ـ[فاروق]ــــــــ[22 Jan 2006, 03:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أختي الفاضلة الباحثة:
بارك الله فيك على هذا الرد الجميل .. والتعليل المنطقي .. في تفسير هذه الآية الكريمة،
فالقرآن الكريم هو كلام الله تعالى،كل لا يتجزأ، ومنزه عن الحدوث والتغيير، وآياته يفسر بعضها البعض في تناسق مذهل وأسلوب بلاغي معجز، لا تعارض بينها و"لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" ..
فمعنى الآية هنا كما ذكرت هي المعجزات والبراهين التي يؤيد الله بها رسله، وشاء الله تعالى أن تكون بشكل تصاعدي .. فكل آيةهي أكبر من سابقتها أومثلها كما في قوله تعالى:
"وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) "
وفي هذه الآية:
مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) " [/ color] لو نظرنا إلى الآية التي تسبق الآية محل التساؤل لاتضح الأمربجلاء،كما ذكرت، فالذين كفروا من أهل الكتاب ومن المشركين، أيقنوا أن ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم خير مما أنزل من قبله .. فما دامت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هي آخر الرسالات
ومادامت سنة الله هي أن كل رسالة هي أكبر من أختها فالحق أن تكون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خير الرسالات وناسخة لها ..
لأنه لو كانت كلمة آية تعني مجموعة كلمات قرآنية تحمل حكما معينا، فما الحكمة من نسخ حكم بحكم مثله؟! ..
وهل هناك تفضيل بين كلمات الله تعالى.!؟ ..
لحد الآن أتفق معك فيما ذكرت نقلا عن تفسير المنار الشفاءُ والغَناءُ،لكن تبرزقضية أخرى فيما ذكرت
في قوله تعالى:
"وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101)
فذكر العلم والتنزيل ودعوى الافتراء في الآية الثانية يقتضي أن يراد بالآيات فيها آيات الأحكام.
فهل المراد هنا بالآية آية الأحكام؟ إذا سلمنا بذلك فكيف نفهم قوله تعالى:
"وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) "
"مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) "
فكيف يكون المبدل هو كلمات الله تعالى التي هي فوق الحدوث والتغيير، والتبديل وهي تنتمي لعالم الأمر الذي لا يحوي المتناقضات، فلا بد من انتماء المبدل لعالم الخلق الذي يتصف بالحدوث والتغيير.
ـ[روضة]ــــــــ[23 Jan 2006, 03:20 ص]ـ
أشكرك أخي فاروق على ما تثيره من تساؤلات تحفّز على البحث، وتوقظ الذهن ليجد الإجابة، وهي تدل على نظر المتدبِّر لكتاب الله عز وجل، زادنا الله وإياك تدبراً وفهماً.
هذا التساؤل الجديد يتضمن عدة أسئلة، وسأصيغها بطريقة أخرى ـ كما فهمتُها ـ، أرجو أن يكون فهمي صحيحاً:
1. هل المقصود بـ (آية) في قوله تعالى: وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ هو آيات الأحكام؟
2. نسخ الآيات يقتضي التغير، وهذا يتناقض مع أن كلمات الله لا تبدَّل كما جاء هذا في القرآن الكريم.
3. نسخ الآيات يقتضي التغير، والتغير من صفات الحوادث، وكلام الله قديم غير حادث، ولا ينتمي إلى عالم المخلوقات.
4. كيف يكون الناسخ والمنسوخ في علم الله تعالى، والنسخ يلزم منه التناقض، لاختلاف الحكيمن: الناسخ والمنسوخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرى أنّا لو فهمنا بعض القضايا التي تتعلق بموضوع النسخ سيزول اللَبْس ويتضح الأمر فنستطيع الإجابة على الأسئلة السابقة، من هذه القضايا:
1. معنى النسخ.
2. ما يتناوله النسخ.
3. آراء المعترضين على وجود النسخ، وسبب اعتراضهم.
¥