تعلقات مختلفة، اختلفوا في المراد بها .. ) (85)، على أن هذا الاختلاف إنما يحقق الفائدة المرجوة في السياق إذ المقصد الأول في القسم هو التعظيم ودفع الشك عما سيقسم عليه، وفي هذا من التعظيم ما لا يخفى لتعدد المقسم بهنّ مع إيجاز اللفظ؛ لذلك ذهب القاسمي إلى أن قول ابن جرير مُتجه للغاية إذ فيه إبقاء للفظ على شموله وهذا أعمّ فائدة وعدم التكلف للتخصيص مع عدم وجود القاطع (86)، فالتعبير بالمشتق عن الجامد هو الذي جلب هذا التعدد في التفسير ولا أقول الاختلاف لتحقق القصد في ذلك تحقيقاً للغموض الفني كما يقول (نحلة) الذي يوقظ الذهن ويثير التساؤل ويشرك المتلقي ويقتضي وعياً وانتباهاً ومشاركةً من القارئ أو السامع لتتم له المتعة الفنية في اكتشاف المعنى المراد أو ما يقترب منه (87).
وقد يعدل القرآن عن التعبير بالمشتق إلى الجامد وهو في هذا لا يختار أسماء الذوات وإنما أسماء المعاني ليضعها موضع الأسماء المشتقة لما لها من خاصية في التعبير ليست للمشتقات إذ هي تحتمل تمكن الوصف وإطلاقه والمبالغة فيه قال ابن يعيش (قالوا رجل عدلٌ وفضل كأنه لكثرة عدله والرضا عنه وفضله جعلوه نفس العدل والرضا والفضل) (88)، كما في قوله تعالى: ( ... جزاءً وفاقاً) (النبأ: 27)، فالوفاق هنا مصدر وافق بمعنى ماثَل أو ضارع، وقد عدل القرآن الكريم عن وصف الجزاء باسم مشتقٍ نحو: جزاء موافقاً إلى وصفه بالمصدر للمبالغة في تصوير هذا العقاب الأليم وتقريره، وقد يعدل إلى المصدر الجامد دون أن يكون وصفاً كما في قوله تعالى: ( ... ونهى النفس عن الهوى) (النازعات: 40) فالهوى هنا مصدر وضع موضع المفعول (مهديّ) ليحقق هذا الإطلاق في نهي النفس عن كل ما تميل إليه مع الهوى (89).
CC0000
1) دلائل الإعجاز 303.
2) ينظر: شرح التصريح 2/ 65، وشرح الكافية 2/ 184.
3) المقتضب 4/ 148 – 149.
4) ينظر: تفسير الماوردي 4/ 368.
5) تفسير غريب القرآن 376.
6) ينظر: حاشية الصبان 2/ 296.
7) ينظر: الفروق في اللغة 12 – 13.
8) ينظر: التعبير القرآني 36 – 37.
9) تفسير غريب القرآن 487.
10) تفسير ابن كثير 4/ 426.
11) ينظر: تفسير الرازي 30/ 142، وتفسير البيضاوي 2/ 531، وتفسير غرائب القرآن 29/ 52.
12) تفسير تفسير الرازي 30/ 142.
13) ينظر: مجاز القرآن 2/ 271، وبواكير التفسير 343.
14) تفسير الطبري 29/ 61.
15) ينظر: البيان في غريب إعراب القرآن 2/ 521، وظاهرة التحويل 63.
16) الكشاف 4/ 4.
17) ينظر: ظاهرة التحويل 63.
18) التحرير والتنوير 30/ 61.
19) ينظر: معاني القرآن 3/ 17، والكشاف 4/ 8.
20) ينظر: الرسالة المدنية 14، 15.
21) الضرورة الشعرية (دراسة أسلوبية) 102.
22) ديوان لبيد 340.
23) ينظر: تأويل مشكل القرآن 154.
24) ينظر: مجمع الأمثال 2/ 205، وأمالي المرتضى 1/ 194، والضرورة الشعرية 102.
25) ينظر: خزانة الأدب 4/ 174.
26) الروض الأنف 2/ 175.
27) ينظر: الكشاف 4/ 8، والبيضاوي 2/ 423، والرسالة المدنية 15.
28) ينظر: الرسالة المدنية 15، وتفسير ابن كثير 4/ 226.
29) ينظر: المحتسب 2/ 284، وشرح القصائد السبع 15.
30) ينظر: الكشاف 4/ 8، والبيضاوي 2/ 423.
31) ينظر: الكشاف 4/ 48.
32) ينظر: معاني القرآن 3/ 17.
33) ينظر: الكشاف 4/ 48.
34) ينظر: مجمع البيان 27/ 101.
35) ينظر: تفسير سورة الرحمن 113.
36) مصطلح يقصد به: التكامل والارتباط بين أجزاء النظام الواحد كالآلة التي يدفع بعض أجزائها إلى بعض بالحركة المتصلة.
37) الضرورة الشعرية 109 – 110.
38) إعراب القرآن (الزجاج) 3/ 788.
39) ينظر: إعراب القرآن (الزجاج) 3/ 788، والكشاف 4/ 135، والتبيان 3/ 59 والبحر 8/ 298، والنسفي 3/ 1837، والتحرير والتنوير 29/ 19.
40) مثل قتادة كما نقل ابن كثير 4/ 396، وينظر: تتمة أضواء البيان 8/ 392.
41) ينظر: البحر المحيط 8/ 298، وشرح ابن عقيل 384، والبيان في غريب إعراب القرآن 2/ 450
42) ينظر: شرح ابن عقيل 384، والبيان 2/ 450.
43) ينظر: تتمة أضواء البيان 8/ 392.
44) وهو قول ابن عطيه ينظر: البحر 8/ 299.
¥