تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلى كل حال فهذه العبارة من ابن حجر تقتضي، عند التأمل – إذا كان مصيباً فيها وقاصداً لظاهرها، وما أحسبه إلا كذلك، وقد وافقه العلامة المعلمي - قدحاً شديداَ في أحكام ابن سعد على الرجال، وربما اقتضت حكْماً بالترك على أحكامه فيهم؛ فتدبر ذلك؛ والله أعلم.

الجهة الخامسة: معنى لفظة (ثقة) في اصطلاح ابن سعد:

كان ابن سعد قد أكثر من استعمال كلمة (ثقة) بمعنى كلمة (عدل)، فمن أمثلة ذلك ما يلي:

1 - قال ابن سعد في موسى بن عبيدة الربذي (تتمة الطبقات رقم 399): (وكان ثقة كثير الحديث وليس بحجة)؛ مع انه على ما قال محقق الكتاب مجمع على ضعفه وعدم الاحتجاج به!.

2 - وقال في أسباط بن محمد بن عبد الرحمن كما في (تهذيب التهذيب) (1/ 211): (كان ثقة صدوقاً إلا أن فيه بعض الضعف).

3 - وقال ابن حجر في الفصل التاسع من (مقدمة الفتح): (عمر بن نافع مولى ابن عمر، قال أبو حاتم: ليس به بأس، وكذا قال عباس الدوري عن ابن معين؛ وقال ابن عدي في ترجمته: حدثني ابن حماد عن عباس الدوري عن ابن معين قال: عمر بن نافع ليس حديثه بشيء، فوهم ابن عدي في ذلك؛ وإنما قال ابن معين ذلك في عمر بن نافع الثقفي؛ وقوله في هذا وفي هذا بيِّن في (تاريخ عباس).

وأما مولى ابن عمر فقال أحمد: هو من أوثق ولد نافع؛ ووثقه النسائي أيضاً وغيره؛ وقال ابن سعد: كان ثبتاً قليل الحديث، ولا يحتجون بحديثه؛ كذا قال وهو كلام متهافت كيف لا يحتجون به وهو ثبت). انتهى كلام ابن حجر.

4 - وقال ابن سعد في جعفر بن سليمان الضبعي كما في (التنكيل) (ص259): (ثقة وبه ضعف).

5 - وقال في راو آخر كما في (تهذيب الكمال) (5/ 15): (كان ثقة صدوقاً له رواية وفقه وفتوى في دهره، وكان كثير الخطأ في حديثه).

6 - وقال في نافع بن عمر الجمحي كما في (الميزان) (4/ 241): (ثقة فيه شيء).

7 - وقال في عاصم بن أبي النجود كما في (التنكيل) (ص654): (ثقة إلا أنه كثير الخطأ في حديثه).

8 - وقال في سلمة بن وردان الليثي كما في (تهذيب التهذيب) (4/ 160): (وقد رأى عدة من الصحابة، وكان عنده أحاديث يسيرة، وكان ثبتاً فيها، ولا يحتج بحديثه، وبعضهم يستضعفه)؛ وكلمتا ثقة وثبت لهما عند الجمهور معنى واحد.

9 - وقال في الإمام الجليل الثقة أبي إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد: كان ثقة فاضلاً صاحب سنة وغزو كثير الخطأ في حديثه.

وبعد هذه الأمثلة أنبه إلى ما يلي:

في استعمال ابن سعد لكلمة (ثقة) احتمالان:

الأول: أنه كان يقصر استعماله لكلمة ثقة بمعنى العدل على المواضع التي يستعمل فيها هذه الكلمة مقترنة بغيرها من عبارات النقد وألفاظه، دون المواضع التي يستعمل فيها هذه الكلمة (ثقة) مجردة أي غير مقترنة بكلمة أخرى دالة على نقص ضبط الراوي أو سوء حفظه، وأنه إذا جردها ولم يقرن بها ما ينافي التوثيق التام فإنه – أي التوثيق التام - هو مراده بكلمة (ثقة).

الثاني: أنه يستعملها بالمعنى المذكور حيثما وردت وكيفما وردت، مطلقاً.

فليحقق ذلك؛ فإنه يحتاج إلى استقراء لاستعمالاته لكلمة ثقة مقرونة ومجردة، مع الدراسة والمقارنة وملاحظة الاحتمالات؛ وذلك يستغرق وقتاً غير قصير؛ والله الموفق.

الجهة السادسة: ما هو معنى التدليس عند ابن سعد؟

إن ابن سعد – بحسب علمي – هو أكثر النقاد تسرعاً في وصف الرواة بالتدليس؛ فينبغي التثبت في قبول قوله في الذين وصفهم بالتدليس؛ وينبغي البحث عن معنى اصطلاح التدليس عنده؛ فلعله أراد به معنى آخر غير المشهور؛ بل لعله استعمله بأكثر من معنى؛ أي استعمله بمعنى واسع جامع لأكثر من واحد من المعاني المتبادرة أو المحتملة.

والله أعلم.

الجهة السابعة: ما معنى قول ابن سعد في الراوي (قليل الحديث) أو (كثير الحديث)؟

انظر الرابط التالي الذي شارك فيه عدد من الفضلاء:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4973&highlight=%C7%C8%E4+%D3%DA%CF

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 01 - 06, 09:35 م]ـ

هناك نص لابن سعد اشكل علي وهو قوله في خالد بن مخلد القطواني ((كان منكر الحديث مفرطاً في التشيع، كتبوا عنه ضرورة))

قلت أي ضرورة في الكتابة عن مبتدع منكر الحديث؟!!

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير