تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكان من أوثانهم اللات والعُزَّى ومناة، وقد تهكم القرآن على شركهم وعقليتهم المتخلفة التى تسوِّل لهم أن هذه الأوثان هى بنات الله: "أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى* أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى" (النجم/19 - 21). وتناول المفسرون اللاَّت والعُزَّى ومناة فقالوا إنها أصنام كانت لهم، وإن اللات كانت لثقيف بالطائف (وقيل: بنخلة) تعبدها قريش، وأوردوا ما زعمه الزاعمون من أنها سُمِّيَتْ باسم رجل كان يَلُتّ عندها السمن بالسَّوِيق بالطائف ويُطْعِمه الحاجّ، وكانوا يعكفون على قبره فجعلوه وثنا، أما العُزَّى فكانت لغطفان، وهي شجرةُ سَمُرَة، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها بعد الفتح خالد بن الوليد فقطعها، فخرجت منها، كما تقول بعض الروايات، شيطانة منشورة الشعر تصيح: يا ويلاه، وهى واضعة يدها على رأسها، فجعل يضرب بالسيف حتى قتلها، ورجع فأخبر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه السلام: تلك العُزّى، ولن تُعْبَد أبدا، وأما مَنَاة: فصخرة كانت لهذيل وخزاعة، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنها كانت لثقيف، وكأنها سُمِّيَتْ: "مناة" لأنّ دماء النسائك كانت تُمْنَى عندها، أي تُرَاق. وجاء فى "أسباب النزول" للواحدى أن "الأنصار كانوا يحجّون لمناة، وكانت مناة حَذْوَ قُدَيْد، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة". وكانت هناك أوثان أخرى ذكرت أسبابُ النزول اثنين منها هما إساف ونائلة، اللذان تقول الروايات إنهما كانا على الصفا والمروة على الترتيب. يقول الواحدى: " كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له: إساف، وعلى المروة صنم على صورة امرأة تُدْعَى: نائلة. فزعم أهل الكتاب أنهما زَنَيَا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين ووضعهما على الصفا والمروة ليُعْتَبَر بهما. فلما طالت المدة عُبِدَا من دون الله تعالى، فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما مَسَحوا الوَثَنَيْن". وكان المشركون يقولون إنّ الملائكة وهذه الأصنام هى بنات الله، وكانوا يعبدونها ويزعمون أنها شفعاؤهم عند الله تعالى رغم نفورهم من البنات ووأدهم لهن، فقيل لهم: " ألكُمُ الذَّكرُ ولهُ الأُنثى؟ "، إذ كانوا، كما قلنا، يكرهون خلفة الإناث، فأراد الله أن يلفتهم إلى سخافة تفكيرهم وحُمْق تصرفهم حين ينسبون إليه الإناث اللاتى يكرهونهن بل يقتلونهن أحيانا، ثم يختصون أنفسهم بالذُّكْران!

على أن هذه الأصنام ليست هى وحدها بنات الله وشركاءه، بل هناك الجن والملائكة أيضا: "وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ" (الأنعام/ 100)، "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ" (الأنبياء/26 - 28)، "وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ" (سبأ/ 40 - 41)، "فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ* أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ* أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ* وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ* أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ* مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ* أَفَلا تَذَكَّرُونَ* أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ* فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ* وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُون" (الصافَّات/ 149 - 158)، "وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ* أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ* وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* أَوَمَنْ يُنَشَّأُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير