تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(13) نفى السبكي عن الله عز وجل حقيقة التدبير، وقد أثبتتها النصوص الشرعية، في قول الله سبحانه: ثم استوى على العرش يدبر الأمر [يونس/3]، وقوله: يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون [الرعد/2]، وقوله: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض [السجدة/5]، بل إن المشركين أثبتوا هذا التدبير لله عز وجل حيث قال الله: قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ومن يخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون [يونس/31].

وأما ما ذكره السبكي وغيره من تأويلات واعتراضات فإنما هو مبني على الأهواء الفاسدة والعقيدة الباطلة في صفات الله وأفعاله، وهو يتفق مع نفي الأشاعرة للحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى؛ لأن التدبير هو: تصريف الأمور على ما يوجب حسن عواقبها، قال السبكي بعد نفيه نسبة التدبير إلى الله: (قال الجوهري: التدبير في الأمر: أن ينظر إلى ما تؤول إليه عاقبته، وقال الراغب: هو التفكر في دبر الأمور، وقال الغزالي: هو جودة الروية في استنباط الأصلح، وهو على الله محال)، فما لم تدركه عقولهم القاصرة يستحيلونه على الله، مع أن المشركين الذين خاطبهم الله بلغتهم أجابوا على حد ما خاطبهم الله به إثباتاً لا نفياً، فأقرهم الله على ذلك، وجعله من علامات الرشد والتقوى لمن أرادهما، والله أعلم.

(14) انظر: لسان العرب5/ 183 مادة (م ك ر).

(15) أخرجه أحمد (1/ 227 - ح1997)، وأبو داود (ح1510)، والترمذي (ح3551) وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه (ح3830)، والحاكم (1/ 519) وصححه ووافقه الذهبي، وصححه أحمد شاكر في تحقيق المسند، والألباني في صحيح سنن أبي داود (ح1337).

(16) آل عمران: 54.

(17) بصائر ذوي التمييز4/ 516، وانظر: حاشية الدسوقي على مختصر السعد، ضمن شروح التلخيص3/ 181.

(18) الإيمان/106، وهو ضمن مجموع الفتاوى7/ 111، وانظر: إعلام الموقعين3/ 217، ومجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين1/ 170.

(19) مختصر الصواعق المرسلة/292.

ـ[فهد الناصر]ــــــــ[22 Jan 2006, 03:39 م]ـ

بارك الله فيكم جميعاً على هذه التعقيبات العلمية النافعة، وأخص الأخت باحثة، والأخ يوسف العليوي لتفصيلهم وتوثيقهم.

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Jan 2006, 08:38 م]ـ

الاخ يوسف العلوي بارك الله فيك وجزاك خيرا على ما خطت يمينك.

الاشكال يتعلق بفهم البلاغة لا بالبلغة نفسها كما اشرت في اخر كلامك بالربط السابق.

بعد ان درست البلاغة في مادة في اللغة العربية وجدت شيئا اود ان تفيدنا والاخوة فيه فهو استنتاج مني ولم ارى في الكتب ما يسعفني في ذلك.

فقد وجت ان ما يستخدم للتشبيه او للمجاز يتبعه المدح والذم بصور مختلفة.

فان كان صاحب الصفة هو افضل فيما اجرينا عليه الموصوف يدخله نوع من المدح.

كقولك فلان اسد تقصد بالقوة والشجاعة وان كان العكس دخله نوع من الذم كقولك فلان قط تقصد بالضعف والانهزام.

قس على هذه الاحوال اي صفات ستجد بين الموجودات ستجدها كذلك.

وبالتالي يستحيل ان تكون صفات الله عز وجل مجازية على نحوا ما فعله نفاة الصفات.

اي ان البلاغة لا يستخدم منها شيء بشكله الصحيح بما يخالف الايمان.

ولم اجد مثالا للتشبيه او للاستعارة الا وجدته موافقا لما ذكرت. فهل هي قاعدة في لسان العرب ام ان هناك اوجه تخرج عن هذه الطريقة؟

ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[27 Jan 2006, 01:57 م]ـ

الأخ مجدي أبو عيشة

سلام عليكم ورحمة من الله وبركات .. أما بعد،

فآمل منك إيضاح المقصود من مشاركتك بأسلوب واضح وسليم لغوياً، مع ذكر الأمثلة التي تبين ما أردت.

وأسأل الله أن يرزقني وإياك العلم النافع والعمل الصالح.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير