دون الله، قد صرح به الخليل إبراهيم - عليه السلام - لأبيه حين قال له، ? وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً ?48? فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا
يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً ? [مريم: 48 - 49].
أسئلة:::::::
-السلام عليكم، عندي سؤالين، السؤال الأول: في قول الله - سبحانه وتعالى - ? وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ ? هل يمكن أن يكون المعني هم لا يعبدون إلا الله جملة اعتراضية، السؤال الثاني: في مسألة نوم أصحاب الكهف وهم مفتوحي الأعين ما الحكمة منها؟
لا هذه ليست جملة اعتراضية ولكنها من ضمن كلام أهل الكهف
[ line]
*? سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ?
فالله سبحانه حكى الثلاثة أقوال وأشار إلى الباطل منها والراجح، فوصف رأيين بقوله رجما بالغيب، وسبعة ثامنهم كلبهم ولم يقل في ذلك رجما بالغيب، فكان ذلك إشارة إلى صحة
هذا القول، وأن عدة أصحاب الكهف كانوا سبعة وثامنهم كلبهم ومع ذلك يقول الله تعالى
لرسوله صلى الله عليه وسلم ? قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ? مع أن الله تعالى أشار إلى القول الراجح في عدتهم إلا أنه أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يفوض الأمر في علم عدتهم إلى الله تبارك وتعالى? قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ? فيستفيد من هذا أنك إذا رجحت بين الآراء بلا حجة ولا برهان وإنما بالاجتهاد والاستنباط فيجب عليك أن تقول في قولك الله أعلم لأنك رجحت بناء على الظن لا على اليقين، فإذا رجحت بغير دليل تقول هذا هو الراجح والله أعلم
*? وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ?، والأمر بالتلاوة يأتي بمعنى الأمر بالقراءة ويأتي بمعنى الأمر بالاتباع،، أما الأمر بالقراءة التلاوة التي هي قراءة فمنه قوله ربنا عز وجل آمرا رسوله أن يقول ? إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ ? [النمل:91،92]، فالتلاوة هنا معناها القراءة،· ? وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ? [النمل: 92]،
-وتأتي التلاوة بمعنى الاتباع، قال الله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ? [فاطر: 29]، فالتلاوة هنا معناها الاتباع والعمل بما في هذا الكتاب، ولذلك لما ذكر التلاوة ذكر أهم الأعمال الصالحة وهي الصلاة وإيتاء الزكاة، فالتلاوة تأتي بمعنى القراءة وتأتي بمعني الاتباع.
أسئلة::::::
السؤال الثاني: أن يخبرنا الشيخ عن صحة هذه الرواية، من فوائد سورة الكهف يحكى أن
أحد العلماء كان يحث ابنه ويوصيه على قراءة القرآن منذ أن كان صغيرا وكان يعلمه حفظ
القرآن وطريقة تجويده، وفي يوم من الأيام دعا العالم ابنه وقال له سأخبرك بسر من أسرار سورة الكهف، إنها آيات إذا قرأتها قبل نومك فإنها توقظك عند أذان الفجر، شرط أن تغمض عينيك وتقرأ هذه الآيات وبعد ذلك تنام، استغرب الابن قول أبيه مع أنه لا غريب في القرآن، قرر الولد تجربة وصية أبيه، وعندما حل الظلام وحان وقت النوم قرأالولد تلك الآيات وبالفعل استيقظ عند أذان الفجر، فما كان من الابن إلا أن شكر والده وشكر ربه على هذه النعمة وهذه الآيات هي: ? إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ?107? خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ?108? قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَالْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ?109? قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ?110??.
-هكذا سمعنا هذه الرواية، ولم نقرأها في كتب ولكن سمعناها، وهي لا أصل لها ولا تصح
والتعبد بالقرآن الكريم لا يكون إلا بتوقيف من الرسول - صلى الله عليه وسلم - والأدعية والأذكار والسور والآيات التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأها ورغب في قرأتها عند النوم صحيحة ثابتة معلومة، ولم نقرأ في صحيح السنة أن النبي - صلى الله عليه وسلم – رغب في قراءة خواتيم سورة الكهف عند النوم.
-سؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل قول عسى في اللفظ القرآني يفيد التحقيق؟
هي - إن شاء الله تعالى- من الله موجبة كما يقول المفسرون، ? إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ? [التوبة:18].
عسى في اللغة للترجي، لكن المفسرين قالوا: هي من الله إن شاء الله موجبة ولكن الله أتى بها حتى يقطع الإنسان نظره عن عمله ولا يتكل عليه يعني مع عملك الصالح عسى أن تكون من المفلحين وعسى أن تكون من المهتدين، حتى يكون الطمع في رحمة الله لا اتكالا على العلم؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم – قال (لن يدخل أحدكم عمله الجنة، قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل).
(جميع المتفرقات السابقة من تفسير سورة الكهف من الدرس الأول إلى الخامس للشيخ د. عبد العظيم بدوي)
يتبع إن شاء الله تعالى
¥