أو إذا اقتضى طلباً: نحو قولِهِ تعالى: "والوالداتُ يُرْضِعْنَ أولادهُنَّ حولَيْنِ كاملَيْنِ"، وقوله عزَّ وجلَّ: "لِينفقْ ذو سعةٍ من سعتِهِ"، فالفعلان "يرضعْنَ، وينفق" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
أو إذا اقتضى وعداً أو وعيداً: نحو قوله تعالى: "يعذِّبُ مَنْ يشاءُ ويغفرُ لمَنْ يشاءُ"، فالفعلان "يعذِّب، ويغفر" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
أو إذا صحبته إحدى نوني التّوكيد (الخفيفة أو الثّقيلة): وقد اجتمعتا في قوله تعالى: "ليسجنَنّ وليكونَنْ من الصَّاغرينَ"، فالفعلان "يسجنَنَّ، ويكونَنْ" مضارعان في اللّفظ، مستقبلان في الزّمن.
ء- الزَّمن المطلق (الماضي والحاضر والمستقبل): نحو قوله تعالى: "وإنَّا لَنحنُ نحيي ونميتُ"، فالفعلان "نحيي، ونميت" مضارعا اللّفظ، ولكنَّ زمنهما الماضي والحاضر والمستقبل، ومنه قولكَ: "الشّمسُ تشرقُ وتغيبُ"، فالفعلان "تشرق، وتغيب" مضارعا اللّفظ، ولكنَّ زمنهما الماضي والحاضر والمستقبل.
ملحوظة 1 - : هناكَ قاعدة تقولُ: إذا اجتمع زمنانِ واحتملا الدّلالة على قريبٍ وبعيدٍ في آنٍ معاً، كانَ الأَوْلَى الأخذ بالقريب، نحو قولِكَ: "زيدٌ يدرسُ"، فالفعلُ "يدرسُ" يحتملُ الدّلالة على الحال وعلى المستقبل؛ لأنّه لا توجد قرينة تمايز بينهما، لذلك فالأولى أن يكونَ دالاً على الحال.
ملحوظة 2 - : ورأى كثيرٌ من النّحويّين أنَّ المضارع إذا تجرّدَ عن أيّة قرينة تحدّد له زمناً خاصّاً، وجبَ كون زمنِهِ للحال؛ لأنَّ الماضي عندما يتجرّد عن القرائن يكون زمنه الماضي والأمر عندما يتجرّد عن القرائن يكون زمنه المستقبل؛ وعليه فمن الأَولى أنْ يختصّ الزمن الحاضر بالمضارع عندما يتجرّد عن القرائن التي تحدّد له زمنه.
ملحوظة 3 - : قصرْتُ الدِّراسة فقط على الدلالة الزّمنيّة للمضارع وبعض الأحكام المغيّبة عن ذهن الطالب، أمّا بالنظر إلى علامة إعرابه وبنائه فلا أظنّ أنّها مغيّبة عنه ...
ملحوظة 4 - : من الخطأ الاعتماد على أحرف (أنيت) علامةً مميّزةً للمضارع في أثناء إعرابه؛ لأنَّ هناك الآلاف من الأفعال الماضية والأمر والأسماء والحروف التي تبدأ بأحد هذه الأحرف ..
لذلك فمن الأَولى الاعتماد كما ذكرتُ في بداية البحث على أنّه يقبل (السين + سوف + لم + لن) في أوّله.
ملحوظة 5 - : إنَّ أحرف المضارعة الأربعة (أنيت) واجبة الفتح دائماً، نحو:"أَدرسُ، ونَدرسُ، ويَدرسُ، وتَدرسُ" ...
1 - وقد تأتي مضمومةً في حالتين فقط، هما:
أ- إذا كانَ المضارع من (أَفْعَلَ) الماضي: نحو: "أَكْرَمَ = أُكْرِمُ، ونُكرمُ، ويُكرمُ، وتُكرمُ".
ب- إذا كان المضارع مبنيّاً لما لم يُسمَّ فاعله (للمفعول، أو للمجهول):نحو: "يُضْرَبُ، ويُكْرَمُ".
2 - وقد تأتي مكسورةً في حالةٍ واحدةٍ، هي: الفعل المضارع "إِخَالُ" الّذي ماضيه: "خَالَ" بمعنى "ظَنَّ".
ملحوظة 6 - : لقد تناولْتُ بعون الله تعالى وفضله بحث الفعل الماضي بشيء من التّفصيل في الدّراسة، وتناولْتُ هنا أيضاً الفعل المضارع، وسأتناول الفعل الأمر قريباً وسأبيّنُ لكم أنَّ الأمر لا يدلُّ فقط على زمنٍ واحدٍ أيضاً بل تخيّلوا أنَّ الأمر قد يدلُّ أيضاً على الماضي في حالةٍ من حالاته، وسأقف عليها لاحقاً بإذن الله تعالى وقوّتِهِ وحولِهِ.
ولكم منّي الشّكر الجزيل، والحمد لله الرَّبِّ الجليل
بقلم: أ. ياسر محمد مطره جي
ـ[وليد اليمني السلفي]ــــــــ[09 - 08 - 09, 02:27 م]ـ
ملحوظة 2 - : ورأى كثيرٌ من النّحويّين أنَّ المضارع إذا تجرّدَ عن أيّة قرينة تحدّد له زمناً خاصّاً، وجبَ كون زمنِهِ للحال؛ لأنَّ الماضي عندما يتجرّد عن القرائن يكون زمنه الماضي والأمر عندما يتجرّد عن القرائن يكون زمنه المستقبل؛ وعليه فمن الأَولى أنْ يختصّ الزمن الحاضر بالمضارع عندما يتجرّد عن القرائن التي تحدّد له زمنه.
الاولى ان يقال يترجح دون قول يجب لتنصيصهم على ان زمن الحال لافعل له يخصه ولذلك قال ابن بونة في احمرار: ورجح الحال اذا ماجردا