تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يصف النقاد تحمل الراوي عن بعض شيوخه بأنه سماع صحيح، إذا كان تحملاً معتداً به موثوقاً، صالحاً للاعتماد عليه، ليس فيه خلل مانعٌ من الاحتجاج به أو مفسدُ له.

وبهذا يعلم معنى قولهم:

سماعه من فلان غير صحيح:

معناه أنه غير معتبر، إما لوجود انقطاع بينهما، أو أنه تحمل منه بطريقة غير كافية للوثوق بتلك المرويات، كأن يكون أخذ منه في حال اختلاطه، أو أخذ منه بقراءة تلميذ غير ثقة، مع كون الشيخ قد يقبل التلقين أحياناً، أو أخذ منه بطريقة الوصية مثلاً، من غير إذن بالرواية، أو كان الشيخ يحدث من كتاب غيره، وهو غير حافظ لحديثه.

السماع على الوجه:

هو أن يسمع طالب الحديث من الشيخ كل ما في كتابه؛ من غير انتخاب ولا اختصار.

وقد يطلقون على هذا المعنى كلمة النسخ من غير أن يقيدوها بلفظة (على الوجه) فهي عندهم اصطلاح شائع.

سَمِعَ:

تستعمل هذه الكلمة للدلالة على التحمل بالسماع من لفظ الشيخ، أو التحمل بالقراءة عليه، ولا يحسن استعمالها فيما سوى ذلك من أقسام التحمل، كالمناولة والاجازة والمكاتبة وغيرها.

ومن ذلك قولهم "فلان لم يسمع من فلان، وإنما كان له منه إجازةٌ "، وقول بعضهم: "يكفي الرواي أن يقول فيما سمعه قراءة: أخبرنا ولا يحتاج إلى أن يقول قراءةً ".

سمَّع له:

أي كتب اسمه في طبقة السماع، وذكر سماعه فيها.

سمِعتُ:

انظر (صيغ الأداء).

سَند:

انظر (الاسناد).

سُنَّة:

تطلق السنة لغة وشرعاً على وجهين:

الوجه الأول: الأمر يبتدئه الرجل فيتبعه فيه غيره. ومنه ما في (صحيح مسلم) في قصة الذي تصدق بصرَّة فتبعه الناس فتصدقوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سن في الاسلام سنة حسنة فعُمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها---) الحديث.

والوجه الثاني: السيرة العامة.

وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا المعنى، أي بمعنى السيرة العامة له صلى الله عليه وسلم، هي التي تقابل الكتاب، وتسمى الهَدْي.

وفي (صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته: (أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة).

هذا وكل شأن من شؤون النبي صلى الله عليه وسلم الجزئية المتعلقة بالدين من قول أو فعل أو كف أو تقرير سنة بالمعنى الأول؛ ومجموع ذلك هو السنة بالمعنى الثاني.

ومدلولات الأحاديث الثابتة هي السنة، أو من السنة حقيقة، فإن أطلقت (السنة) على ألفاظ تلك الأحاديث فمجاز أو اصطلاح.

فالسنة تطلق في الأصل على ما ثبت من الأحاديث دون ما لم يثبت، وعلى ما كان مقصوداً للنبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته دون ما ليس مقصوداً له منها، ودون ما كان من أوصاف الخلقة ونحوها من الأمور التي لا دخل للإنسان فيها.

فبهذا تكون الأحاديث أعم من السنة، لأن في الأحاديث ما لا يثبت وفيها ما هو خارج عن المقصود المذكور.

ولكن حصل في هذا الباب تجوز من كثير من العلماء فلم يراعوا هذا الفارق.

فمنهم من سمى كتابه بالسنن وإن كان فيه كثير مما لا يعلم أنه ثابت.

ومنهم من يسمي كتب الحديث كتب السنة وإن كان فيها الضعيف والمتروك والموضوع.

ومنهم من يقول هذه سنة ثابتة وهذه سنة غير ثابتة ووقع منهم غير ذلك من أنواع التجوز في الكلام والتوسع فيه.

وكل ذلك إن شاء الله جائز سائغ لا غبار عليه لأنه صار اصطلاحاً للعلماء وإن فارقوا فيه عرف القدماء من الصحابة والتابعين، ولكنه اصطلاح عرف فلا محذور فيه.

راجع (الأنوار الكاشفة) للمعلمي (ص20).

سيء الأخذ:

سوء الأخذ يراد به سوء التحمل ووجود الخلل فيه.

سيء الحفظ:

سوء الحفظ هو أن يكون الراوي لا يحسن حفظ ما يسمعه من مرويات، فيكثر خطؤه فيما يحدث به من حفظه.

وهذه العبارة يصف بها بعض النقاد من هو ضعيف عندهم ويصف بها آخرون من هو لين الحديث صالح للاعتبار.

ويوصف بسوء الحفظ من اتصف بكثرة مخالفته للثقات، وهو الشذوذ، أو بكثرة مخالفته لنفسه، وهو الاضطراب، أو بكثرة انفراده عن المشاهير الثقات بالغرائب التي لا تحتمل من مثله، مع ثبوت عدالته في نفسه.

تنبيه: هذه الكلمة إنما تطلق في صدد القدح فيمن لا يكون جيد الحفظ ومع ذلك يحدث من حفظه فيخطئ، فأما من لا يحدث من حفظه إلا بما أجاد حفظه فلا معنى للقدح فيه بأنه لم يكن جيد الحفظ؛ فمن كان لا يحدث من حفظه ويقتصر في التحديث على ما في كتابه فلا يجوز لأحد أن يصفه بسوء الحفظ ويطلق كلامه، ولو كان في نفسه كذلك، لأن مقتضى ذلك رد رواياته وتضعيفها؛ فإن قولهم ذلك في الراوي معناه أنه أخطأ كثيراً فيما حدث به، فهذا معناها الاصطلاحي، وهو مقدم على معناها اللغوي الذي هو ضعف ضبطه في صدره لما يسمعه، وقلة حفظه له، سواء أداه إلى غيره من كتابه أو من حفظه، أم لم يؤده أصلاً.

وإنما يجوز أن يوصف مثل ذلك الراوي بسوء الحفظ في حالة بيان أنه كان لا يحدث من حفظه.

سيء الرأي فيه:

إذا شدد الناقد على راو أو اتهمه بالكذب قالوا فيه: (كان سيء الرأي فيه)، وأكثر ما تقال هذه العبارة عند مخالفة الناقد لجمهور النقاد أو لما يظهر أنه الحكم الوسط في حق ذلك الراوي.

وضدُّ هذا المعنى يعبرون عنه بقولهم (ألان القولَ فيه)، أو (مرَّض القولَ فيه).

"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير