تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4ـ أن سبب القلقلة هو اجتماع صفتي الجهر والشدة (حبس الصوت والنفس) فاحتاجت إلى كلفة في بيانها فتخلص العرب من هذه الكلفة بالقلقلة، وهذان الوصفان (الجهر والشدة) اللذان هما سبب القلقلة ملازمان للحرف ساكناً كان أم متحركاً.

5ـ وأما قولهم أن القلقلة تكون في الساكن دون المتحرك لأن القلقلة التي هي التخلص من الشدة إنما تكون في حالة حدوث الإزعاج، وهذا الإزعاج لا يحدث إلا حالة انقفال المخرج وهي حالة السكون قول فيه نظر لأن صفة الشدة التي تسبب هذا الإزعاج ملازمة للحرف متحركاً أم كان ساكناً إذ هي من الصفات اللازمة فصفة الشدة وغلق المخرج لابد منه في حروف قطب جد المتحرك والساكن ألا ترى لو أن قارئاً قرأ (جَ) مثلاً دون أن يلصق لسانه بالحنك الأعلى لصقاً محكماً قبل فتحه لقلنا الجيم فيها تفشي.

وليس معنى القول أن المتحرك فيه أصل القلقلة أننا نطالب بقلقلته حال حركته، بل نقول أن فيه أصل القلقلة وهي حينئذ تكون غير ظاهرة كما أن أصل الغنة ثابت في النون والميم المتحركتين الخفيفتين وتكون غير ظاهرة كذلك، وقد نص على ذلك محمد مكي في (نهاية القول المفيد) حيث قال (وفي المتحرك قلقلة أيضاً لكنها أقل فيه من الساكن الذي لم يوقف عليه لأن تعريف القلقلة باجتماع الشدة والجهر كما في المرعشي يشير إلى أن حروف القلقلة لا تنفك عن القلقلة عند تحركها وإن لم تكن القلقلة عند تحركها ظاهرة كما أن حرفي الغنة وهما النون والميم لا يخلوان عن الغنة عند تحركهما وإن لم تظهر) [34]

وأما جعلهم الموقوف عليه مرتبة واحدة سواء كان مخففاً أو مشدداً فدليلهم في ذلك أن القلقلة في المشدد هي في الحرف الثاني منه لا الأول مثل (الحقّ) القلقلة في القاف الثانية لا الأولى، وأن القاف الأولى خرجت بالتصادم بين طرفي عضو النطق على القاعدة الأصلية للنطق بالحروف الساكنة وعلى هذا فلا فرق بين القلقلة في كلمتى (الفلق ـ الحقّ) عند الوقف [35].

وهذا الكلام فيه نظر إذ أن الإدغام يُصَيِّر الحرفين حرفاً واحداً مشدداً يأخذ حكماً واحداً من غير فصل بين الحرفين المدغمين في الحكم، ألا ترى أننا نقول أن حكم الراء في كلمة (سِرَّاً) مثلاً مفخمة ولو فصلنا بينهما في الحكم لقلنا الراء الأولي مرققة لسكونها أثر كسر والراء الثانية مفخمة لأنها مفتوحة، وهذا لا يفعله أحد ولا يقول به. لأن الإدغام يصير الحرفين حرفاً واحداً مشدداً بحكم واحد، ولذا قلنا الراء مفخمة لأنها مفتوحة؛ هكذا الحكم في القلقلة، فتكون القلقلة صفة للقاف المشددة في كلمة (الحق) من غير فصل بين القاف الأولى والثانية كما الراء في (سِرَّاً).

وتخرج القلقلة حينئذ بالتصادم ثم التباعد فتكون القلقلة محصلة العمليتين (التصادم ثم التباعد) فتكون أقوي ما تكون، وقد أشار العلامة السمنودي في (لآلىء البيان) إلى ذلك بقوله:

كبيرةٌ حيث لدى الوقفِ أتتْ ... أكبرُ حيثُ عند وقف شُدِّدتْ

كما أشار ابن الجزري في التمهيد إلى وجوب العناية بالحرف المشدد وإعطائه قوة يتميز بها عن المخفف بقوله: (فينبغي للقارئ أن يبيّن المشدّد حيث وقع، ويعطيه حقّه ليميّزه عن غيره) [36].

القول الثالث: أن القلقلة على ثلاث مراتب

1 - المشدد الموقوف عليه، مثل (الْحَقُّ).

2 - المخفف الموقوف عليه مثل (الرِّزْقِ).

3 - الساكن الموصول سواء أكان في وسط الكلمة أم في آخرها

وممن ذهب إلى هذا القول الحصري في كتابه (أحكام قراءة القرءان الكريم) [37]، والدكتورة سعاد عبد الحميد في كتابها (تيسير الرحمن في تجويد القرءان) [38]

وهؤلاء يرون أن القلقلة في الساكن فقط دون المتحرك، ومع ذلك يعدون القلقلة ضمن الصفات الأصلية التي تلزم الحرف حال سكونه وحركته فتجد في كلامهم نوع تناقض!!

ما ينبغي على القارئ مراعاته أثناء أداء القلقلة

1ـ ينبغي على القارئ التحرز من ختم صوت القلقلة بالهمزة مثل (الحقّ ـ بالقسط).

وذلك بعدم قفل الحلق أثناء النطق بالحرف المقلقل إذ الحلق ليس له عمل في أحرف القلقلة.

2ـ العناية بالقلقلة وعدم ضياعها إذا جاورها حرف ساكن وذلك عند الوقف مثل (فِسْق ـ بالعهْد ـ قبْل ـ بالقسْط).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير