والعلة فى ذلك:أن في الأولى أبلغ زاجر للرجال وفي الثانية أبلغ زاجر للنساء إذ فيها قصة الإفك وتحريم إظهار الزينة وغير ذلك مما هو مختص بهن ولائق بحالهن ()
قلت وفيه
عتاب بن بشير الجزرى، أبو الحسن و يقال أبو سهل، الحرانى، مولى بنى أمية
قال ابن حجر: صدوق يخطىء
قال الذهبي: قال أحمد: أحاديثه عن خصيف منكرة، و قال ابن معين: ثقة
وفيه خصيف بن عبد الرحمن الجزرى أبو عون الحرانى الخضرمى الأموى مولى عثمان بن عفان و يقال مولى معاوية
قال ابن حجر: صدوق سىء الحفظ، خلط بأخرة، و رمى بالإرجاء
قال الذهبي: صدوق سىء الحفظ، ضعفه أحمد
3. وأخرج أبو عبيد في فضائله عن حارثة بن مضرب قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب
أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور
4. وأخرج الحاكم فى المستدرك وصححه الذهبي عن أبي وائل قال حججت أنا وصاحب لي - وابن عباس على الحج - فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها فقال صاحبي يا سبحان الله ماذا يخرج من رأس هذا الرجل لو سمعت هذا الترك لأسلمت ()
ووجه اتصالها بسورة المؤمنين
1. أنه سبحانه لما قال فيها {والذين هم لفروجهم حافظون} [المؤمنون:5] ثم قال تعالى
{فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} [المؤمنون: 7]
استدعى الكلام بيان حكم العادي في ذلك، ولم يبين فيها فأوضحه في سورة النور فقال تعالى {الزانية والزاني} - الآية، ثم أتبع ذلك بحكم اللعان والقذف وانجرّ مع ذلك الإخبار بقصة الإفك تحذيراً للمؤمنين من زلل الألسنة رجماً بالغيب {وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم} وأتبع ذلك بعد بوعيد محبّي شياع الفاحشة، في المؤمنين بقوله تعالى
{إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات}
[النور: 23] الآيات، ثم بالتحذيرمن دخول البيوت إلا بعد الاستئذان المشروع الذي إنما جعل من أجل النظر، ثم بالأمر بغض الأبصار للرجال والنساء الذي هو داعية الزنا ونهى النساء عن إبداء الزينة إلا لمن سمى الله سبحانه في الآية، وأمر فيها بالإنكاح حفظا للفرج وأمر من لم يقدر على النكاح بالاستعفاف ونهى عن إكراه الفتيات على الزنا
وتكررت هذه المقاصد في هذه السورة إلى ذكر حكم العورات الثلاث، ودخول بيوت الأقارب وذوي الأرحام، وكل هذا مما تبرأ ذمة المؤمن بالتزام ما أمر الله فيه من ذلك والوقوف عندما حده تعالى من أن يكون من العادين المذمومين في قوله تعالى
فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}
[المؤمنون: 7]. وما تخلل الآي المذكورات ونسق عليها مما ليس من الحكم المذكور فلاستجرار الآي إياه واستدعائه، ومظنة استيفاء ذلك وبيان ارتباطه التفسير، وليس من شرطنا هنا - والله سبحانه وتعالى يوفقنا لفهم كتابه - انتهى.
2. بدأ سبحانه السورة معظما لها؛ ثم رغب في امتثال ما فيها مبيناً أن تنويهاً للتعظيم بقوله: {أنزلناها} أي بما لنا من العظمة وتمام العلم والقدرة {وفرضناها} أي قررناها وقدرناها وأكثرنا فيها من الفروض وأكدناها {وأنزلنا فيها} بشمول علمنا {آيات} من الحدود والأحكام والمواعظ والأمثال وغيرها، مبرهناً عليها {بينات} لا إشكال فيها رحمة منا لكم، فمن قبلها دخل في دعوة نبينا صلى الله عليه وسلم التي لقناه إياها في آخر تلك فرحمه خير الراحمين، ومن أباها ضل فدخل في التبكيت بقولنا
3. {ألم تكن آياتي تتلى عليكم} [المؤمنون: 105] ونحوه، وذلك معنى قوله: {لعلكم تذكرون*} أي لتكونوا - إذا تأملتموها مع ما قبلها من الآيات المرققة والقصص المحذرة - على رجاء - عند من لا يعلم العواقب - من أن تتذكروا ولو نوعاً من التذكر - كما أشار إليه الإدغام - بما ترون فيها من الحكم أن الذي نصبها لكم وفصلها إلى ما ترون لا يترككم سدى، فتقبلوا على جميع أوامره، وتنتهوا عن زواجره، ليغفر لكم ما قصرتم فيه من طاعته، ويرحمكم بتنويل ما لا وصول لكم إليه إلا برحمته، وتتذكروا أيضاً بما يبين لكم من الأمور، ويكشف عنه الغطاء من الأحكام التي اغمت عنها حجب النفوس، وسترتها ظلمات الأهوية - ما جبل عليه الآدميون، فتعلموا أن الذي تحبون أن يفعل معكم بحب غيركم أن تفعلوه معه، والذي تكرهونه من ذلك يكرهه غيركم، فيكون ذلك حاملاً لكم على النصفة فيثمر الصفاء، والألفة والوفاء، فتكونوا من المؤمنين المفلحين الوارثين الداخلين في دعوة البشير النذير بالرحمة.
¥