تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أن يسألها الخُلْع. .. وكانوا يسيئون معاشرة النساء فقيل لهم: " وعاشروهن بالمعروف "، وهو النَّصَفَة في المبيتِ والنفقةِ والإجمالُ في القول ... "وإن أردتم استبدال زوجٍ مكانَ زوجٍ وآتيتم إحداهن قنطارًا فلا تأخذوا منه شيئًا أتأخذونه بهتانا وإثمًا مبينًا* وكيف تأخذونه وقد أَفْضَى بعضكم إلى بعضٍ وأخذن منكم ميثاقاً غليظا؟ ". وكان الرجل إذا طَمَحَتْ عينه إلى استطراف امرأة بَهَتَ التي تحته ورماها بفاحشة حتى يُلْجِئها إلى الافتداء منه بما أعطاها ليصرفه إلى تزوج غيرها. فقيل: " وإن أردتم استبدال زوجٍ ... ". وكانوا يَنْكِحون رَوَابَّهم (أى زوجات آبائهم)، وناسٌ منهم يمقتونه من ذَوِي مروءاتهم، ويسمّونه: "نكاح المَقْت". وكان المولود عليه يقال له: المَقْتِيّ". وفى الطبرى عن ابن عباس: "كان أهل الجاهلية يحرِّمون ما يحرَّم إلا امرأة الأب والجمع بين الأختين". وفى الحديث: "لم يصبنا عيبٌ من عيوب الجاهلية فى نكاحها ومَقْتها". وبالنسبة لعلاقة الفِرَاش يقول الزمخشرى، تعليقا على قوله تعالى: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" (البقرة/ 222)، إن "أهل الجاهلية كانوا إذا حاضت المرأة لم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجالسوها على فَرْشٍ ولم يساكنوها في بيتٍ كفِعْل اليهود والمجوس. فلما نزلت أخذ المسلمون بظاهر اعتزالهن فأخرجوهن من بيوتهم. فقال ناس من الأعراب: يا رسول الله، البرد شديد، والثياب قليلة. فإن آثرناهن بالثياب هلك سائر أهل البيت، وإن استأثرنا بها هلكت الحُيَّض. فقال عليه الصلاة والسلام: إنما أُمِرْتُم أن تعتزلوا مُجَامَعَتَهُنّ إذا حِضْنَ، ولم يأمركم بإخراجهن من البيوت كفِعْل الأعاجم".

وكان المجتمع الجاهلى يقوم، فيما يقوم، على نظام الرقيق، وكان الأرقاء يعامَلون بقسوة، فأوصى الإسلام بهم خيرا، ودعا إلى التقرب إلى الله وإحراز الأجر الجزيل بعتقهم. كما وَصَّى بمساعدتهم من أموال الزكاة والكفّارات والصدقات فى الافتكاك من الرق إن أرادوا المكاتبة لإعتاق أنفسهم من كسب يدهم، وكذلك مساعدتهم فى الزواج والاستعفاف. ومن رحمته سبحانه بالإماء المستضعفات أنْ أنزل آية تمسح عار البِغَاء وإثمه عن الأَمَة المُكْرَهة على البغاء من قِبَل سيدها القوّاد. وكان لعبد الله بن أُبيّ رأسِ الضلال والنفاق أَمَةٌ أَمَرَها فزَنَتْ، فجاءت ببُرْد، فقال لها: ارجعي فازْنِي. قالت: والله لا أفعل. إنْ يَكُ هذا خيرا فقد استكثرتُ منه، وإن يَكُ شرّا فقد آن لي أن أَدَعه". وقد نزل فى ذلك كله قوله جل شأنه: "وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ* وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (النور/ 32 - 33).

وكان الجاهليون يتعاملون بالرِّبَا، بل بالربا الفاحش الذى لا يرحم، ومن هنا نرى القرآن يصور الربا صورة شديدة البشاعة، ويحمل على المرابين حملة شعواء مناديا بالرحمة والتسامح مع الضعفاء والعاجزين الذين لا يقدرون على تسديد الدين، أو على الأقل إنظارهم والصبر عليهم حتى يمكنهم السداد: "وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ" (الروم/ 39)، "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير