إذا ألمّ بك مرض، وأرهقك دين، وحلّ بك فقر، أوعرضت لك حاجة، فلا تحزن لأن حسبك الله.
إذا أبطأ النصر، وتأخر الفتح، واشتد الكرب، وثقل الحمل، وادلهمّ الخطب، فلا تحزن لأن حسبك الله، أنت محظوظ لأنك بأعيننا، وأنت محروس لأنك خليلنا، وأنت في رعايتنا لأنك رسولنا، وأنت في حمايتنا لأنك عبدنا المجتبى ونبيّنا المصطفى.
المرجع محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
الشيخ عائض القرني
ـ[روضة]ــــــــ[02 Feb 2006, 08:22 م]ـ
إن بعض السور القرآنية ذكر فيها أكثر من قصة لم تذكر في غيرها، فإذا نظرنا لهذه القصص وجدناه ذا ترتيب بديع، عجيب الشأن، إذ هو يكوِّن منهجاً متكاملاً لما ينبغي أن يكون عليه المسلمون أفراداً وجماعات.
ولنأخذ سورة الكهف مثلاً، فلقد انفردت بقصص ثلاث لم تُذكر في سواها، وهي قصة أهل الكهف، وقصة موسى مع العبد الصالح، وقصة ذي القرنين.
والذي يبدو لنا ـ والله أعلم بما ينزل ـ أن ذلك إيحاء للمسلمين ليدركوا العناصر الرئيسة التي لا بد أن تتوفر في شخصيتهم.
فقصة أهل الكهف تمثل عنصر العبادة، والعقيدة، ولما كان أكثر ما يزلزل هذه العقيدة في النفوس ويفسد هذه العبادة، أمران اثنان، هما: طغيان وإغواء الشيطان ذكرا بعد هذه القصة مباشرة حتى يستطيع المسلمون أن يحصنوا عقائدهم، ويحافظوا على عباداتهم، فذكرت قضية المال وما يسببه من طغيان في قوله تعالى: (واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب) [الكهف:32]، وذكر الأمر الآخر، وهو اجتيال الشيطان للناس في قوله سبحانه: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) [البقرة:34].
وبعد ذلك ذكرت القصة الثانية، وهي قصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مع العبد الصالح، وهذه القصة إنما تبين عنصراً آخرَ لا بد أن يتوفر للمسلم، وهو عنصر العلم، ذلك أن العبادة بدون علم لا يأمن صاحبها على نفسه من أن يضل ويطغى، وتزلّ قدم بعد ثبوتها، ولعل حديث جريج الذي أخرجه الإمام مسلم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يُثبت ذلك، فلقد جاء أن جريجاً كان عبداً واتخذ صومعة له بعيداً عن الناس، وكانت أمه يهفو إليه قلبها، فتذهب لرؤيته، فتجده يتنفل في صلاته وتناديه فيأبى أن يكلمها، ففعل ذلك أكثر من مرة، وفي المرة الثالثة دعت عليه أن لا يميته الله حتى يريه وجوه المومسات، واستجاب الله الدعوة، وفي هذا الحديث تقرير لفضل العلم، وأن العبادة وحدها لا تفي بما يريده الإنسان من سعادة، فلقد كان جريج عابداً بغير علم.
أما القصة الثالثة في سورة الكهف فهي قصة ذي القرنين، وهي تمثل العنصر الثالث في حياة المسلمين، وهو عنصر الجهاد.
وهكذا رأينا هذه السورة الكريمة تحدثنا عن القضايا الأساسية التي لا بد للمسلمين منها:
العقيدة، والعلم، والجهاد.
[المصدر: القصص القرآني، إيحاؤه ونفحاته، د. فضل حسن عباس، ص24]
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Feb 2006, 11:18 ص]ـ
سبحان الله
إن القرآن لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء، وهاهم يستنبطون منه مرة بعد مرة، ولا يمكن أن تنفد فوائده، ولقد قرأت في سورة الكهف بعض الكتب المتنوعه، ورأيت لكل عالم استنباطاته الصحيحة التي لا تعارض استنباط غيره، والأمر كما قيل: النِّكتُ لا تتزاحم، فهذا الاستنباط لموضوعات قصص سورة الكهف حسن جدًّا، ولو فتَّش الباحث لوجد من الاستنباطات ما يغايرهذه ولا يناقضها، وقد بنى عبد الحميد طهماز كتابه في التفسير الموضوعي لسورة الكهف على موضوع الفتن وكيفية النجاة منها، وبنى شيخنا مصطفى مسلم في كتابه التفسير الموضوعي في تفسيره لهذه السورة على موضوع القيم في سورة الكهف.
وهذه السورة عظيمة جدًّا، وفيها من الفوائد ما يصلح أن يكون موضوعًا للمدارسة.
ولو كان الأعضاء يشاركون بفاعلية أكثر لاقترحت أن يكون لكل شهر سورة يذكر فيها الأعضاء ما يجدونه من استنباطات ومُلحٍ فيها، لكن الملاحظ أن التفاعل في مثل هذه الموضوعات قليل وللأسف، مع كثرة المطالبة بأن يُوجد لهذا الملتقى صدى يفيد العامة، ولا يكون محصورًا على أهل التخصص، وهذه الفكرة مما يصلح للجميع، ولعلي أشاور فيها الإخوة المشرفين، ونضع لها خانة مثبته تدور حولها النقاشات، لنرى الطريقة المثلى لصنع مثل هذا الأمر، وأسأل الله التيسير.
¥