تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

*? إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلً?.

لما زين الله - تبارك وتعالى - الأرض بما عليها من زينة لا شك أن النفوس تعلقت بها وأن الأنظار انصرفت إليها فأراد الله - سبحانه وتعالى - أن يحذر عباده من التعلق بالدنيا، والركون إليها والحرص على زينتها، فقال - عزّ وجلّ - ? وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً ?.

*في الحديث عن أصحاب الكهف بدأ بمجمل، ثم أتي على المجمل بعد ذلك بالتفصيل، وهذه سنة الله - تبارك وتعالى - في القرآن الكريم، يذكر المجمل ثم يأتي بعد ذلك بالتفصيل، كذلك فعل الله - تبارك وتعالى - في القرآن كله، فاستفتحه بسورة الفاتحة وجعلها مجملة لما تضمنه القرآن الكريم كله، ثم جاء القرآن الكريم كله يفصل ما أجمله الله - تبارك وتعالى - في سورة الفاتحة، كذلك لما أراد الله - تبارك وتعالى - أن يقص علينا نبأ أصحاب الكهف، بدأ بمجمل فقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ولكل من يصلح للخطاب ? أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ? [الكهف:9 - 12] هذا هو المجمل ثم أخذ في التفصيل فقال ? نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ? ثم قص الله - تبارك وتعالى - علينا من نبأهم ما قص في هذه السورة الكريمة المباركة

* ذكر كثير من المفسرين في تفسير هذه القصة

-قصة أصحاب الكهف- روايات طويلة وأخباراً كثيرة، لا تصح أبدا، ضربنا عن ذكرها صفحا؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - أغنانا عن هذه الروايات الباطلة، والقصص الواهية بقوله ? نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ? فماذا تبتغي بعد هذا الحق الذي قصه الله - تبارك وتعالى - عليك، والله - سبحانه وتعالى - لا يتتبع الاحداث فيسردها حدثاً، ولا يتتبع الوقائع فيسردها واقعة واقعة، وإنما الله - تبارك وتعالى - سنته في القصص القرآني أن يقص علينا ما فيه العبرة، والعظة والدرس، ولذلك سيأتي معنا في السورة الكريمة في قصة ذو القرنين ? وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً ? [الكهف:83] سأتلوا عليكم من نبأ ذي القرنين ما فيه ذكرى وعبرة وعظة ودرس، وما ليس فيه عبرة ولا فائدة ولا منفعة لن أقصه عليكم ولن أذكره لكم، إذاً من هم أصحاب الكهف؟ كم كان عددهم؟ وكيف كان لون كلبهم؟ وما كان اسم كلبهم؟ وأين كانوا يعيشون؟ وفى أي زمان كانوا يعيشون؟ وهل كانوا قبل موسى عليه السلام أم بعده؟ كل هذا سكت الله - تبارك وتعالى - عنه؛ لأنه لا فائدة في تعيينه، ولا في ذكره، فلنسكت عما سكت الله - تبارك وتعالى - عنه.

* (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ?

أشار (الله تعالى) لنا بهذا اللفظ إلى قلة عدد أصحاب الكهف أنهم كانوا دون العشرة جمع قلة فتية دون العشرة ? إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ? وفى ذكرهم بالفتوة والشباب والقوة والصحة، ما يفيد الشباب إلى أنه يجب عليهم أن يعتبروا بقصة هؤلاء الفتية، وأن يعتبروا بها وأن يحرصوا على اغتنام شبابهم، وأن يقدموا لدينهم ما يستطعيون في وقت شبابهم، فإن الشباب هو أجمل سن العمر، الشباب هو زمن العطاء، وزمن البذل، والجهد والتضحية في وقت الشباب

*? إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ?

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير