4. لما كان مبنى هذه الدار على الأنساب في التوارث والإمامة والنكاح وغير ذلك، ومبنى تلك الدار على الأعمال لقوله تعالى {فلا أنساب بينهم يومئذ} [المؤمنون: 101] وكان قد حث في آخر تلك على الستر والرحمة، حذر رحمة منه في أول هذه من لبس الأنساب، وكسب الأعراض وقطع الأسباب، معلماً أن الستر والرقة ليسا على عمومهما، بل على ما يحده سبحانه، فقال مخاطباً للأئمة ومن يقيمونه ما قال فى بدأ السورة
5. قال الطبرسي في ذلك: إنه تعالى لما ذكر فيما تقدم أنه لم يخلق الخلق للعبث بل للأمر والنهي ذكر جل وعلا ههنا جملة من الأوامر والنواهي ولعل الأول أولى ()
مقاصد السورة وأغراضها:
يلمح لهذه السورة مقصد تدور حوله وهو ذكر أحكام العفاف والستر والى جانب هذا المقصد
شملت هذه السورة من الأغراض كثيرا من أحكام معاشرة الرجال للنساء. ومن آداب الخلطة والزيارة
وأول ما نزلت بسببه قضية التزوج بامرأة اشتهرت بالزنى وصدر ذلك ببيان حد الزنى
وعقاب اللذين يقذفون المحصنات
وحكم اللعان
والتعرض إلى براءة عائشة رضي الله عنها مما أرجفه عليها أهل النفاق وعقابهم والذين شاركوهم في التحدث به
البيوت غير المسكونة
وآداب المسلمين والمسلمات في المخالطة
وإفشاء السلام
والتحريض على تزويج العبيد والإماء
والتحريض على مكاتبتهم أي إعتاقهم على عوض يدفعونه لمالكيهم
وتحريم البغاء الذي كان شائعا في الجاهلية
والأمر بالعفاف
وذم أحوال أهل النفاق والإشارة إلى سوء طويتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم
والتحذير من الوقوع في حبائل الشيطان
وضرب المثل لهدي الإيمان وضلال الكفر
والتنويه ببيوت العبادة والقائمين فيها
وتخلل ذلك وصف عظمة الله تعالى وبدائع مصنوعاته وما فيها من منن على الناس
وقد أردف ذلك بوصف ما أعده الله للمؤمنين وأن الله علم بما يضمره كل أحد وأن المرجع إليه والجزاء بيده ()
هذا ولله الحمد والمنة
انتهى التقديم وإن شاء الله عن قريب ندرس آيات السورة واللهمن وراء القصد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jan 2006, 01:21 م]ـ
جزاكم الله خيراً. وليتك وضعتها بحواشيها مرتبة ترتيباً يساعد على قراءتها وتأملها، فإنه لم يعد من المقبول وضع المشاركات هكذا دون تنسيق مع إمكانية ذلك، ولو استغرق ذلك بعض الوقت منكم. وفقكم الله ونفع بكم.