تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذلك عدم سقوط حق الوالدين واللأقربين،حتى ولو لم يوص الموصي بذلك، كالدين يأخذه صاحبه سواء أوصى الميت بذلك أو لم يوص ... ولكن ما نراه في هذه الآية الكريمة أن الوصية ندب .. وأن الله تعالى اختص بها المتقين وحعلها حقا عليهم " [بالمعروف حقا على المتقين] [/ color"[color=#6D5423]]* لو كان الخطاب [كتب عليكم] موجها لمن يحضره الموت دون غيره -كما قالوا- لاختلفت هذه الآية الكريمة مع سياق المعنى والخطاب في الآيتين التاليتين لهذه الآية، فهاتان الآيتان تحملان أحكاما تخاطب الشاهدين على قول الموصي وولاة الأمورومن تنفيذ قول الموصي .. فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (182) "

*لو كاتة الآية -المزعوم نسخها- تخاطب كل من يحضره الموت،لأتت على الشكل التالي

{كُتب عليكم إذا حضركم الموت إن تركتم خيرا ... } ولو كانت لا تخاطب منفذي الوصية

والشاهدين عليها وأولياء الأمور،لأتت على هذا الشكل {كُتب على أحدكم إذا حضره الموت ... } .. ولكن ما نراه أن الآية الكريمة التي تخاطب المؤمنين من شهود وأولياء وحكام مكلفين بتنفيذ الوصية التي يوصيها نت يحضره الموت ..

"كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا .. "

والآية الكريمة التالية تصور هذه الحقيقة من جانب آخر.

"يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ (106)

إذا .. العبارة القرآنية [كُتب عليكم] هي خطاب تكليفي من الله تعالى للمؤمنين المحيطين

بمن يحذره الموت من شهود وولاة أمور وحكام .. وما كُتب عليهم -ما يُكلب منهم - هو سماع ما يوصي به من يحضره الموت، والشهادة به عند الحاجة، والحكم به كما أمر الله

تعالى .. أما الوصية فترتبط بمن يحضره الموت،ولا ترتبط بالمحيطين به الذين يخاطبهم الله تعالى بالعبارة القرآنية [كُتب عليكم]

وما يؤكد ذلك هو تذكير الفعل [كُتب]،في حين أن الوصية ترد في القرآن الكريم مؤنثة

"ُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ (11) " .. فما كُتب على المؤمنين ليس الوصية المؤنثة

إنما سماع قول ووصية من يحضره الموت، والحكم بها،وإدلاء الشهادة بها حين الحاجة

ولو كان نائب الفاعل للفعل (كُتب) هو الوصية -حسب ما ذهب إليه معظمهم- لأنث الفعل

كُتب (كُتبت عليكم .... الوصية).

وحجة من قال إن كلمة الوصية في الآية الكريمة هي نائب الفاعل للفعل كُتب، أن مخالفة الفعل لنائب الفاعل -بالنسبة لمسألة التذكير والتأنيت-ناتجة عن الفصل بين الفعل ونائب الفاعل .. وهذه الحجة مردودة لسببين:

1 - إن نائب الفاعل للفعل كُتب يرتبط -كما رأينا - بالمحيطين بمن يحضره الموت،ولا يرتبط بمن يحضره الموت .. في حين أن الوصية ترتبط بمن يحضره الموت،ولا ترتبط بالمحيكين به.

2 - صحيح أنه يجوز -بالنسبة للتذكير والتأنيث - مخالفة الفعل للفاعل إذا تم الفصل بينهما،

ولكن في هذه الآية -المزعوم نسخها-لا بد أن يكون نائب الفاعل للفعل كُتب مذكرا، ودليل ذلك هو الآية الكريمة التي تليها مباشرة .. "فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) " فالضمير المتصل (الهاء) في الكلمات، ل [بدله]، [سمعه]،

[إثمه]، [يبدلونه] يعود إلىنائب الفاعل للفعل (كُتب) في الآية -المزعوم تسخها- وهذه-كما نرى- يدل على التذكير ولا يدل على التأنيث .. فلابد أن يكون نائب الفاعل للفعل (كُتب) في الآية الكريمة مذكرا، وبالتالي فإن كلمة الوصية ليست هي نائب الفاعل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير