تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ذاكروني في رأيي عن معنى المتشابه]

ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[02 - 04 - 09, 01:37 م]ـ

أرجو من الإخوة الأفاضل أن يذاركوني في قررته من معنى المتشابه، ليتسنى لي أن أدرجه في موضوعي (أصول الفقه .... )

أرجو منكم ألا تبخلوا علي بما عندكم من علم

بارك الله فيكم

? مَعنَى الْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ: اخْتَلَفَ السَّلَفُ وَالْخَلَفُ فِي مَعْنَى الْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ، وانْبَنَى هَذَا الِخلَافُ عَلَى أصلين:

الأصل الأول: مَعْنَى الْوَاوِ فِي قَوْلِهِ: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} هل هي استئنفاية ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn1)) فيكون Qهو المتفرد بتأويل المتشابه دون غيره أو هي عاطفة فيعلمه الراسخون أيضا.

الأصل الثاني: معنى التأويل في قوله تعالى {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} فقيل هو التفسير والبيان فيكون كسائر التفاسير المنسوبة لأهل العلم من الصحابة ومن بعدهم، أو هو واقع الأمر وحقيقته، فيكون Q عز وجل هو المستأثر بعلمه، أو هو صرف اللفظ عن ظاهره لقرينة موجبة لذلك، معانٍ كلها ناقشها شيخ الإسلام رسالة في تفسير قوله تعالى وما يعلم تأويله إلا الله نحو مجلد ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn2))

ومهما يكن من أمر فإنا نورد هنا ما يدخل ضمن أبواب هذا العلم الجليل، ونضرب صفحا عما لا يفيد أصلا شرعيا يعمل به، أو نشير إليه بإيجاز على سبيل الاستطراد المتمم للباب. ويمكن أن نَرُدَّ اختلاف العلماء في معنى المتشابه إلى وجهين:

الوجه الأول: أنه ما استأثر Q به من العلم وَعَلَى هَذَا يَرِدُ الْمُتَشَابِهُ عَلَى كثير من نُصُوصِ الْغَيْبِيَّاتِ وَلَاسِيَّمَا صِفَاتُ Qِ عَزَّ وَجَلَّ، لَا مِنْ جِهَةِ مَعَانِيهَا -فَإِنَّهَا أَلْفَاظٌ عَرَبِيَّةٌ مُدْرَكَةُ الْمَعَانِي كَمَا قَالَ الْإِمَامُ مَالِكٌ: الِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ-يَعْنِي مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ-وَالْكَيْفُ مَجْهُولٌ - وَإِنَّمَا الِاشْتِبَاهُ فِي إِدْرَاكِ كَيْفِيَّاتِهَا وَكُنْهِهَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} يقول ابن تيمية: وَمَنْ قَالَ مِنْ السَّلَفِ إنَّ الْمُتَشَابِهَ لَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ فَقَدْ أَصَابَ أَيْضًا وَمُرَادُهُ بِالتَّأْوِيلِ مَا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِهِ مِثْلَ وَقْتِ السَّاعَةِ وَمَجِيءِ أَشْرَاطِهَا وَمِثْلَ كَيْفِيَّةِ نَفْسِهِ وَمَا أَعَدَّهُ فِي الْجَنَّةِ لِأَوْلِيَائِهِ. ويقول ابن القيم: فمن قال من السلف إن تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله بهذا المعنى فهو حق. ا. هـ

قلت: وَبِهَذَا الْمَعْنَى يكون الْمُتَشَابِهُ إِلَى أُصُولِ أَبْوَابِ الِاعْتِقَادِ ألصقَ منه إلى مَبَاحِثِ أُصُولِ الْفِقْهِ.

الوجه الثاني: أنه ما أباحه Q تعالى للراسخين من أهل العلم بالشريعة فيدخل فيه ما يتعلق بالمعقول و الحلال والحرام.

قلت: وهذا صواب وحجته سنة نبينا فلا نغفلها في تبيين الكتاب تلك الوظيفة التي أنيطت بها بنص كلام Q تعالى {وأنزلنا إليك الذكر} يقول e : { الحلال بين والحرام بين} فدل على أن المشابه وإن جهله كثير من الناس إلا أن أهل العلم يعلمونه برده إلى نظيره المحكم فيرتفع الاشتباه ويصير إلى الإحكام.

وأيضا ما قاله الخطيب: ولو لم يكن الأمر هكذا، لم يكن للراسخين على العامة فضيلة، لأن الجميع يقولون آمنا به؟ فإن قيل: لو كان الأمر كذلك، لقال: "ويقولون آمنا به" قلنا: قد يجوز حذف واو النسق» ا. هـ وهناك الكثير من الدلائل على معنى ذلك لا محل لبسطها في هذا المقام من الدرس.

تنبيه: قال ابن القيم: وأما من قال إن التأويل الذي هو تفسيره وبيان المراد منه لا يعلمه إلا الله فهذا غلط والصحابة والتابعون وجمهور الأمة على خلافه قال مجاهد عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها وقال عبدالله بن مسعود ما في كتاب الله آية إلا وأنا أعلم فيما أنزلت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير