ـ[سلسبيل]ــــــــ[07 Nov 2005, 07:42 ص]ـ
* ? كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ?
جاء الله -تبارك وتعالى- بحرف الفاء الذي يفيد الترتيب مع التعقيب الذي يخالف ثم، فإن ثم تفيد الترتيب مع التراخي، أما الفاء تفيد الترتيب مع التعقيب. ليفيد سرعة الفناء وسرعة الزوال.
* ? وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ ? لماذا شبه الله تعالى الحياة الدنيا بالماء؟
ذكر العلماء والمفسرون ومنهم القرطبي -رحمه الله- في تفسيره، لماذا شبهت الدنيا بالماء قالوا: هناك وجوه شبه كثيرة.
أولاً: لأن الماء لا يستقر في مكان، وكذلك الدنيا لا تستقر عند إنسان.
ثانياً: الماء لا يثبت على حال، وكذلك الدنيا، دوام الحال من المحال.
ثالثاً: من دخل الماء ابتل، وكذلك من دخل الدنيا لم يخرج منها سالما.
وأخيراً: الماء إذا كان بقدر نفع، وإذا زاد عن قدره ضر.
*? الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا? الباقيات الصالحات يجب إبقائها على إطلاقها وعمومها، كما أطلقها ربنا -سبحانه وتعالى-، لا يجوز تخصيص الباقيات الصالحات بأنها نوع من العبادة ولا الذكر.
أسئلة:::
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أريد أن أسأل عن أشياء أولها: الأولى في جواز الدعاء على الظالم، هل ? إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ?39? فَعَسَى رَبِّي? هل هذا جواب شرط وفيه صيغة دعاء لفظ ? فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ? بأن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهي عن الدعاء على الكافرين ? لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ?.
نعم، قلنا يجوز الدعاء على الظالم الطاغي الذي طغى بنعمة الله -عز وجل- وأساء بها إلى خلقه الله -سبحانه وتعالى- يجوز الدعاء عليه بزوال نعمته لعله يرجع إلى الله -تعالى- كما حدث مع ذلك الغني الكافر لما زالت النعمة ندم واستعتب وتمنى أن لم يكن أشرك بربه أحدا، وقد قلنا أن الله -سبحانه وتعالى- حكى عن موسى - عليه السلام - وهارون أنهما دعوا على فرعون وملأه بزوال النعمة، وأما قول الله -تعالى- للنبي - صلى الله عليه وسلم - ? لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ?، ونهي الله تعالى عن الدعاء عن الكافرين فهذه واقعة عين، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل خير أصحابه، كانوا يسمون بالقراء إلى جماعة من العرب يدعونهم إلى الإيمان فغاروا عليهم وقتلوهم فلم يتركوا منهم شيئا، فقنت النبي - صلى الله عليه وسلم -عليهم شهرا يدعوعليهم، وبعد شهر قال له الله -تعالى:- ? لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ?128? ? والقول بالجواز لا يستلزم الاستحباب فضلا عن الفرضية إنما هذا جواز، جواز الدعاء على الظالم نفسه بنعمة ما أن تزول لعله أن يتوب إلى الله؛ لأن الغنى أطغاه فلعله إذا زالت النعمة أن يرجع إلى الله - سبحانه وتعالى.
-السؤال الثالث: كان عن حديث الباقيات الصالحات، الأثر الوارد فيه أخرجه الشيخ أحمد شاكر في المسند بإسناد صحيح عن معنى الباقيات الصالحات
إذا صح حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الباقيات الصالحات: هي سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فليس هذا الحديث وإن صح يفيد الحصر كما قلت وإنما اللفظ عام، كل الأعمال الصالحة هي الباقيات الصالحات.
-كيف نحسن التوفيق بين قوله تعالى: ? وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ?46? ? وبين قوله تعالى: ?وَلَا تَنْس نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ? [القصص: 77]؟
لو أذن لنا أن نقول: بقول بعض السلف أن ?وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ? أن نصيبك من الدنيا هو ما ينفعك في الآخرة، وليس على ظاهره أنه حظوظك من الدنيا وشهواتك، لكن لو نزلنا نقول: احرص على ما ينفعك ولا تنس نصيبك من الدنيا، فالدعوة إلى الزهد والدعوة إلى إيثار الآخرة، ليست معناها دعوة إلى ترك الدنيا بالكلية والإعراض عنها.
¥