ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Sep 2006, 05:17 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبدالملك على هذه الفوائد العلمية حول منهجية تلقي أخبار كتب التراجم، وهو موضوع علمي ذو شجون، والتعامل معه يحتاج إلى بصيرة وخبرة من طالب العلم، حتى يضع كل ترجمة وكل خبر في مكانه الصحيح. ورحم الله شمر بن حمدويه والإمام الأزهريَّ فما علمنا عليهم إلا خيراً، وكم انتفعنا بكتاب (تهذيب اللغة) للأزهري، وكم له عند طلاب العلم من يد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 Apr 2007, 10:17 م]ـ
أحسن الله إليكم وجزاكم خير الجزاء
وهناك مسألة مهمة جدا في معرفة صحة الأخبار وقبولها من عدمه، وتقديم قول على قول
وذلك بمعرفة مقادير أهل العلم واختلافها، ومن عرف بالتبحر منهم ممن لم يعرف به، ومن عرف بالتدقيق والتحقيق ممن لم يعرف.
وإذا نظرنا إلى هذا الأمر في هذه المسألة وجدنا التفاوت كبيرا بين الأزهري والقفطي، فالأزهري عالم متبحر جهبذ حافظ محقق مدقق لا يقبل إلا ما صح، ومن يتأمل في كتابه (تهذيب اللغة) يجده أفضل الكتب بلا نزاع من ناحية التحقيق اللغوي، بخلاف القفطي الذي كان يضمن كتابه من الأخبار التي سمعها من هنا وهناك بغير أن يتحقق منها.
وهذا يذكرني بقول ابن حبان في بعض المواضع من صحيحه عند ترجيحه رواية على أخرى: (وفلان يساوي مائتين من فلان!!)
فهذا وجه مهم جدا ينبغي أخذه في الاعتبار عند ترجيح قول على قول، فقول الطبري مثلا في التفسير لا يعادله قول الثعلبي أو الزمخشري.
وقول البخاري ومسلم لا يعادله قول ابن ماجه
وقول أبي حاتم وأبي زرعة لا يعادله قول الطبراني والعجلي
وهكذا في كل علم من العلوم
فإذا لم يكن طالب العلم متنبها لهذه المسألة من تفاوت مراتب أهل العلم وتقديم بعضهم على بعض، أصابه خلل عظيم
والله تعالى أعلم
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[15 Apr 2007, 12:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء على هذا البحث القيم،وهذا ما يحتاجه أمثالي ممن يرتاد هذا الملتقى.
وأنتما كالغيث، وكأني بكما وقد أراد كل منكما أن يهدي للآخر هذه الثمار الطيبة، ولكن أبى طبعكما إلا أن يعم النفع للجميع وليت كل سر تجاوز صاحبيه أن يكون كهذا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2007, 05:30 م]ـ
الأخوين الفاضلين أبا مالك وأبا صالح رعاهما الله: شكر الله لكما تعقيبكما الكريم.
وأما ما ذكره أخي أبو مالك حول أهمية معرفة مبلغ العلماء من العلم، وطبقاتهم، للاستئناس بذلك في التحقق من نسبة الكلام لهم أو نحو ذلك فلا شك في أهميته، وأنه قرينة قوية في هذا الأمر. ومع أن الموازنة بين أبي منصور الأزهري (ت370هـ)، بالقفطي (ت646هـ) فيها شيء من التجوز لا ختلاف ميدان جمع اللغة عن ميدان تراجم الرجال، فالأول ميدان الأزهري اللغوي، والثاني ميدان القفطي المؤرخ. وفي الحق إن كلاً منهما مجيد في بابه، فكتاب القفطي في تراجم النحويين والشعراء من أجود الكتب، ولا يخلو من الأوهام التي لا يكاد يسلم منها مؤلف لا الأزهري ولا غيره.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Apr 2007, 02:31 م]ـ
لقد صدر للشيخ الشريف حاتم بن عارف العوني كتاب (إضاءات بحثية في علوم السنة النبوية وبعض المسائل الشرعية) فيه سلسلة من مقالاته العلمية بعناية تلميذه هاني السويهري، وفيه بحث بعنوان (نقد أسانيد الأخبار التاريخية / ضوابطه وأحواله) وقد نشره في (9: 1: 1423)، وهو يصبُّ في الفكرة التي تطارحناها في هذه المشاركة، وقد أخذ أخي عبد الرحمن من الشيخ الشريف ـ أثناء لقائنا به ليلة البارحة (27:3: 1428) وعدًا بأن يرسل له البحث على هيئة إلكترونية ليضيفه هنا لتعم الفائدة في ذلك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Apr 2010, 07:12 م]ـ
طلبتُ اليوم -الثلاثاء 13/ 5/1431هـ - مرةً أخرى من الدكتور حاتم الشريف نسخةً إلكترونيةً من بحثه الذي أشار إليه الدكتور مساعد الطيار لنشره لكم هنا وقد كلَّف - مشكوراً - تلميذه الذي أشرف على إخراج كتابه الأخ الكريم هاني السويهري وفقه الله بإرساله، فأرسله لي مشكوراً على هيئة PDF وهو مرفق لكم مع هذه المشاركة أرجو أن ينفعكم الله بقراءته وتأمله.
وأشكر الدكتور حاتم الشريف والأخ هاني السويهري على استجابتهم جزاهما الله خيراً.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[29 Apr 2010, 02:09 ص]ـ
مذاكرة علمية ماتعة، ومن تتمة القول في كتاب "الجيم" ومعناه، ما ذكره الفيروزآبادي في بصائر ذوي التمييز، فإنه قال: قال أبو عمرو الشيباني: الجيم في لغة العرب الديباج، ثم عقب الفيروز آبادي بقوله: وله كتاب في اللغة سماه الجيم، كأنه شبهه بالديباج لحسنه. اهـ
انظر كتاب: معجم المعاجم للأستاذ أحمد الشرقاوي إقبال. ص243 طبعة دار الغرب الإسلامي.