تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالفتحة بعض الألف، والكسرة بعض الياء، والضمة بعض الواو، وقد كان متقدمو النحويين يسمون الفتحة الألف الصغيرة، والكسرة الياء الصغيرة، والضمة الواو الصغيرة، وقد كانوا في ذلك على طريق مستقيمة ... ) [سر صناعة الإعراب 1/ 19، وينظر: الخصائص 2/ 315].

... ويقول السيد الشريف الجرجاني: (الحركات داخلة في المصوتات، فلذلك انقسمت المصوتة إلى مقصورة هي الحركات، وممدودة هي الحروف المخصوصة) [شرح المواقف 5/ 275].

... ولم يقف علماء السلف عند حد القول إن الحركات أبعاض حروف المد، ولكنهم حاولوا تحديد نسبة الحركة من حروف المد، ولم يكتفوا بوصف الحركة بأنها مصوت قصير ووصف حرف المد بأنه مصوت طويل، فنجد محمد بن قيصر المارديني النحوي (ت 721 هـ) يذكر في قصيدته (الدر النضيد في معرفة التجويد) رأيين في مقدار نسبة الحركة من حروف المد، الأول أنها ثلث حرف المد، والثاني أنها نصفه، وهو يرجح الرأي الثاني، وذلك حيث يقول:

ومِقْدارُه ثُلْثٌ من الأُمِّ والأصَحّ ... نصفٌ معاً والحرفَ رأسين أرْسِلا

... قال شارحه: (مقدار الفتحة ثلث ألف، والضمة ثلث واو، والكسرة ثلث ياء، والأصح عند الشيخ أنه نصف) [الدر النضيد 5/ 275].

... وقال علي القاري (ت 1014 هـ) في كتابه: (المنح الفكرية على متن الجزرية): (اعلم أن الألف مُرَكَّبٌ من فتحتين، والواو مركب من ضمتين، والياء مركب من كسرتين، فإذا أُشبعت الفتحة يتولد منها ألف، وإذا أشبعت الضمة يتولد منها الواو، وإذا أشبعت الكسرة يتولد منها الياء، كذا ذكره الشارح اليمني) [المنح الفكرية /50].

... ولعل الشارح اليمني هذا هو محمد بن عمر الحضرمي الملقب بَحْرَق المتوفى سنة 930 هـ، فإن له شرحا على المقدمة الجزرية نقل منه علي القاري عدة نصوص.

... ويبدو أن القول بأن الحركة نصف حرف المد هو الراجح عند علماء السلف، فقال القسطلاني (ت 923 هـ): (ووزن الحركة في التحقيق نصف الحرف المتولد عنها) [لطائف الإشارات 1/ 178]. وهو القول الذي أكدته الدراسات الحديثة، يقول الدكتور سلمان العاني: (إن الحركات الطويلة تبدو ضعف طول الحركة القصيرة) [التشكيل الصوتي /38].

... ولا يغض من شأن موقف علماء السلف من إدراك حقيقة الذوائب تسمية المقصورة حركات وتسمية الممدودة حروفا، فإن ذلك يرجع إلى رواسب تاريخية قديمة، وهم مع ذلك مدركون أن القصيرة والطويلة أصوات من طبيعة واحدة، فهذا أبو علي الفارسي يقول: (وهذا الذي يسميه أهل العربية حركة حقيقة أنه حروف، فالفتحة كالألف، والضمة كالواو، والكسرة كالياء، في أنهن حروف كما أنها حروف، إلا أن الصوت بهن أقل من الصوت بالألف وأختها، وقلة الصوت بهن ليس يخرجهن عن أن يكن حروفا ... ) [البغداديات /487 - 488].

... ويؤكد السيوطي هذا المعنى بقوله: (إن الحركات والحروف أصوات، وإنما رأى النحويون صوتا أعظم من صوت، فسموا العظيم حرفا، والضعيف حركة، وإن كانا في الحقيقة شيئا واحدا) [الأشباه والنظائر 1/ 177]. " ا. هـ.

ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[07 - 07 - 09, 07:37 ص]ـ

جزاك الله خيرا، ولكن اسمح لي بالمزيد من الاستفسار:

هناك خلاف واضح بين رأي المتقدمين والمتأخرين ولا أعلم أيهما المصيب، فالمتقدمون يجعلون الحركات أبعاض الحروف، في حين أن المتأخرين يجعلون حروف المد حركات طويلة،أقصد أن المتقدمين جعلوا الحركات من جنس الحروف وبناء على هذا عاملوها معاملة الحروف أما المتأخرين فجعلوا حروف المد من جنس الحركات فعاملوها معاملة الحركات. ولا شك أن للحروف أحكام وخصائص لا يجوز منحها للحركات والعكس صحيح.

فأي الرأيين هو الصواب؟ و ما الدليل؟

وأما قولك: ولا يغض من شأن موقف علماء السلف من إدراك حقيقة الذوائب تسمية المقصورة حركات وتسمية الممدودة حروفا، فإن ذلك يرجع إلى رواسب تاريخية قديمة، وهم مع ذلك مدركون أن القصيرة والطويلة أصوات من طبيعة واحدة.

فليس الاشكال في التسمية بل الاشكال في الأحكام التي أعطوها لحروف المد إذ حكموا عليها بأنها ساكنة ووضعوا قبلها حركات قصيرة، وهذا إن دل دل على أن هناك اختلاف بين المتقدمين والمتأخرين - كما ذكرت قبل قليل - فمحال أن يعرفوا حقيقتها ثم يعطوها خلاف ما تقتضيه حقيقتها لمجرد رواسب تاريخية

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[09 - 07 - 09, 02:35 ص]ـ

هناك خلاف واضح بين رأي المتقدمين والمتأخرين ولا أعلم أيهما المصيب، فالمتقدمون يجعلون الحركات أبعاض الحروف، في حين أن المتأخرين يجعلون حروف المد حركات طويلة،أقصد أن المتقدمين جعلوا الحركات من جنس الحروف وبناء على هذا عاملوها معاملة الحروف أما المتأخرين فجعلوا حروف المد من جنس الحركات فعاملوها معاملة الحركات. ولا شك أن للحروف أحكام وخصائص لا يجوز منحها للحركات والعكس صحيح.

لو بينت قصدك بأمثلة - بارك الله فيك -؛ كيف اختلف التعامل؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير