تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكانت مضر مقيمة وحدها في تهامة بعد خروج ربيعة منها حتى دب بينها التفرق، ووقع بين قبائلها البغضاء بسبب تباين هذه القبائل وكثرة عددها وفصائلها وضيق البلاد بها، ومن هنا رأينا قبيلة مهتمة وأخرى منجدة، فظعنت قيس من تهامة طالعين إلى بلاد نجد إلا قبائل منهم انحازت إلى أطراف الغور من تهامة " " وطابخة نزحت من تهامة إلى ظواهر نجد والحجاز " "

أما عكل الذين منهم سويد بن كراع فقد نزحوا من الحجاز بعد ذلك إلى بلاد نجد وصحاريها " "

وعلى هذا فالنطق بالضاد هنا ليس خاصاً بقريش وإن كانت تعود إلى مضر" "

الحضض والحظظ والحضظ.

قال ابن السيد: (والحظظ والحضض: الكحل الذي يقال له الخولان يقال بضم الظاء والضاد وفتحهما)، قال الراجز:

أرقش ظمآن إذا عض لفظ أمر من مرّ ومقر وحظظ " "

وحظظ بظاءين في اللسان أيضاً " "

وجاء في الصحاح بضاد وظاء قال الجوهري: وأنشد شمر:

أرقش ظمآن إذا عصر لفظ أمر من صبر ومقر وحضظ

ويعقب الخليل على البيت بقوله: ينشد هذا البيت بظاءين من كانت لغته فيه بالظاء. والذي لغته بالضاد يجعل الأول على لغته ضاداً ويجعل الآخر ظاء لإقامة الروي " ".

وقال أبو عمر الزاهد: الحضذ بالضاد والذال.

وهذه النصوص تعطينا في الكلمة أربع لهجات:

الأولى: الحضض بضاضين الثانية: الحظظ بظاءين

الثالثة: الحضظ بضاد بعدها ظاء الرابعة: الحضذ بضاد بعدها ذال

وقد روي البيت باللهجتين الثانية والثالثة. والذي أراه أخذاً من نصوص اللغويين أن الكلمة بضاضين وبظاءين لهجتان مشهورتان، وأما الضاد وبعدها الظاء فلهجة قليلة يدل على ذلك قول شمر: لم أسمع الضاد مع الظاء إلا في هذا" "، وأما اللهجة الرابعة فنادرة.

ضنين وظنين.

في قوله تعالى: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) " ".

قرئ بالضاد والظاء في (ضنين) " "

1 ـ فقد قرأ عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وابن عمر، وابن الزبير، وعائشة، وعمر بن عبد العزيز، وابن جبير، وعروة بن جندب، ومجاهد، وغيرهم من السبعة وابن كثير (بظنين بالظاء). وقرأ عثمان، وابن عباس أيضاً، والحسن، وأبو رجاء، والأعرج، وأبو جعفر، وجماعة غيرهم، وباقي السبعة بالضاد " ".

2 ـ وجاء في معاني القرآن للفراء وحدثني قيس بن الربيع عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال: أنتم تقرءون (بضنين) ببخيل ونحن نقرأ (بظنين) بمتهم، وقرأ عاصم وأهل الحجاز وزيد بن ثابت (بضنين) وهو حسن" "

3 ـ ويقول الطبري وبالضاد خطوط المصاحف كلها " ".

4 ـ وفي الكشاف وهو في مصحف عبد الله بالظاء وفي مصحف أبيّ بالضاد" "

5 ـوجاء في المصاحف القديمة لجفري أن ظنيناً جاء بالظاء في مصاحف ابن عباس، وعائشة، وورد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤه الظنين بالظاء " ".

6 ـ وقد ورد أن (المكتوب في مصحف الإمام بالضاد) " " وقد ورد أيضاً: (وهو رسم الإمام وسائر المصاحف العثمانية) " ".

وهذا يفسر قول الطبري من أن المقصود بالمصاحف كلها: المصاحف العثمانية وتفيد النصوص التي عرضناها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهما ويؤكد ذلك الزمخشري " "، والقراءات الواردة بهما متواترة " ".

وتفيد النصوص السابقة أيضاً أن بعض القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهما.

وإذا رجعنا بالقراء إلى البيئات التي انتسبوا إليها أو عاشوا فيها مدة طويلة فإننا نستطيع أن نقول: إن النطق بالضاد والظاء ينسب إلى البيئة الحجازية الغربية، وإلى بيئة البدو في وسط الجزيرة وشرقها. وكان يقطن بيئة البدو هذه قيس وتميم وأسد " ". وقد ورد النطق بالظاء عن الكسائي وأبي عمرو، وكان الكسائي ربيباً لبني أسد وينسب أبو عمرو ابن العلاء إلى بني تميم " ". وجاء النطق بالظاء عن ابن كثير وهو مكي " "، وعلى هذا فالنطق بالظاء وارد في البيئة الحجازية في مكة وفي البيئة الشرقية في تميم وأسد.

وورد النطق بالضاد عن نافع وهو مدني " "، وجاء عن ابن عامر وهو شامي تميمي " "، وورد عن حمزة الكوفي وكان مولى لآل عكرمة " "، وعكرمة تؤول إلى قيس " ". وجاء عن عاصم بن أبي النجود وهو من بني أسد " ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير