تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[روضة]ــــــــ[18 Feb 2006, 01:14 ص]ـ

بارك الله فيك أيها المسلم الحاضر.

***********

عندما نتحدث عن الصياغة القرآنية، وما لخصائصها من القدرة على الوفاء بحق المعاني، وعرضها في صورة تسترعي السمع، وتثلج الصدر، وتملك القلب نجد أننا أمام عالم من الأسرار واللطائف والاعتبارات، يأخذ كل باحث منها بمقدار ما يفتح الله له من رحمته، وما يهبه من عطاء، وكلما عاود النظر فيها تجلى له من أسرارها الجديد المبهر، والجميل الآسر، فلا تنفد عجائبها، ولا يغيض معينها.

والقرآن الكريم لم يبتكر شيئاً جديداً في ألفاظ اللغة، ولا في أوضاعها وتراكيبها، ولكن الأمر أمر حسن الاختيار في تلك الألفاظ والأوضاع أيها أحق بأن يسلك في تأدية الغرض.

ذلك أن الغرض الواحد يؤدى على طرائق شتى، يتفاوت حظها في الحسن والقبول: "ففي اللغة العام والخاص، والمطلق والمقيد، والمجمل والمبين، وفيها العبارة والإشارة، والفحوى والإيماء، وفيها الخبر والإنشاء، وفيها الجمل الاسمية والفعلية، وفيها النفي والإثبات، وفيها الحقيقة والمجاز، وفيها الإطناب والإيجاز، وفيها الذكر والحذف، وفيها التعريف والتنكير، وفيها التقديم والتأخير، وهلم جراً ... ومن كل هذه المسالك ينفذ الناس إلى أغراضهم غير ناكبين بوضع منها عن أوضاع اللغة جملة، بل هم في شعابها يتفرقون، وعند حدودها يلتقون.

بيد أنه ليس شيء من هذه المسالك بالذي يجمل في كل موطن، وليس شيء منها بالذي يقبح في كل موطن، إذن لهان الأمر على طالبه، ولأصبحت البلاغة في لسان الناس طعماً واحداً، كلا، فرب كلمة تراها في موطن ما كالخرزة الضائعة، ثم تراها بعينها في موضع آخر كالدرة اللامعة، فالشأن إذن في اختيار هذه الطرق أيها أحق بان يسلك في غرض غرض، وأيها أقرب توصيلاً إلى مقصد مقصد". [النبأ العظيم، محمد عبد الله دراز، ص90].

والقرآن الكريم هو القمة في حسن هذا الاختيار، سواء في ذلك الألفاظ المفردة، باعتبارها اللبنات التي تصاغ منها الجملة، ويتكون الأسلوب، أو طريقة تركيب الألفاظ وصياغة العبارة، "فهو يتخير أشرف المواد وأمسها رحماً بالمعنى المراد، ويضع كل مثقل ذرة في موضعها الذي هو أحق به". [النبأ العظيم، ص92].

المرجع: أسلوب الدعوة القرآنية، بلاغة ومنهاجاً، د. عبد الغني محمد بركة، ص345.

ـ[المسلم الحاضر]ــــــــ[19 Feb 2006, 11:35 م]ـ

جزاك الله خيراعلى هذا الاختيار

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير