ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[28 Feb 2006, 12:36 م]ـ
اقدر كثيرا نقاش الاخوين الكريمين. اقول ذلك صادقا بلا مجاملة، ما دام النقاش جادا و بلا تجريح ..
كل ما اتمناه من الاخ مجدي، ان يوضح لي، السبب - في رأيه -وراء النزول المبكر لهذه الاية بالذات؟
لم ارى في كلامه الا الرد على جملة هنا او لفظ هناك.
لكن: مالسبب وراء هذه الاية؟؟
ارجو ملاحظة المشاركة الاخرى، و هي اسقاط معاصر على الاية الكريمة.
و تفضلا بقبول الاحترام ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[28 Feb 2006, 06:33 م]ـ
بالنسبة لوقت نزول الايات فلا أعرف شيئا صحيحا في ذلك.
اما الحكمة من الايات فقد أخبرتك به سابقا الا وهو تسلية النبي صلى الله عليه وسلم , وحثه على الصبر هو تثبيت فؤاده عليه الصلاة والسلام. وهو اخبار له بظهوره عليهم ووعد منه عز وجل وهو امر قد قضاه عز وجل.فهي حث له على الصبر , وتحمل مشقة التبليغ حتى لو تأخر.
يقول سيد قطب في آخر تفسيره للسورة:"إن مشقة الدعوة الحقيقية هي مشقة الصبر لحكم الله، حتى يأتي موعده، في الوقت الذي يريده بحكمته. في الطريق مشقات كثيرة. مشقات التكذيب والتعذيب. ومشقات الالتواء والعناد. ومشقات انتفاش الباطل وانتفاخه. ومشقات افتتان الناس بالباطل المزهو المنتصر فيما تراه العيون. ثم مشقات إمساك النفس على هذا كله راضية مستقرة مطمئنة إلى وعد الله الحق، لا ترتاب ولا تتردد في قطع الطريق، مهما تكن مشقات الطريق." اليس هذا نفس قصد المؤلف وفقه الله؟
فلماذا نتعرض للانبياء بصورة لا دليل عليها. والواقع يدل ان صبر النبي صلى الله عليه وسلم قد فاق ما يتصوره اي انسان وان اليأس لا يدخل قلوب الانبياء.
"حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" اما يونس عليه السلام فقال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى" وهو في الصحيحين. والبطش الذي فعله أهل الكفر بأنبيائهم انهم هموا بقتلهم " وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه".
القصد أخي ان عدم دخول اليأس الى قلوبنا امر مطلوب والبحث عن اثبات الكيان الاسلامي هو امر مطلوب وعدم الركون الى اليأس للفرد هو ايضا امر مرغوب , ولكن الكتابة في الشرع ليست كالكتابة الروائية لدور التلفاز والسينما.وان كان هذا الخطاب وللاسف الاسرع دخولا لقلوب الناس ولكنه يفسد دينهم.
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[28 Feb 2006, 07:21 م]ـ
اقتباس .. فلماذا نتعرض للانبياء بصورة لا دليل عليها؟
اخي الكريم، ليس كل ما نقلته من اقوال لأهل العلم مسنود بدليل، و بعض هذه النقولات، و انت ادرى مني بذلك،هي محض اجتهادات شخصية - اشدد انهم مأجورين عليها بأذن الله، لكنها تظل رؤى بشرية تصيب و تخطئ، و لا يقويها انها تنتمي للقرن الخامس او السادس او العاشر، ما دامت ليست مسنودة بقول ذلك الذي لا يكذب ابدا - عليه الصلاة و السلام- او صحبه الكرام ..
اقتباس .. ولكن الكتابة في الشرع ليست كالكتابة الروائية لدور التلفاز والسينما.
نعم، لكن ما نقلته لم يكن سيناريو لمسلسل درامي، و ان كنت تقصد الاسلوب الادبي الذي لا اجادل ان المقال قد استخدمه، فأنا اذكرك هنا، انك تنقلت بين اقوال المفسرين الافاضل، لكنك ختمت عندما سألتك سؤالا شاملا، ختمت بسيد رحمة الله عليه، و انت ادرى بسيد و بقلم سيد و بأسلوب سيد،بل انك ادرى ان اسلوبه الفذ، هو الذي جعل كلماته تغزو القلوب قبل العقول، و هو الذي جعلنا نتفيأ فيظلاله المميزة، بل انه اسلوبه الادبي هو الذي يجعلنا نقرأه اليوم فيخيل لنا انه يحدثنا من تلك الجنة العالية التي يذهب اليها الشهداء من امثاله ..
اقتباس .. وان كان هذا الخطاب وللاسف الاسرع دخولا لقلوب الناس ولكنه يفسد دينهم.
رأيك هذا احترمه و اقدره، و لكن لي راي آخر: انما يفسد الدين على الناس جمود علمائهم و اساليب التكرار التي ملها الناس و التي يصر العلماء على التمسك بها كما لو كانت اصلا من اصول الدين ..
تفضل بقبول فائق احترمي ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[28 Feb 2006, 09:32 م]ـ
أخي لعلك فهمت امرا آخر من عبارتي الأخيرة سأوضحها لك.
أحيانا قد يتكلم الكاتب عن النبي او عن الشرع بأسلوب ليقربه للناس ولكنه لا يلتزم بأصل النص بل يلتزم بتوصيل فكرة معينة او هدف معين , في المقالة السابقة كان الغرض الاساسي هو اثارة الهمم وعدم اليأس والبحث عن الافضل والسعي له. هنا أظن الصورة وصلت. ولكن اذا ظن الناس ان هؤلاء الانبياء كانوا بمثل هذه الصورة ,فهل يستغرب منا ان نفعل شبيهها!؟ هذا الذي اقصده بأفساد الدين على الناس. وأوضح مثال على ذلك تصوير أهل الكتاب ان الانبياء يعصون الله بالكبائر ويشركوا به. ومع قولهم بالتوبة بطريقتهم افسدوا على الناس صلاح دينهم وجعلوا للشيطان ابوبا مفتوحة لا تغلق.
لكن لي راي آخر: انما يفسد الدين على الناس جمود علمائهم و اساليب التكرار التي ملها الناس و التي يصر العلماء على التمسك بها كما لو كانت اصلا من اصول الدين ..
بالطبع الجمود في موضع اللين كالين في موضع الجمود افراط وتفريط.
ولكن تذكر ان اسقاط رأي على الاية بفهم خاص لا يعبر عن الاية وانما يعبر عن رأي صاحب الرأي وللأسف فقد اسرف الكثير من الناس في هذه الامور كتفسير بعض الناس للثابت من الشرع بأهوائهم
تحت اسم التجديد كما فعل شحرور وغيره وبالطبع لا مجال لمقارنة الدكتور العمري بشحرور فشتان بين الثرا والثريا بالطبع امثال شحرور هم الثرى , وانما ننبه هنا على امر كما قال الشاعر:
لا تحقر الرأي يأتيك الحقير به ... فالنحل وهو ذباب طائر العسل
فليس نقد كلام لاحد هو وضع لمكانته المنتقد ولا رفعا في مكانت الناقد واعرف الحق تعرف الرجال وليس كما يفعل الناس اليوم بتعرفهم على الحق من الرجال وان كان الثاني هو الغالب على من كان على الحق.
¥