تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[30 Jan 2006, 12:50 م]ـ

"

جزى الله أختنا (باحثة) خير الجزاء وأوفاه؛ وما أحسن وأنفع ما أضافته.

"

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[30 Jan 2006, 01:14 م]ـ

"

المثال الثالثقوله تعالى (فتثير سحاباً) دون (فأثارت سحاباً)

قال تعالى في سورة فاطر: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ {9}).

قال ابن الأثير في (المثل السائر) (2/ 45): (اعلم أن الفعل المستقبل إذا أتي به في حالة الإخبار عن وجود الفعل كان ذلك أبلغ من الإخبار بالفعل الماضي، وذاك لأن الفعل المستقبل يوضح الحال التي يقع فيها ويستحضر تلك الصورة حتى كأن السامع يشاهدها؛ وليس كذلك الفعل الماضي.

وربما أدخل في هذا الموضع ما ليس منه، جعلاً بمكانه، فإنه ليس كل فعل مستقبل يعطف على ماض بجار هذا المجرى.

وسأبين ذلك فأقول: عطف المستقبل على الماضي ينقسم إلى ضربين:

أحدهما بلاغي، وهو إخبار عن ماض بمستقبل وهو الذي أنا بصدد ذكره في كتابي هذا الذي هو موضوع لتفصيل ضروب الفصاحة والبلاغة.

والآخر غير بلاغي وليس إخباراً بمستقبل عن ماض، وإنما هو مستقبل دل على معنى مستقبل غير ماض، ويراد به أن ذلك الفعل مستمر الوجود لم يمض.

فالضرب الأول كقوله تعالى (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ)، فإنه إنما قيل (فتثير) مستقبلاً وما قبله وما بعده ماض لذلك المعنى الذي أشرنا إليه، وهو حكاية الحال التي يقع فيها إثارة الريح السحاب واستحضار تلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الباهرة.

وهكذا يفعل بكل فعل فيه نوع تمييز وخصوصية---.

فإن قيل: إن الفعل الماضي أيضاً يتخيل منه السامع ما يتخيله من المستقبل.

قلت في الجواب: إن التخيل يقع في الفعلين معاً، لكنه في أحدهما - وهو المستقبل - أوكد وأشد تخيلاً، لأنه يستحضر صورة الفعل حتى كأن السامع ينظر إلى فاعلها في حال وجود الفعل منه---.

وعليه ورد قوله تعالى أيضاً وهو (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {30} حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ {31}) [الحج].

فقال أولا ً: (خر من السماء) بلفظ الماضي ثم عطف عليه المستقبل الذي هو (فتخطفه) و (تهوي)؛ وإنما عدل في ذلك إلى المستقبل لاستحضار صورة خطف الطير إياه وهوي الريح به؛ والفائدة في ذلك ما أشرت إليه فيما تقدم؛ وكثيراً ما يراعى أمثال هذا في القرآن). انتهى.

قلت: وأرى التعبير عن إرسال الرياح بالماضي أبلغ، من جهة أخرى؛ فإنه تعالى أرسلها ولم تزل مرسلة، فإرسالها شيء قد تم وفُرغ منه، فالتعبير عن هذا المعني بماض من الأفعال أدق وأبلغ؛ ثم لعل الرياح ثابتة في مقدارها في الجملة، منذ أن أوجدها الله على وجه هذه الأرض، أي لم تزدد ولم تنقص إلا شيئاً لا يستحق الذكر، بالنسبة إلى أصل مقدارها؛ وقد يؤيد هذا ورودُها في السياق معرفة، بخلاف السحاب، فإنه ورد منكراً، لأن كل سحاب يثار هو غير الذي قبله وغير الذي بعده.

وأما إثارة السحاب فتقع أحياناً؛ وهي لا تزال تتجدد وتستمر، فالتعبير عنها بالمضارع أبلغ من جهة أخرى، أيضاً.

فهذه الإثارة المتجددة في كل وقت، هي فرع عن أصل ذلك الإرسال الماضي؛ والله أعلم.

"

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[30 Jan 2006, 04:43 م]ـ

"

المثال الثالثقوله تعالى (فتثير سحاباً) دون (فأثارت سحاباً)

قال ابن الأثير في (المثل السائر) (2/ 45): (اعلم أن الفعل المستقبل إذا أتي به في حالة الإخبار عن وجود الفعل كان ذلك أبلغ من الإخبار بالفعل الماضي ((--))

سقط من هذا الموضع هامشه فرأيت استدراكه هنا، وهذا نصه:

(بشرط أن يكون المراد هو استحضار صورة ذلك الفعل وتقريره وتدبره، وأما إن كان المراد تأكيده أو مجرد الإخبار عنه للبناء عليه والتفريع عنه أو غير ذلك فذاك شأن آخر، ولكل مقام مقال، والتعميم في باب البلاغة والفصاحة له محاذير لا تخفى على مثل ابن الأثير رحمه الله، بل سينبه هو على نحو من هذا المعنى قريباً).

"

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[30 Jan 2006, 04:57 م]ـ

المثال الثالث

فإنه إنما قيل (فتثير) مستقبلاً وما قبله وما بعده ماض لذلك المعنى الذي أشرنا إليه، وهو حكاية الحال التي يقع فيها إثارة الريح السحاب واستحضار تلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الباهرة ((--)).

أيضاً سقط من هذا الموضع هامشه، وهذا نصه:

(وثم معنى آخر لاستعمال المضارع هنا وهو أن الإثارة من قبل الريح الواحدة تتكرر وتتصل وتتجدد، وأما أصل الإرسال فقد حصل مرة واحدة، وأمر الله سريع ونافذ والريح مسخرة بأمره وخاضعة له ثم تعمل عملها بإذنه تعالى وتقديره).

هذا مع أنني كنتُ ألحقتُ نحوَ هذا المعنى، في آخر الموضوع لما راجعته على المنتدى قبيل إرساله، ولم أتفطن إلى سقوط الهامش، حينئذ، لأنني إنما نقلت الموضوع من شيء مكتوب عندي قبلاً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير