تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

? فهذا سعيد بن المسيب رحمه الله- وهو من خيار علماء التابعين- يٌسئل عن تفسير آية من القرآن فيقول:" إنا لا نقول في القرآن شيئاً" [إسناده صحيح. أخرجه أبن جرير وابن سعد]. وذكر عنه يحي بن سعيد أنه:" كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن" [إسناده صحيح. أخرجه أبو عبيد وابن جرير]. وسأله رجل عن آية من القرآن، فقال:" لاتسألني عن القرآن ... " [إسناده صحيح. أخرجه أبو عبيد وابن جرير وابن أبي شبية].

? وقال يزيد بن أبي يزيد:: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحرام والحلال وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأنه لم يسمع" [إسناده صحيح. أخرجه ابن جرير].

? وأخرج ابن جرير عن عبيد الله بن عمر قال:" أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير منهم سالم بن عبيد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع" [إسناده صحيح].

? وقال هشام بن عروة بن الزبير:" ما سمعت أبي يؤول آية من كتاب الله قط" [إسناده جيد. أخرجه أبو عبيد].

? وسأل محمد بن سيرين عَبِيْدة السلماني عن آية من القرآن، فأجابه بقوله:" ذهب الذين كانوا يعلمون فِيْم أُنزل القرآن، فاتق الله وعليك بالسَّداد" [إسناده صحيح أخرجه أبو عبيد وابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور والبيهقي في الشعب].

? هذا إبراهيم النخعي يقول:"كان أصحابنا – يعنى أصحاب ابن مسعود كعلقمة والأسود وغيرهم من أصحاب ابن مسعود – يتقون التفسير ويهابونه" [إسناده صحيح. أخرجه ابن أبي شبية، والبيهقي في الشعب، وأبو نعيم في الحلية].

? قال الشعبي رحمه الله:"والله ما من آية إلا وقد سألت عنها، ولكنها الرواية عن الله عز وجل" [إسناده صحيح. أخرجه ابن جرير].

? قال مسروق:"اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله" [إسناده صحيح. أخرجه أبو عبيد].

? هذا شيخ الاسلام ابن تيمية مع تبحره في العلم، وسعة اطلاعه حتى أنه إذا سُئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحَكَم بأن لا يعرفه أحد مثله، وله يد طولى في التفسير، مع قوة عجيبة في استحضار الأدلة من الكتاب والسنة [انظر: الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية ص 706]. مع هذا كله، كان يرحمه الله يقول:"ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثم أسأل الله الفهم وأقول: يا معلم آدم وإبراهيم علمني، وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها، وأمرغ وجهي في التراب، وأسأل الله تعالى وأقول: يا معلم إبراهيم فهمني" [العقود الدرية ص26، وهو في الكواكب ص 78].

? هذا طرف يسير من شدة تحرزهم في الكلام على التفسير، وأما ما ورد عنهم من عظيم الورع في الفتيا والجواب على المسائل الموجهة إليهم؛ فهذا أمر يطول وصفه، ولا تحتمله هذه المقدمة. [للتوسع انظر على سبيل المثال: سنن الدرامي 1/ 53 فما بعدها، الموافقات 4/ 286].

?وبعد هذا أقول: أين حال هؤلاء المجترئين على الله تعالى من حال هؤلاء السلف رضي الله عنهم؟

أما الرد على مضمون تلك الورقة المشار إليها فمن ثمانية أوجه، هي:

الأول: أن مدار هذه الفرية يعود إلى ما يسمونه بـ:" الإعجاز العددي في القرآن ". وهذا النوع من الإعجاز باطل جملة وتفصيلاً، إذ لم يكن معهوداً لدى المخاطبن بالقرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم الأمة بكتاب الله، وأبرها قلوباً، وأكثرها صواباً، فلم ينُقل عن أحد منهم بإسناد صحيح شئ من هذا القبيل إطلاقاً، ولو كان هذا من العلم المعتبر لكانوا أسبق الناس إليه، وأعلم الأمة به، وذلك أن هذا الأمر لا يتطلب آلات وتقنيات حتى يتمكن الإنسان من اكتشافه، وإنما هو مجرد إحصاء وعدد، وهذا أمر لا يُعْوِز أحداً، وقد عدَّ السلف جميع كلمات القرآن، وجميع حروفه، وعرفوا بذلك أعشاره، وأرباعه، وأثلاثه، وأخماسه، وأسداسه، وأسباعه وأثمانه وأنصاف ذلك كله، وغير ذلك بدقه متناهية كما هو معروف في محله [انظر في ذلك على سبيل المثال: فنون الأفنان لابن الجوزي، البرهان للزركشي، الاتقان للسيوطي 1/ 197، جمال القراء للسخاوي 1/ 231].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير