تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القول الثاني: إنها تابعة لما قبلها، فإن كان ما قبلها مفتوحًا نحو: أقرب، كانت قريبة إلى الفتح، وإن كان ما قبلها مكسورا نحو: اقْرأ، كانت قريبة إلى الكسر، وإن كان ما قبلها مضمومًا نحو: اقتْلوا، كانت قريبة إلى الضم. وقد اجتمعت هذه الأحوال الثلاثة في قول الله تعالى (في مَقْعد صِدْق عند مليك مُقْتدر).

وأشار العلامة السموندي إلى القولين معاً،ورجح الإتباع لما قبلها،يقول:

قلقلةٌ قطبُ جدٍ وقُرِّبتْ للفتحِ والأرجحُ ما قبلُ اقْتَفَتْ

ويروى أن الشيخ السموندي تراجع عن هذا القول ورجح أنها إلى الفتح أقرب ونظم:

قلقلة قطب جد وقربت لفتحِ مخرجٍ على الأولى ثبت

وذلك بعدما راجعه في ذلك صاحب كتاب (زاد المقرئين) واحتج عليه بأن تبعية الحرف المقلقل لحركة الحرف الذي قبله لا تحقق الغرض من القلقلة فمثلا كلمة (لمُبْتلين) لو تبعت القلقلة في الباء الضمة التي قبلها لظل اللفظ فيه ثقل على اللسان ولما تحقق الغرض من القلقلة [19]

القول الثالث: أن حروف القلقلة تتبع حركة ما بعدها من الحروف لتتناسب الحركات، وهذا القول ضعيف يقول المرصفي في هداية القارئ: (وإن صح هذا القول فيمكن تطبيقه على الساكن الموصول فقط نحو (يُبْدِىءُ) لأن الساكن الموقوف عليه كحرف الدال في نحو قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} لا يتأتى فيه إتباعه لما بعده لذهاب حركة ما بعده بسبب الوقف عليه فتنبه. ([20])

القول الرابع: أن القلقلة لها صوت مستقل ليست مائلة للفتح ولا مائلة للكسر ولا تابعة لما قبلها. وممن قال بهذا القول صاحب (فتح رب البرية في شرح المقدمة الجزرية)، يقول: (القلقلة ليست مائلة للفتح ولا مائلة للكسر ولا تابعة لما قبلها، ويفهم ذلك عند التطبيق من شيخٍ متقنٍ). ([21])

وممن قال بهذا القول حسام الدين الكيلاني في كتابه (البيان في أحكام تجويد القرءان)، يقول: (فعلى القارئ أن ينتبه أن القلقلة نبرة ساكنة مستقلة عن الحركة، ويلحن الكثير حين يشربون القلقلة حركة ما،كضم أو كسر أو فتح) ([22]).

وممن قال بهذا ـ أيضاً ـ الشيخ محمد النبهان،يقول:) والقلقلة في الحرف الساكن صوت مستقل ليس بالفتحة، ولا بالكسرة، ولا بالسكون غير متأثر بحركة ما قبلها) ([23]).

وممن قال بهذا القول الدكتور أيمن سويد وضعَّف قول من قال: أن القلقلة تتبع حركة ما قبلها أو حركة ما بعدها , أو تكون أقرب إلى الفتح مطلقا وحجته بأن هذا العمل هو تبعيض للحركة وهذا الأمر يسمي عند القراء روما أو اختلاسا ولم يقل أحد أن القلقلة واحدة من هذين ([24])

إلا أن كلام أبي شامة السابق (فلذلك يحصل من الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة حتى تكاد تخرج إلى شبه تحركها لقصد بيانها) يشير أن أداء القلقلة إلى الحركة أقرب.

وقد أكد هذا الكلام بقوله ناقلاً عن أبي مريم الشيرازي (وقال ابن مريم الشيرازي وهي حروف مشربة في مخارجها إلا أنها لا تضغط ضغط الحروف المطبقة غير أنها قريبة منها فإن فيها أصواتاً كالحركات تتقلقل عند خروجها أي تضطرب ولهذا سميت حروف القلقلة) [25]

وقال محمد مكي في (نهاية القول المفيد): (لك تعريف القلقلة بتحريك الصوت أو بتحريك المخرج) [26]، وقال (أما المخرج فقد تحرك بسبب انفكاك دفعي بعد التصاق محكم، وأما الصوت فقد تبدل في السمع وذلك ظاهر) [27]

فقوله (تحريك الصوت) يشير إلى أن أداء القلقلة إلى الحركة أقرب من السكون.

مراتب القلقلة

اختلف العلماء في مراتب القلقلة على ثلاثة أقوال:

القول الأول: أن القلقلة على أربعة مراتب

المرتبة الأولى: المشدد الموقوف عليه، وتسمى قلقلة كبرى مثل: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ).

المرتبة الثانية: المخفف الموقوف عليه، وتسمى قلقلة وسطى مثل: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ).

وبعضهم يسمي المشدد الموقوف عليه قلقلة أكبر، ويسمي الموقوف عليه المخفف قلقلة كبرى

المرتبة الثالثة: الساكن الموصول سواء أكان في وسط الكلمة أم في آخرها، وتسمى قلقلة صغرى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير