تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[04 Mar 2006, 07:00 م]ـ

على هامش التفاعل النبوي ..

هذه النظرة إلى التفاعل المحمدي مع آيات الخطاب القرآني قد تصدم الرؤية التقليدية التي تتعامل مع الرسول عليه افضل الصلاة والسلام بطريقة هي ابعد ما تكون عن سياقات القران الكريم والسنة النبوية. هذه الرؤية تستبعد بل وتستنكر تماما ان الرسول (صلى الله عليه و سلم) كان يمكن ان يحتار ان يتردد او يخاف. وهي بذلك تسلب من الإسلام واحدة من اهم قيمه – الواقعية – ومن الرسول واحدة من أهم صفاته (الإنسانية)! وتوغل المؤسسة صاحبة هذه الرؤية فيما يشبه اللاهوت الهجين الذي هو ابعد ما يكون عن الحقيقة القرآنية لكنه صار بالتدريج جزءً أساسيا من أساسيات العقيدة المتوارثة.

والحقيقة الشاخصة التي لا تستطيع المؤسسة أن تماري فيها هي أن القران الكريم وفي مواضع مختلفة. ارشد واصلح ونبه وقوى من عزم الرسول (صلى الله عليه و سلم) و لا يحدث ذلك الى اذا كانت هناك حاجة لذلك.

والحقيقة الأخرى التي تتجاهلها المؤسسة رغم ثبوتها في صحيح البخاري (6581) – أن الرسول (صلى الله عليه و سلم) عندما فتر عنه الوحي حاول ان يتردى بنفسه من شواهق الجبال –. وهي حقيقة يجب ان نفخر بها نحن المسلمون لأنها تدلل على إنسانية الرسول (صلى الله عليه و سلم) وواقعية وصدق نقلة الحادث اللذين لم يكترثوا لتجميل الصورة او تجاهلها ونقلوها كما حصلت.

ان تكامل الشخصية المحمدية كان عبر تفاعلها المتتابع المستمر مع الوحي الإلهي وليس قبل ذلك. نعم! لقد امتلك محمد (صلى الله عليه و سلم) المؤهلات غير العادية التي جعلته مستعداً لتحمل دور الرسالة – لكن تكامل شخصيته لم يحصل الا بتفاعل مؤهلاته الأصلية مع مفردات الخطاب القرآني.

لذلك عندما ينزل الوحي – في بداية تزوله – يقول للرسول (صلى الله عليه و سلم) (لاتكن كصاحب الحوت). ونحن نعرف قصة صاحب الحوت. ونعرف تشابه الظروف والأوضاع في نينوى ومكة – وعندما ينزل الوحي ليقول (لاتكن) فأننا نعرف أيضاً انه كان يمكن ان يكون (كصاحب الحوت) لولا نزول الوحي امراً. ناهياً عاصماً.

ببساطة وبوضوح: كان يمكن أن يكون. لكن تفاعله مع الوحي – عصمه – هل من مشكلة في ذلك؟.

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 Mar 2006, 10:09 م]ـ

أخي عزام اذا راجعت رواية البخاري ستجد فيه:

حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ

يوجد أكثر من ملاحظة يجب ان نتنبه لها:

* هذه الزيادة هي من كلام معمر.

** لم يلقي النبي نفسه ليقتل نفسه وجبريل حماه (اقصد ليس هذا واقع الرواية) وانما لم هم بالفعل ولم يفعل ,. وتثبيت الله عز وجل له وللنبين وللمؤمنين.

... الطرح يقول ان يونس ترك تبليغ الرسالة راجع اول مداخلة بتمعن ويقول انه يأس وأخرى ان حال النبي قريب منها!!!.

افضل ان نناقش هذه النقاط قبل ان اثير باقيها.

ـ[السائح]ــــــــ[05 Mar 2006, 12:54 ص]ـ

* هذه الزيادة هي من كلام معمر.

أخي الفاضل، الصواب أن هذه الزيادة المنكرة من بلاغات شيخه الزهري.

ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[05 Mar 2006, 03:16 ص]ـ

اخي العزيز مجدي لم اقل ان الرسول عليه افضل الصلاة و السلام - و لم يقل من نقلت عنه- القى نفسه و جبرييل حماه و لا ادري ان كان هناك من قال ذلك اصلا فمن الواضح جدا حسب السياق ان الامر يتعلق بتثبيت الله عز و جل له كي لا يفعل.

مسألة الزيادة و كونها من كلام معمر او غيره مسألة خارج الصدد تماما، انها، في النهاية، في البخاري، و السياق ورد كله في البخاري. و ليس هناك اشارة الى تضعيف الزيادة، و اعتقد ان تضعيفها قد يفتح بابا لا يريد احد ان يلجه ...

تأمل معي في تعليق الاخ السائح الذي قال ان هذه الزيادة "المنكرة" هي من الزهري.المنكرة!! لم ينكرها الزهري و لا معمر و لا البخاري و لا الاجيال الاولى التي تعاملت مع " الزيادة" بشكل واقعي تماما، لكننا اليوم نخفي الامر و نتعلل و نبحث عن اسم معين لنلقي عليه "الزيادة".

لم يا ترى؟. اعتقد ان الجواب موجود اصلا في النقل الذي اخذته من البوصلة. و اعتقد ان موقف الاخ السائح، مع كل احترامي له، يدلل على صحة ما ذهب اليه العمري، اننا ننكر الامر الذي يجب ان نفخر به ...

و تقبل فائق احترامي ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير