وفي مناهل العرفان نقلاُ عن أبي عمرو الداني في جامع البيان: أوقفتُ عليه [يعني كلام أبي شامة في دعواه عدم] شيخنا الإمام واحد زمانه شمس الدين محمد بن أحمد الخطيب بيبرود الشافعي فقال لي معذور أبو شامة حيث إن القراءات كالحديث مخرجها كمخرجه إذا كان مدارها على واحد كانت آحادية وخفي عليه أنها نسبت إلى ذلك الإمام اصطلاحا وإلا فكل أهل بلدة كانوا يقرؤونها أخذوها أمما عن أمم، ولو انفرد واحد بقراءة دون أهل بلده لم يوافقه على ذلك أحد بل كانوا يجتنبونها ويأمرون باجتنابها. أهـ
وفي منجد المقرئين لابن الجزري: ولله در الإمام أبي نصر الشيرازي حيث حكى في تفسيره عند قوله تعالى {وأتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء 1]: كلام الزجاجي في تضعيف قراء الخفض ثم قال ومثل هذا الكلام مردود عند أئمة الدين لأن القراءات التي قرأ بها أئمة القراء ثبتت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فمن رد ذلك فقد رد على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واستقبح ما قرأ به، وهذا مقام محظور لا يقلد فيه أئمة اللغة والنحو ولعلهم أرادوا أنه صحيح فصيح وإن كان غيره أفصح منه فإنا لا ندعي أن كل ما في القراءات على أرفع الدرجات من الفصاحة. أهـ
وفيه أيضاً: وقال الحافظ العلامة أبو سعيد خليل كيكلدي العلائي في كتابه المجموع المذهب وللشيخ شهاب الدين أبي شامة في كتابه المرشد الوجيز وغيره كلام في الفرق بين القراءات السبع والشاذة منها، وكلام غيره من متقدمي القراء ما يوهم أن القراءات السبع ليست متواترة كلها وأن أعلاها ما اجتمع فيه صحة السند وموافقة خط المصحف الإمام والفصيح من لغة العرب وأنه يكفي فيها الاستفاضة وليس الأمر كما ذكر هؤلاء، والشبهة دخلت عليهم مع انحصار أسانيدها في رجال معروفين وظنوها كاجتهاد الآحاد،
قلت: وقد سألت شيخنا إمام الأئمة أبا المعالي رحمه الله تعالى عن هذا الموضع فقال انحصار الأسانيد في طائفة لا يمنع مجيء القرآن عن غيرهم، فلقد كان يتلقاه أهل كل بلد يقرؤه منهم الجم الغفير عن مثلهم وكذلك دائما، والتواتر حاصل لهم، ولكن الأئمة الذين تصدوا لضبط الحروف وحفظوا شيوخهم منها وجاء السند من جهتهم، وهذه الأخبار الواردة في حجة الوداع ونحوها أجلى ولم تزل حجة الوداع منقولة فمن يحصل بهم التواتر عن مثلهم في كل عصر فهذه كذلك
وقال: هذا موضع ينبغي التنبه له، انتهى والله أعلم. أهـ
وفي المرفقات يوجد كتاب (المدخل إلى علم القراءات) لمحمد بن محمود حوا، وهو كتاب جيد، أرجو أن تنتفعوا به.
هذانا الله وإياكم إلى سواء الصراط.
ـ[ابو جبل]ــــــــ[14 - 11 - 10, 04:50 ص]ـ
الأخ الكريم
جزاك الله خيرا وأسأل الله تعالي أن يجعل هذه اللإجتماع حجة لنا لا علينا
أولا التحديد الدقيق لمحل النزاع يركز البحث ويحقق الفائدة
وهو كما ذكرت اختيارات حفص بن سليمان التي انفرد بها في روايته
والأمر كما قال الأخ ماجد الغامدي أن الموضوع لم يحدد عنوانه علي هذا النحو ولكن هذا هو المتبادر لأنه لا يقول أحد بعدم تواتر أي قراءة علي الإطلاق ولأنه هو الظاهر من كلام الأخوة في المناقشات السابقة
الأخ الفاضل/ أبو عبد الأعلي الناصفي
قلت ما دمت أقبل بتواتر حفص فأين الإشكال؟
والإشكال هو في طبقة الرواة من الصحابة رضوان الله عليهم إلي الرواة عن حفص
إن أسانيد القراءات تنقسم حالياً إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: من المعاصرين إلى ابن الجزري. وهذا متواتر بلا شك.
وأنا لا أوافق الأخ سامح النجار في إرجاع سبب عدم التواتر إلي تدخل الدولة العثمانية فأسانيد العالم الإسلامي إلى ابن الجزري اليوم بالآلاف والتواتر ثابت في هذه الطبقة وما قبلها إلي تلاميذ حفص
وأجيب عن استشكال الأخ سامح النجار بما قال الشيخ وليد الإدريسي مثبتا أن الإمام ابن الجزري نفسه لم ينفرد بالقراءات المعروفة فجميع أسانيد القراءات العشرة المتصلة بالسماع والعرض اليوم تلتقي عند ابن الجزري ثم يبدأ تفرعها من عنده أيضاً، فكيف تكون متواترة في طبقة ابن الجزري؟ وحل هذا الإشكال من وجهين:
¥