تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الأنفال/ 32 - 33)، وقد جاء فى تفسير الطبرى: "قال رجل من بني عبد الدار, يقال له: النضر بن كلدة: "اللّهُمّ إنْ كانَ هَذَا هُوَ الحَقّ مِنْ عِنْدِكَ فَأمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السّماءِ أوِ ائْتِنا بِعَذَابٍ ألِيمٍ". فقال الله: "وَقالُوا رَبّنا عَجّلْ لَنا قِطّنا قَبْلَ يَوْمِ الحِسابِ"، وقال: "وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فرَادَى كمَا خَلَقْناكُمْ أوّلَ مَرّةٍ"، وقال: "سأَلَ سائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ* للْكافِرِينَ ... ". قال عطاء: لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله". أما فى تفسير الآية الثانية فقد أورد فيها، ضمن ما أورد، فول من قال: وما كان الله ليعذّب هؤلاء المشركين من قريش بمكة وأنت فيهم يا محمد, حتى أُخْرِجك من بينهم، وَما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ وهؤلاء المشركون يقولون: يا ربّ غفرانك وما أشبه ذلك من معاني الاستغفار بالقول ... وقوله: وَما لهُمْ ألاّ يُعَذّبَهُمُ اللّهُ؟ (أى) في الاَخرة". أى أنهم، رغم شركهم، كانوا يدعون الله بما يريدون على غباء فيهم وعناد وانغلاق ذهن وقلب! كما أنهم، رغم شركهم، كانوا يستغفرون الله كما جاء فى بعض الأقوال! ومن عباداتهم كذلك ما ورد فى قول رب العزة: "وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ " (الأنفال/ 35)، وتفسيره ما ورد عند شيخ المفسرين "كانت قريش يطوفون بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون، فأنزل الله: "قُلْ مَنْ حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ التي أخْرَجَ لِعِبادِهِ"، فأُمِروا بالثياب ... كانت قريش يعارضون النبيّ صلى الله عليه وسلم في الطواف يستهزئون به، يصفرون به ويصفقون ... كانوا ينفخون في أيديهم، والتصدية: التصفيق".

ولعل القارئ قد تنبه لما جاء فى كلام الطبرى من أن المشركين كانوا يطوفون بالبيت الحرام عراة، وإن كنت أتصور أن يكون بعضهم فقط هم الذين يفعلون ذلك لا كلهم. وفى تفسير قوله تعالى: "يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ* يَا بَنِي آَدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32 ولم يكن جمهور العرب يؤمنون بالآخرة، فلا بعث عندهم ولا حساب، وليس إلا الدنيا، التى إذا ما انتهت فقد انتهى كل شىء بالنسبة للإنسان، وكانوا يزعمون أن مرور الأيام والليالي هو المؤثر في هلاك الأنفس، وينكرون مَلَك الموت وقَبْضَ الأرواح بأمر الله، وكانوا يضيفون كل حادثةٍ تَحْدُث إلى الدهر والزمان، فالدهر يُفْنِى ولا يعيد من يُفْنِيه. وترى أشعارهم ناطقة بشكوى الزمان. وكانوا يجادلون النبى فى ذلك مجادلة لا تنتهى، محتجين بأنه من غير الممكن أن يعود الإنسان إلى الحياة كرة أخرى بعد أن يصبح عظاما ورُفَاتا، وإلا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير