تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[روضة]ــــــــ[09 Feb 2006, 05:07 م]ـ

زادك الله علماً، وبارك فيك.

كنتُ قد بحثت قديماً عن سبب ورود (ما) في بعض آيات دون بعض، لكني لم أجد ما يقنعني.

وهذا الاجتهاد جيد مقبول.

جزاك الله خيراً على ما نقلتَه لنا.

ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[12 Feb 2006, 12:28 م]ـ

من التناقضات المزعومة:

العرض:

في سورة ق: " .. فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) ".

ناقض " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) " طه.

النقد:

المقصود بالإبصار هنا: قوة المعرفة للحق واليقين به، يُقال: بصُرَ فلان بكذا: أي علِمَ به. [1]

أي: كأن الكافر يقول في الدنيا: " سأعد نفسي ليوم القيامة المزعوم، حججاً أحاجج بها الله ".

لكن، حين يبدأ الحساب، وتجادل كل نفس عن نفسها، يكون قد نسي تلك الحجج.

فكأنه يقول عندها: " إلهي لِمَ حشرتني أعمى عن حججي التي أعددتها، وكنت بصيراً بها؟ ".

وسبب ذلك العَمَيان هو أنه لما بُعث، بصُر بعينيه حقيقة البعث (فصار بصره بقوة الحديد) [2]، فبُهت مَن وَقعت المفاجأة عليه، واسوَد وجهه وَجلاً .. فنسي لذلك حججه .. فيظل يبحث عنها بفكره، لكنه لا يهتدي إليها.

فبسبب هول ما شاهده ببصره، صار أعمى عن حججه!

وهكذا يتكامل معنَيا الآيتين الكريمتين، ولا يتناقضان. [3]

=================

[1] انظر: الإتقان، السيوطي، ص539، ونسبه إلى قطرب.

[2] بصرك حديد: أي شديد الوضوح، لا حاجز أمامه ولا غشاء. وقد اكتشف العلم الحديث أن الحديد له قابلية امتصاص كافة الإشعاعات الموجية ـ سواء كانت صوتية أم ضوئية ـ دون تشتيتها إلى بنسب ضئيلة جداً. ومن رحمة وحكمة الله ? أن خفف على الناس فضيق آفاق عيونهم ولم يسمح لهم برؤية كافة ما يصل الى العين من إشعاعات، ولكنها في الآخرة تكون في أوج اتساع آفاقها؛ لتبلغ النهاية في طاقتها: فتبصر أهوال القيامة بتفاصيلها. وفيه مزيد من تنعم أهل الجنة من النعيم، ومزيد من تعذيب أهل النار .. انظر: استراحة العدد، مجلة آيات، عدد8، آب 2004م، ص26، عمَّان.

[3] ويؤيد هذا التأويل، قوله تعالى: " وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا " [الإسراء: 72]، وفي سورة القصص: " وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (66) ".

ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[14 Feb 2006, 01:46 م]ـ

قال تعالى: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ". [الملك: 30].

قال النيسابوري في تفسير الآية الكريمة:

وحُكمُ القريحة كذلك؛ فإنَّ فتحَ باب العويصات، لا يتيسر إلا بإعانة رب الأرض والسموات، والله الموفق، وإليه المآب، وبالله التوفيق والنصر.

ـ[المسلم الحاضر]ــــــــ[14 Feb 2006, 02:06 م]ـ

جزاك الله خيراً على ما نقلتَه لنا أخي عبدالرحيم.

ـ[روضة]ــــــــ[16 Feb 2006, 03:51 م]ـ

علم المناسبات بين الآيات بعضها مع بعض، وبين السور يبيّن لنا جانباً من إعجاز القرآن الكريم، وأنه كلام الله المنزل، وليس من عند البشر.

فمن المعلوم أن القرآن الكريم نزل مفرقاً منجمّاً لبضعة وعشرين عاماً، حسب الوقائع المختلفة وفي ظروف متباينة، وإجابة لاستفسارات متنوعة، ثم كان الترتيب المحكم الذي لا نجد فيه آية ينبو بها مكانها من السياق القرآني العتيد.

ولا نجد كلمة يتململ بها موضعها في النظم المحكم، ولقد نجد الآية المدنية في السورة المكية، أو الآية تتلو الآية، والفاصل في نزولهما يبلغ عدة سنوات، فأي عقل بشري يستطيع أن يراعي هذه الدقة وهذا الإحكام في النسق والترتيب والملاءمة، بحيث يكون ذلك في الذروة من الفصاحة والبلاغة والانسجام.

(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ?لْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ?للَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ?خْتِلاَفاً كَثِيراً) [النساء:82]

"إن عقلاً بشرياً مهما أوتي من القوة والحفظ والإحكام لا يستطيع أن يذكر موضع فقرة من كلام سابق مضى عليه سنوات طويلة، فيضعها في مكانها، بحيث تلتحم مع سابقاتها ولاحقاتها في اللفظ والمعنى والسياق، ولو أن عقلاً أتقن ذلك في حال واحدة، فلن يستطيع أن يحكمه في حالات كثيرة وفي سور كثيرة، بحيث لا تشذ حالة واحدة عن قاعدة الإحكام المشاهدة في كتاب الله الحكيم" [من مقدمة المحقق لكتاب تناسق الدرر].

[المرجع: مباحث في التفسير الموضوعي، د. مصطفى مسلم، ص90]

ـ[المسلم الحاضر]ــــــــ[17 Feb 2006, 11:21 م]ـ

جزاك الله خيراً اختي باحثة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير