تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حروف ذات دلالة]

ـ[زكريا بن فخري]ــــــــ[28 - 04 - 09, 05:02 م]ـ

بسم الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ,

حروف المعاني لها صلة وطيدة بفهم المعاني، واستنباط الأحكام من مظانها الشرعية؛ لأن كثيرًا من القضايا الدلالية والمسائل الفقهية يتوقف فهمها على الدلالة التي يؤديها حرف المعنى في النص.

وقد اهتم علماؤنا القدماء بحروف المعاني؛ فجعلها علماء الدراسات القرآنية من الأدوات التي يحتاج إليها المفسر يقول السيوطي (المتوفى 911هـ) عنها: "واعلم أن معرفة ذلك من المهمات المطلوبة؛ لاختلاف مواقعها، ولهذا يختلف الكلام والاستنباط بحسبها

وأولاها علماء أصول الفقه عناية خاصة؛ لحاجة الفقيه إليها، يقول جلال الدين المحلي (المتوفى 864هـ): "هذا مبحث الحروف التي يحتاج الفقيه إلى معرفة معانيها؛ لكثرة وقوعها في الأدلة"؛ "ولأن عليها مدار المسائل الفقهية"، أو لأنها "تتعلق بها أحكام الفقه، ويتنازع في موجباتها المتناظران"

أحبتي الكرام .. كُلفنا في الجامعة بعمل بحث حول هذه الحروف .. إستطعت ولله الحمد أن أجمع شيئا يسيرا منها .. لكن أريد ان يكون كاملا من غير نقص فيه او ضعف .. لذلك نحتاج للمساعدة فهل من ملبي ... ؟

أنتهيت من حرف الواو والآن أنا ماضي في البحث والجمع حول ((حرف الفاء ومعناها وأقوال العلماء فيها وكذلك معني (في) وكذلك معني (من) ومعني (الباء) ومعني (إنما)

أعرف أن الحمل ثقيل .. لكن نتعاون علي حمله جميعا كي يستفيد كل طالب علم وتعلمون أهمية هذه الحروف في القضايا والمسائل الفقهية .. ,

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[19 - 05 - 09, 11:46 ص]ـ

بارك الله فيكم

- الواو: لمطلق الجمع في الفعل دون الترتيب في الزمان بل ترتب الأهم فالأهم، وتكون للاستئناف كذلك.

- والفاء: للتعقيب والترتيب نحو: سها فسجد، وتكون رابطة للجواب مع أحرف الشرط.

- ثم: للتراخي.

- وحتى وإلى: للغاية، وفرقوا بينهما بأن حتى لا تُدخل الغاية في حكم ما قبلها عكس إلى، وتكون حتى ابتدائية واستثنائية ومعلَلة، كما أنها ترفع وتنصب وتخفض؛ لذلك قال فيها الفرَّاء: "أموت ويبقى في نفسي من حتى شيء"، وترادف إلى معاني بعض الحروف الجر شأنها شأن كل حروف الجر.

- وفي: للظرفية والسببية، نحو قوله صلى الله عليه وسلم: "في النفس المؤمنة مائة من الإبل"، ومعان أُخَر كثيرة.

- واللام: للتمليك نحو: المال لزيد، والاختصاص نحو: هذا ابن لزيد، والاستحقاق نحو: هذا السرج للدابة، والتعليل نحوه: هذه العقوبة للتأديب، والتأكيد نحو: إن زيدا لقائم، والقسم نحو قوله تعالى: "لنسفعا بالناصية"، وأوصل الزجاجي معانيها إلى واحد وثلاثين، (انظر كتاب اللامات للزجاجي).

- والباء: للإلصاق - وهو أهم معانيها وألزمها؛ لذلك اقتصر عليه سيبويه - نحو: مررت بزيد، والاستعانة نحو: كتبت بالقلم، والتعليل نحو: سعدت بطاعة الله، والتبعيض عند بعضهم وهو منكر عند أئمة اللغة، ومعان أخر كثيرة تعرف بالسياق تصل إلى العشرين.

- أو: إما للتخيير نحو قوله تعالى: "هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما أو للإباحة نحو: أصحب العلماء أو الزهاد؛ فله الجمع بينهما بخلاف الأول، أو للشك نحو: جاءني زيد أو عمرو، أو للإبهام نحو: جاءني زيد أو عمرو؛ وكنتَ عالما بالآتي منهما وإنما أردت التلبيس على السامع بخلاف الشك، أو للتنويع نحو: العدد إما زوج أو فرد؛ أي هو متنوع إلى هذين النوعين، وتأتي بمعنى بل كقوله تعالى: "إلى مائة ألف أو يزيدون".

- وإنْ وكل ما تضمن معناه: للشرط نحو: إن جاء زيد جاء عمرو، ومن: دخل داري فله درهم، وما: تصنع أصنع، وأي: شيء يفعل أفعل، ومتى: قدمت سعدت، وأين: تجلس أجلس.

- ولو: مثل هذه الكلمات في الشرط نحو: لو جاء زيد أكرمته، وهي تدل على انتفاء الشيء لانتفاء غيره (حرف امتناع لامتناع)، فمتى دخلت على ثبوتين فهما منفيان، ومتى دخلت على نفيين فهما ثابتان، ومتى دخلت على نفي وثبوت فالثابت منفي والمنفي ثابت.

- ولولا: تدل على انتفاء الشيء لوجود غيره (حرف امتناع لوجود) لأجل أن لا يثبت النفي الكائن مع لو فصار ثبوتا وإلا فحكم لو لم ينتقض؛ فقوله: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك" يدل على انتفاء الأمر لأجل وجود المشقة المترتبة على تقدير ورود الأمر.

- وبل: لإبطال الحكم عن الأول وإثباته للثاني - وهو الإضراب الإبطالي، وهناك الإضراب الانتقالي كقوله تعالى: "وقالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر" - نحو: جاء زيد بل عمرو، وعكسها (لا) نحو: زيد لا عمرو، وتأتي هي الأخرى مؤكّدة، غالبا بعد منفي – كما حقق العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كقوله تعالى: "ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك وبعد مثبت كقوله تعالى: "فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون، ألا يسجدوا لله والتقدير: فصدهم عن سجودهم؛ ولا زائدة، وأن انسبكت بما بعدها مصدرا على البدلية من السبيل في محل جر، وهم لا يهتدون جملة معترضة.

- ولكن: للاستدراك، بعد النفي نحو: ما جاء زيد لكن عمرو، ولا بد أن يتقدمها نفي في المفردات أو يحصل تناقض بين المركبات (أي يكون حكم ما قبلها مناقض أو مضاد لما بعدها).

- والعدد: يذكر فيه المؤنث ويؤنث فيه المذكر (فيما بين الثلاثة والعشرة)، ولذلك قال المالكية إن المراد بقوله تعالى: "والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء" الأطهار دون الحِيَض؛ لأن الطهر مذكر والحيضة مؤنثة، وقد ورد النص بصيغة التأنيث فيكون المعدود مذكرا لا مؤنثا، وردوا علة هذا بأن العدد راعى اللفظ لا المعنى وهو الأصل، والمسألة مشكلة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير