين كالدكتور حمزة المليباري والدكتور حاتم العوني.
تنبيهان:
الأول: استعمل أبو بكر الأثرم لفظة (الشاذ) بمعنى الغريب فقال: (والأحاديث إذا كثرت كانت أثبت من الواحد الشاذ، وقد يهم الحافظ أحياناً)؛ ولكن هذه الكلمة منه ينبغي أن تحمل على المعنى اللغوي، ويدل لذلك أنه قرنها بكلمة الواحد، والسياق لا يدل على أنه خص الغريب المخالف، بل هو يريد الغريب بكل أنواعه.
الثاني: إذا خالف الثقة من هو أوثق منه أو أكثر عدداً وكان الجمع غير ممكن وكانت المخالفة في أصل من الاصول كان الحديث مقطوعا بخطئه، وهو حينئذ أسوأ حالا من الضعيف الذي لا شذوذ فيه، ولكننا لا نطلق عليه اسم الوضع والكذب إلا في حال التجوز وعدم مراعاة اصطلاح الجمهور، ولكن يصح أن يطلق عليه اسم البطلان، إذا كان معناه باطلاً.
شيخ:
تأتي هذه اللفظة في باب التجريح والتعديل ونحوهما بمعان كثيرة أكثرها متقاربة أو متناسبة، فأحياناً يطلقونها على المقل إذا لم يكن مشهوراً ولو كان مقبول الرواية.
وقد يقولونها للرجل باعتبار قلة ما يرويه عن محدث بعينه كما يقول بعض أصحاب المسانيد: حديث المشايخ عن أبي هريرة أو عن أنس فيسوقون في ذلك روايات لقوم مقلين عنهم وإن كانوا مكثرين عن غيرهم، وكذلك إذا قالوا: أحاديث المشايخ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما يعنون من ليس له عنه الا الحديث أو الحديثين ونحو ذلك.
وأحياناً على من لم يكن من أهل العلم.
وأحياناً على المجهول.
وأحياناً على الضعيف الذي لم يشتد ضعفه.
وأحياناً على من هو وسط بين المقبولين والمردودين.
وأحياناً على من هو دون الأئمة والحفاظ سواء كان من الثقات أو لم يكن منهم.
ولا بد هنا من الاستعانة بالقرائن والسياقات.
وثَم معنى آخر مشهور لكلمة شيخ مضافة إلى راو بعينه، وهي أن ذلك الراوي قد سمع من ذلك الشيخ بلا واسطة، ولو في الجملة.
فإذا قيل: الزهري شيخ لمالك فهذا معنى ذلك، ولا يعد المحدثون الرجل شيخاً لغيره إلا إذا ثبت سماعه منه ولو في بعض ما روى عنه، فلا يصح أن يوصف كل من حدث عنه الرجل - من غير أن يذكر واسطة بينهما - بأنه شيخ له.
الشيخان:
أي البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى، ويراد بهذه اللفظة أحياناً أبو بكر وعمر رضي الله نعالى عنهما، والسياق كفيل ببيان المراد بها.
"