تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الصنعاني (ت: 211)، وآدم بن أبي إياس (ت: 220)، وعبد بن حميد (ت: 249)، فكان جمعهم للتفسير جمعا لباب من أبواب الحديث، ولم يكن جمعًا للتفسير على استقلال وانفراد .... الخ.

أقول: رحم الله الشيخ محمد حسين الذهبي، لقد غفل في هذه الجزئية أيما غفلة، فلو كان نظر في كتب التراجم وفهارس الكتب لوجد ما يجعله يعدِّل ما قال في هذه الفكرة، لكن هكذا قدَّر الله سبحانه.

فهو يذكر هذه الفرضية، وان التفسير كان بابًا من أبواب الحديث، واواقع تاريخ التفسير يشهد بخلاف ذلك تمامًا، لقد كان منفصلاً بذاته منذ زمن مبكر، وكون بعض المحدثين يدخلونه في مجاميعهم وكتبهم لا يعني انه كان جزءً ـ فقط ـ من ابواب الحديث!

بل قد لا يبعد القائل لو قال: إن الاهتمام بالتفسير كان موازيًا للاهتمام بسنة المصطفى، فقد كان هناك رجال من الصحابة والتابعين وأتباعهم قد عُرِفوا بالتفسير، فكيف يكون جزءًا من ابواب الحديث، ولولا خشية الإطالة لسردت لك أمثلة من ذلك، ولك ان تنظر في تراجم ابن مسعود وتلاميذه، وابن عباس وتلاميذه، وأهل المدينة، واهل البصرة، وأهل الشام، وانظر بم تميز الضحاك والحسن وقتادة وأبو العالية ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم من جيل التابعين، ثم انظر في جيل أتباع التابعين، في عطية بن سعيد العوفي وأبي مالك غزوان الغفاري وابن زيد ومقاتل بن حيان ومقاتل بن سليمان والكلبي وأربدة التميمي، والربيع بن انس، والسدي وغيرهم كثير، ثم انزل إى الطبقة التي تلتهم وهم في الزمن الذي وقف عنده (249) وبعيده بقليل، وانظر كم من الكتب التي كتبت في التفسير، اطلع على ثبتهم في كتب التراجم تجد كثيرين جدَّا.

ثم لاحظ ان بعض من ذكرهم كانت لهم كتب مستقلة في التفسير، فبين يديك تفسير عبد الرزاق مطبوع، وليس جزءًا من كتاب من كتب الحديث، ووكيع سبقت الإشارة إلى تفسيره، وآدم ابن أبي إياس له تفسير مشهور، وعبد بن حميد له تفسير موجود في الدر المنثور وفي تفسيرابن كثير، وكتبهم هذه مستقلة في التفسير، وليست ضمن كتاب لهم من كتب الحديث.

وفي أهل هذه الفترة مقاتل بن سليمان (ت: 150) وتفسيره مطبوع، ويحيى بن سلام (ت: 200) وتفسيره قد طبع جزء منه، وسفيان الثوري، وقد طبع تفسيره برواية النهدي عنه.

الخطوة الثالثة: انفصل بها التفسير عن الحديث، وصار علمًا قائمًا بنفسه، ووضع تفسير لكل آية من القرآن، وصدر هذه المرحلة بابن ماجة (ت: 273) ثم ابن جرير (ت: 310)، وابن المنذر (ت: 318)، وابن أبي حاتم (ت: 327)، وأبي الشيخ (ت: 369)، والحاكم (ت: 405)، وابن مردوية (ت: 410).

وهذه الخطوت التي ذكرها منتقضة بما ذكرت لك سابقًا، فالتفسير كان علما قائمًا بنفسه منذ عهد الصحابة، وهل اشتهر ابن عباس بغير التفسير، وكذا من عددت عليك في الفقرة السابقة، ثم إن التدوينات في التفسير كثيرة جدًّا، وقد ابتدأت في عهد التابعين وتنامت في عهد أتباع التابعين، وأتباع الاتباع قبل أن يصل الأمر إلى ابن ماجه.

ـ[الميموني]ــــــــ[11 Feb 2006, 03:05 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

كتاب الدكتور محمد حسين الذهبي فيه نقص كبير في الجانب الذي ذكرتموه و في جوانب أخرى و من أسباب ذلك - كما لا يخفاكم- أنه لم يكن له باع كبير في تراجم العلماء فضلا عن الإمعان في تمييز طبقات الرواة و المعرفة الجيدة بتراجمهم

و لتقدّم تصنيفه للكتاب بعض الشيء فقد صدرت بعده كتب مهمة في موضوعات الكتاب الكثيرة

و من أكبر عيوب الكتاب عندي نقصه الكبير فيما يتعلّق بوصف كتب التفسير الكثيرة على الأقل الكتب التي و صلتنا مخطوطةً كاملة كما أن تعميمه في الأحكام أضر كثيراً من ليس له دربة في معرفة تلك الكتب و سبرها و الحكم عليها بإنصاف كما حصل له مع تفسير الثعلبي فصغره و هوجليل وحقّره لاشتغاله بوصف نقله للإسرائليات

و في كتابه مع ذلك فوائد حسنة لكنّ فيه قصوراً في جوانب لا يصلح أن تترك بل لا بدّ أن تستدرك بذيلٍ أو تحقيق جديد يضاعف من قيمته و يكمل جوانب نقصه أو بعضها

وفيما ذكرتم ما يفيد في هذا الجانب مع أنه يحتاج أيضا لتتميم فيما يتعلق بـ طبقات المفسرين و ابتداء التصنيف في التفسير.

تقبلوا دعائي و محبتي و شكري

ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[15 Jul 2010, 10:32 م]ـ

جزيت خيرا يا شيخ ونفع الله بعلمك وان كانت مشاركتي بعيدة العهد ..

ولكن أحسب أنكم تستحقون الشكر .. على هذا الجهد ..

ولكن لو أذنتم لي عدة إشارات:

1 - نريد جمع هذه النقاط والتعليقات المهمة في تعليقكم على الكتاب لتكون الفائدة أجمع والاستفادة منها أنفع ..

2 - كما أود إبداء رأيكم في مشاركة وضعتها هنا في الملتقى ولكن يبدوا أنها لم تقع عليها أعين الناظرين فيا حبذا الإضافة والتوضيح للفائدة .. وهي:

السلام عليكم ورحمة الله

أثناء تصفحي للتفسير والمفسرون للشيخ الذهبي رحمه الله وقفت أمام أحد المباحث حول - تفسير القرآن من قبيل التصورات أو التصديقات -.

ولكن الشيخ أوجز المبحث في أقل من صفحة وبدأ بقوله (اختلف العلماء في التفسير ... فذهب بعضهم إلى أنه من قبيل التصورات .. لأن المفصود منه تصور معاني ألفاظ القرآن ...

وذهب السيد: إلى أن التفسير من قبيل التصديقات لأنه يتضمن الحكم على الألفاظ بأنها مفيدة لهذه المعاني .. فيكون التفسير عن مسائل جزئية مثل قولنا: يا ايها الناس: خطاب لأهل مكة

ويا أيها الذين ءامنوا: خطاب لأهل المدينة .... ) .. المجلد الأول.

ولكن الشيخ لم يذكر تحريرا معتمدا في هذه المسألة .. فهل من مناقشة وإفادة حولها من الأساتذة المتخصصين ..

http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20649

وجزيتم عنا خيرا.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير