تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف أفرق بين (ال) العهدية و أختها الجنسية؟]

ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[16 - 12 - 08, 12:33 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن والاه.أما بعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وطيب الله أوقاتكم.

كيف السبيل - أيها السادة الكرام - إلى التفريق بين (الـ) العهدية , و (الـ) الجنسية , وهل للأولى عموم كالثانية؟

فقد ظهرلي هذا الإشكال عند تفسير قوله تعالى (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) من أم الكتاب, حيث ظننتُ أن ال ـمغضوب عليهم

و ال ـضالين اسمي جنس لهما عموم , ثم وجدت بأنه قد جاء في السنة بيان بأن الضالين هم النصارى والمغضوب عليهم هم اليهود.

فهل ما جاء في السنه بيانٌ لنوع ذلك المعهود حيث يكون هو المقصود الوحيد من الآية؟

أم هو ذكر بعض من الانواع الداخلة في اسم الجنس , وذكر بعض افراد العموم لايدل على التخصيص؟

ولايخفى عليكم الفرق بين الامرين.

وجزاكم الله خيرا.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 12 - 08, 06:14 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولا: كلامك يفيد أنه لا يوجد اختلاط عندك بين (أل) العهدية و (أل) الجنسية، وإنما الإشكال عندك في التطبيق على الآية.

ثانيا: الاختلاف في التطبيق على بعض النصوص يكاد يكون واقعا في جميع أبواب النحو، فينبغي أن لا نجعل الاختلاف في التطبيق قادحا في التقعيد؛ لأن التقعيد ثابت بيقين في بعض المسائل.

ثالثا: قد يقع الاختلاف في التطبيق نظريا مع الاتفاق في النتيجة النهائية، فمثلا في الآية التي ذكرتها، سواء قلنا إن (أل) للعموم أو ليست للعموم، فلا نزاع في أن المقصود بالآية ذم الطريق الذي سلكه هؤلاء.

مثال آخر: قول النبي صلى الله عليه وسلم (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) واضح أن (أل) في (اليهود) و (النصارى) لا تشمل المسلمين مثلا، ولكن مع هذا لا يشك أحد أن سياق الكلام يفيد زجر المسلمين عن سلوك طريق هؤلاء؛ لأنهم إنما استحقوا اللعن المذكور بسبب هذا المحرم الذي لابسوه.

رابعا: أشار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره أن السلف أحيانا يفسرون الآية بذكر بعض أفرادها للتوضيح مع إرادتهم للعموم، فإذا طبقنا هذا ههنا، فيمكن أن يقال: المغضوب عليهم هم اليهود (ويكون هذا تمثيلا والمراد هم ومن صنع صنيعهم)، والضالون هم النصارى (ويكون هذا تمثيلا والمراد هم ومن صنع صنيعهم).

ولا يختلف هذا الكلام -من حيث النتيجة- مع قولنا إن (أل) فيهما للعموم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير