[المعجم الميسر - حرف السين]
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 02 - 06, 01:30 م]ـ
فصل السين
ساقط:
يوصف بهذه اللفظة ما كان ساقطاً عن رتبتي الحجة والاعتبار من الأحاديث أو الرواة، فهي بمعنى كلمة (متروك).
وأما إذا قيدوها فقالوا: (ساقط عن رتبة الاحتجاج به) أو (سقط الاحتجاج به) فإنه لا يلزم من هذه العبارة المقيدة السقوط عن رتبة الاستشهاد ولا عدمه، وإن كانت دلالتها على الترك والسقوط التام أقرب.
سألته عن فلان فسكت:
قال العقيلي: (حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عن ثابت بن عجلان، قلت: هو ثقة؟ فسكت، كأنه مرَّض في أمره).
ويظهر أن معنى (مرَّض في أمره) هو التليين، أو نحوه من التضعيف غير الشديد.
سِداد من عيش:
يظهر أن مراد من وصف بعض الرواة بهذه العبارة أنه يُكتب حديثه للاعتبار.
والسِّداد بالكسر كل شيء سددت به خللاً، والسداد من العيش هو ما يكفي الحاجة.
سرقة الحديث:
هي أن يختلق راو متابعةً من عنده، تامة أو قاصرة، لبعض ما سمعه أو وقف عليه أو بلغه من الروايات، سواء أصح ذلك المروي أم لم يصح.
وأكثر ما تقع السرقة في الأحاديث الغرائب والعوالي.
هذا ويظهر أنهم أكثر ما كانوا يطلقون هذه الكلمة على ما إذا كان محدث ينفرد بحديث فيجيء السارق ويدعي أنه سمعه أيضاً من شيخ ذلك المحدث.
وأما وضع إسناد كامل لبعض المرويات، أي اختلاق شواهد لها، فيسمَّى وضع الاسناد أو تركيب الاسناد؛ ويسمى أيضاً سرقة المتون؛ ويطلق عليه أحياناً اسم السرقة.
فائدة: لعل الفرق بين قولهم (هو يسوي الأسانيد)، وقولهم (هو يسرقها): أن السرقة تصرُّف في السند من ابتدائه، وأما التسوية فتصرف في السند من أثنائه.
تنبيه: السارق يوصف بأنه كذاب، ولكن لا يطلق عليه اسم الوضع؛ وإنما يوصف به مقيَّداً فيقال: (يضع المتابعات) أو (يضع الطرق) أو (يضع الأسانيد)؛ لأن إطلاق الوضع إنما ينصرف إلى وضع المتون وتركيب الأسانيد لها، ولكن قال الذهبي في (السير) (11/ 405) في ترجمة محمد بن حميد الرازي: (قال أبو أحمد العسال: سمعت فضلك يقول: دخلت على ابن حميد وهو يركب الأسانيد على المتون، قلت: آفته هذا الفعل وإلا فما أعتقد فيه أنه يضع متناً، وهذا معنى قولهم "فلان يسرق الحديث").
سكت عنه البخاري و ابن أبي حاتم:
أي ذكراه في كتابهما - الأول في (التاريخ)، والثاني في (الجرح والتعديل) - ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وكذلك قولهم (سكتا عليه---)، فهي بمعناها.
سكتوا عنه:
فسر الدولابي قول البخاري في الراوي (سكتوا عنه) بأنهم تركوه.
وقال الذهبي في (الموقظة) (ص83): (وأما قول البخاري (سكتوا عنه) فظاهرها أنهم ما تعرضوا له بجرح ولا تعديل، وعلمنا مقصده بها بالاستقراء أنها بمعنى تركوه. والصحيح كلام الذهبي.
وتفسير الدولابي، وإن كان خلاف الأصل، فإنه قد يصح، أحياناً، في حق هذه العبارة من البخاري أو غيره، بقرينة تدل عليه، كأن يقول بعض النقاد في ترجمة الراوي: (روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وسكت عنه يحيى بن سعيد القطان).
سلسلة الذهب:
يطلق هذا الاسم على ما ورد من الأحاديث من رواية أحمد عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر.
سلك الجادة:
تقال هذه الكلمة لمن ذهب في روايته أو حكمه إلى ما غلب في ذلك الباب من الروايات أو الأحكام، وهذا الأمر من أسباب الوقوع في الوهم عند كثير من الرواة والنقاد.
تنبيه: المعروف عندهم انه إذا وقع الاختلاف على وجهين فأقربهما أن يكون خطأ هو الجاري على الجادة، أي الجاري على الغالب. فإن الخطأ في الروايات أكثر ما يقع بسلوك الجادة، ومن راجع كتب علل الحديث وجد من هذا ما لا يحصى.
وقد نبه على هذه القضية العلامة المعلمي في غير ما موضع من كتبه.
سماع:
تطلق هذه الكلمة عند المحدثين على معاني عديدة:
منها: تحمل الحديث بسماعه من لفظ الشيخ، ومن ذلك قولهم: أعلى وجوه التحمل السماع.
ومنها: اللقاء الذي يحصل فيه تحمل معتبر، ومنه قولهم: فلان ليس له سماع من فلان، وقولهم: فلان مدلس ولكنه صرح في هذه الرواية بالسماع.
ومنها: المسموع أي المروي، ومنه قول الشيخ للطالب عند المناولة: هذا سماعي من فلان، فاروه عني.
ومنها: طبقة السماع، وتسمى التسميع أيضاً.
سماعه صحيح:
¥