وكانت هذه الهبة هبة النبوة لهارون بناء على سؤال موسى وشفاعته عند ربه لأخيه، ولذلك قال بعض السلف ما من شفاعة شفعها أحد لأحد مثل شفاعة موسى لهارون، وقال بعضهم ما نفع أخ أخاه مثل ما نفع موسى أخاه هارون ذلك أن الله سبحانه وتعالي نبأ هارون إكراما لأخيه موسى
* ?وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ?، قال العلماء إفراد الشيء عن جنسه بالذكر إنما يكون من باب التكريم، فالله سبحانه وتعالي ذكر إسحاق ويعقوب في سياق واحد ثم أخر ذكر إسماعيل وذكره وحده من باب التكريم والتشريف له.
*?وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ)
? [مريم: من الآية54] والصدق صفة من الصفات الواجبة للأنبياء والمرسلين أجمعين فلا يكون النبي إلا صادقا، إلا أن الله تبارك وتعالي خص إسماعيل عليه السلام بذكر صدقه لأنه عليه السلام بلغ في الصدق مرتبة عالية حيث إنه عليه السلام وعد أباه أن يسلم له نفسه ليذبحه طاعة لله تبارك وتعالي، ثم التزم كلمته وصدق في وعده ووفى بعهده لأبيه.
* بطلان قصة ترد في كتب التفسير:
وترد هذه الصة عند تفسير قوله تعالى: ?وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ? [التوبة:75] ?فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ? [التوبة:76] ?فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ ? [التوبة:77] هناك قصة وهي ما سموها بقصة حمامة المسجد ونسبوها إلي ثعلبة بن أبي حاطب الأنصاري رضي الله عنه وقالوا إن ثعلبة كان فقيرا (ثم لما آتاه الله من فضله حتى ترك صلاة الجماعة ومنع الزكاة فنزلت فيه هذه الآيات ثم ندم وأتى يعرض زكاته على النبي فلم يقبلها منه وكذلك لم يقبلها منه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام)
هذه القصة باطلة سندا ومتنا، هذه القصة أولا نسبت إلي ثعلبه بن أبي حاطب الأنصاري، وهو من أفاضل الصحابة شهد بدرا واستشهد في أحد فكيف ينسب إليه هذا الفعل الذي لا يليق به رضي الله عنه، ثم إن القصة جعلت هذا الرجل عاش بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام لكنه مات شهيدا في غزوة أحد رضي الله عنه، ثم إن الله سبحانه وتعالي قال لنبيه عليه الصلاة والسلام ?قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ? [الأنفال:38] الكافر الأصلي الله يناديهم إلي الإسلام ويعدهم أن يغفر لهم ما قد سلف فكيف بالمسلم لو ارتد ثم تاب وعاد إلي دينه هو أولى بقبوله وأولى بتوبة الله تبارك وتعالي عليه.
ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام قال في الزكاة من أعطاها مأتجرا فإنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا يعني من أعطاها مأتجرا فله اجرها ومن منعها فإنا آخذوها وسنعاقبه بعد أخذها بأخذ نصف ماله عقوبة على منعه الزكاة، فإذا كان هذا فكيف يترك النبي عليه الصلاة والسلام ثعلبه بن حاطب ولا يأخذ منه الزكاة قهرا، فهذه القصة التي وردت في تفسير آيات باطلة سندا ومنتا، لكنها في المنافقين ومنهم أي ومن المنافقين، والشاهد أن خلف الوعد وعدم الوفاء بالعهد من شيم المنافقين.
*أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ? [المائدة: من الآية105]
أي إذا كنتم مهتدين في أنفسكم ودعوتم غيركم إلي الهدى فضلوا لا يضركم من ضر ما دمتم أنتم دعوتموهم إلي الهدى، هذا هو معني الآية، ومن الخطأ أن يظن أن معني الآية أنه يكفي أن تكون مهتديا في نفسك ولا يضرك ضلال غيرك وإن لم تدعه إلي الهدى. لا إذا كنت مهتديا في نفسك ورأيت الضالين ولم تدعهم إلي الهدى ضرك ضلالهم.
*?أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ ? [مريم:58]
¥