تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ج - حدثنا اسحق بن ابراهيم اخبرنا وكيع ح وحدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا اينا لم يظلم نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كما تظنون انما هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم (البخاري كتابة استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم – باب ما جاء في المتأولين)

تحليل:

بداية نرى ان المجموعتين الاولى والثانية من الاحاديث تجعل مشقة الصحابة ان تتحمل اعباء تكليف الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} سببا لنزول الاية: {ان الشرك لظلم عظيم}

بينما احاديث المجموعة الثالثة تتحدث ان الرسول صلى الله عليه وسلم نبّه اصحابه على ان المقصود من الظلم في الاية الاولى {ولم يلبسواإيمانهم بظلم} هو الشرك في قوله تعالى: {ان الشرك لظلم عظيم}

وقد يبدو للوهلة الاولى ان هناك تناقضا بين هذه المجموعات من الروايات حيث ان المجموعتين الاولى والثانية ترى ان نزول الاية {ان الشرك لظلم عظيم} جاء بعد نزول قوله تعالى {ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} , بينما احاديث المجموعة الثالثة تفيد ان آية {ان الشرك لظلم عظيم} كانت معلومة للصحابة قبل نزول {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} ... وقد تنبّه ابن حجر العسقلاني الى هذا التناقض فحاول التوفيق بالقول عن احاديث المجموعة الثالثة:"وظاهر ان الاية التي في لقمان كانت معلومة عندهم ولذلك نبههم عليها, ويحتمل ان يكون نزولها وقع في الحال فتلاها عليهم ثم نبههم فتلتئم الروايتان" (انتهى كلام ابن حجر) ... وهذا التناقض, حقيقة, هو الذي اوقع في النفس شيئا تجاه هذه الاحاديث وصياغتها, غير انه لا يمثّل الا اللبنة الاولى التي سنبني عليها ما نقول, والذي سننهيه مضمّنين عدم الموافقة الى الترجيح الذي ارتآه ابن حجر رحمه الله ..

حقيقة التساؤل هنا: هل هناك رواية واحدة للحديث ام روايتان ام اكثر؟ اي هل تدور الاحاديث كلها حول واقعة واحدة ام ان هناك تعدد في مناسبات هذه الاحاديث بحيث نحمل احاديث المجموعة الاولى والثانية على مناسبة معينة, ونحمل احاديث المجموعة الثالثة على مناسبة اخرى؟

ان محاولة التوفيق التي حاول ابن حجر القيام بها توحي انه كان يرى ان جميع الروايات تعود الى مناسبة واحدة ... وهذا الرأي يؤنسنا في ان نقول ان هناك رواية واحدة وليس روايتان. وعلى الاقل لا توجد هناك فرضية اكثر من واقعة لهذه ا لاحاديث ..

ان دراسة سند الحديث تشير الى ان جميع الاحاديث الواردة في البخاري على شاكلة الحديثين اعلاه, وبالعموم جميع الاحاديث التي ذكرت في البخاري وغيره, يجتمع سندها بطريق واحد وهو: سليمان بن مهران (الاعمش) عن ابراهيم بن يزيد بن قيس عن علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة عن عبد الله بن مسعود ... وهذا يرجح ان تكون الاحاديث محمولة على مناسبة واحدة ... قد يقول البعض ان هذا لا يستلزم ذلك ... نقول: قد لا يستلزم ذلك الى انه يرجح وعلى اي فان الجواب لا يعتمد بشكل كلي على السند, لذا قليل من الصبر ...

لنأخذ الان نصوص المجموعة الاولى من الاحاديث:" "عن عبد الله (بن مسعود) لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال أصحابه أينا لم يظلم فأنزل الله عز وجل {ان الشرك لظلم عظيم}."

نتساءل هنا بداية: اصحاب من الذين تساءلوا وقالوا: أينا لم يظلم؟ هل اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ام اصحاب عبد الله بن مسعود؟

اذا اعتمدنا هذا النص كنصّ وحيد, على سبيل الافتراض, نرى انه بالامكان ان نرجع الهاء في كلمة "اصحابه" الى عبد الله بن مسعود, ويمكن تبرير ذلك بتداخل رواية الرواة: اي ان عبد الله بن مسعود قد قال الجزء الاول::"لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" ثم تصرّف راو آخر آخذا الكلام عن ابن مسعود فقال: "قال اصحابه" اي اصحاب ابن مسعود .. ومما آنسني في هذا الرأي اني لم اجد في النسخة التي بين يدي من صحيح البخاري الصلاة والتسليم بعد كلمة "اصحابه" الواردة في الحديث

وقد يقول قائل ان اصحابه هنا تعود الى الرسول صلى الله عليه وسلم ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير