تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

8 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا يعني أصحابه ببئر معونة ثلاثين صباحا حين يدعو على رعل ولحيان وعصية عصت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال أنس فأنزل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في الذين قتلوا أصحاب بئر معونة قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد بلغوا قومنا فقد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه (البخاري 3786 كتاب المغازي باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة ... )

9 - حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن عاصم عن أنس رضي الله عنه بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية يقال لهم القراء فأصيبوا فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وجد على شيء ما وجد عليهم فقنت شهرا في صلاة الفجر ويقول إن عصية عصوا الله ورسوله (البخاري 5915 كتاب الدعوات باب الدعاء على المشركين)

نخلص من هذه النقطة الاولى الى ان دعاء الرسول على قريش او مضر كان مختلفا وله مناسبة اخرى غير دعائه على ذكوان ورعل ولحيان وعصية ... وسنركّر في هذا المحور على دعاء الرسول على قريش وسيكون لدعائه على الاحياء الاربعة محور لاحق. انّ التأكيد على الفصل هنا هو فقط من باب توضيح الامور لكي يسهل دراستها والوقوف عليها.

ثانيا: ان بنى بعض الاحاديث الواردة اعلاه بحاجة الى امعان النظر حيث انها تحوي حقيقة على شقّين: احدهما متعلّق بوجهة نظر الراوي والاخر متعلق بالنص المنقول حرفيا عن الرسول عليه السلام. فلو اخذنا مثلا الاحاديث: (البخاري 2 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 – 12 - 13) و (مسلم 4 - 5) نجد ان راوي الحديث يدخل وجهة نظره من حيث الاسباب التي حدت بالرسول صلى الله عليه وسلم الى الدعاء على قريش وحقيقة ان الراوي هو عبد الله بن مسعود كما نقلوا وهو يرد سبب الدعاء الى ان قريش ابطؤوا على الرسول صلى الله عليه وسلم. وان مناقشة هذه النقطة بالذات لا تعد مناقشة للفظ النبوي وانما هي مناقشة للراوي ووجهة نظره. وهنا نسأل: هل حقا استبطأ الرسول عليه الصلاة والسلام اسلام قريش فدعا عليهم؟ وهل يتوافق هذا مع سنته صلى الله عليه وسلم؟ نكتفي هنا بذكر الحديث التالي الذي ورد في صحيح البخاري: عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا قال كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون" (البخاري 3343 كتاب المناقب باب علامات النبوة في الاسلام) يضاف الى هذا الحديث عشرات الاحاديث التي توصي بالصبر, ويضاف الى ذلك الكثير من الايات التي تدعو الرسول صلى الله عليه وسلم الى الصبر, ومنها الايات التي تذكر صبر الانبياء على اقوامهم: فنوح لبث في قومه الفا الا خمسين عاما فلا ييأس حتى يوحي اليه الله انه لن يؤمن الا من كان قد آمن, ويونس عليه السلام يذهب مغاضبا بعد ان يعيل صبره من قومه فينبّه القرآن الكريم الرسول صلى الله عليه وسلم ان يحذو حذو يونس في هذا الامر فيقول القرآن الكريم: {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت اذ نادى وهو مكظوم (48) لولا ان تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم (49) فاجتباه ربه فجعله من الصالحين (50)} (سورة القلم) يضاف الى ذلك ايضا قوله تعالى: {أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}

ومما يتعلق ايضا بالراوي تعلقا مباشرا قوله: " ثم عادوا إلى كفرهم", " قال فكشف ثم عادوا في كفرهم", "فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية", " فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر", " قال فمطروا فلما أصابتهم الرفاهية قال عادوا إلى ما كانوا عليه". ان هذه الاضافات من قبل الراوي توحي بأن قريش آمنت ثم كفرت غير ان هذا الاحتمال مستبعد جدا فلو كان حصل ذلك لاشتهر في كتب الحديث والسير والتاريخ؛ ثم ان الالفاظ المنقولة قد تحمل على وجه اكثر منطقية اذا رأينا الامور من وجهة نظر اخرى غير تلك التي نظر فيها الراوي الى الرواية. ونشير هنا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير