تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التضاد و المنطق العقلي الصحيح]

ـ[عمر الريسوني]ــــــــ[03 - 04 - 09, 02:11 ص]ـ

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

هناك من اعتبر التضاد في القرآن جزءا من الاشتراك اللفظي وهو رأي كثير من الدارسين لهذه الظاهرة، وهناك من قال لا تضاد في القرآن عند التحقيق لا في ألفاظه ولا في صيغه، وانما المراد من ذلك هو اختلاف لغات القبائل للاستئناس اذ يجدون فيه من لغاتهم ألفاظا وصيغا تدفع عنهم الاستيحاش.

الا أن معظم الدراسات لم تحض بالعناية المطلوبة سواء في كتابات المتقدمين أم في كتابات المتأخرين.

واجتماع الضدين في لفظ واحد ظاهرة ليست بمنأى عن اللغات الحية.

وكتاب الله العزيز يشير الى هذه الظاهرة في أكثر من آية لحكمة جلية كما سنرى، جاء في قوله تعالى:

(وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات) الآية.

وقوله تعالى: (ومن الجبال جذذ بيض وحمر مختلف ألوانه وغرابيب سود) الآية، فلقد تم ذكر صفات مختلفة متناقضة فيما بينها فهذه أشياء مستحيلة بالنسبة لكل شئ سواءا كان حيوانا أو جمادا، وبالنسبة للانسان المكلف فالمراد: أن تكليفه بالعبادة لا يتجاوز نطاق طاقته والمنطق العقلي، كما تبينه آيات عديدة في كتاب الله عز وجل، ولا يمكن مثلا أن يجمع ما بين تضادين كالحركة والسكون أو الايمان والكفر أو أن يجمع في قلبه ما بين الحب والبغض وهذه من المتضادات التي لا يقبلها عقل ولا منطق، فالانسان مكلف بما في وسعه لا يتجاوز طاقته، وفي الحديث: (لا يقضي القاضي وهو غضبان) حتى يسلم القرار المأخوذ من كل جور، وهناك حديث: (لا تغضب) فالمكلف عليه التتبث ولزوم السكينة لتسلم عبادته خالصة لوجه الله تعالى.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير