تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لنقرأ ما ورد في كتاب تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة: وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر فقال اللهم اشدد وطأتك على مضر وابعث عليهم سنين كسني يوسف فتتابعت عليهم الجدوبة والقحط سبع سنين حتى أكلوا القد والعظام والعلهز فنال ذلك الجدب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وبدعائه عوقبوا حتى شد وشد المسلمون على بطونهم الحجارة من الجوع قال أبو محمد وقد رأينا بعيوننا ما أغنى عن الأخبار فكم من بلد فيه الصالحون والأبرار والأطفال والصغار أصابته الرجفة فهلك به البر والفاجر والمسيء والمحسن والطفل والكبير ص250 – 251 وفاة المؤلف: 213 – 276

ان قراءة الاحاديث على النحو الذي قرأها ابن قتيبة ادّت الى تبرئة ساحة قريش من الحصار الغذائي الذي فرضته على مسلمي مكة في الشعب, وجعلت المسؤول عمّا اصاب المسلمين من المجاعة هو الرسول الذي دعا على قريش فأصاب المسلمين من الجوع ما اصابهم بجريرة دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام ..

هذا الموضوع قد يفهم بصورة اوضح اذا تذكرنا ما تعنيه قريش قبل الاسلام وبعد الاسلام .. غير اني لا احبذ الخوض في هذا الموضوع على هذا الصعيد ...

ولننتقل الان الى سؤال مهم قد يطرح:

كيف غفل الرواة عن ان مكة لم تكن بأرض زرع؟

المثير حقا, هو ان هذا الامر قد غفل ايضا عنه شرّاح الحديث وتجاوزوه ولم يقفوا عنده فقد ورد في فتح الباري: قوله: (فقيل: يا رسول الله استسق الله لمضر فإنها قد هلكت) إنما قال " لمضر " لأن غالبهم كان بالقرب من مياه الحجاز , وكان الدعاء بالقحط على قريش وهم سكان مكة فسرى القحط إلى من حولهم فحسن أن يطلب الدعاء لهم أ. هـ.

وقد طلبنا الجواب عن هذا التساؤل فوجدناه في كتاب "اخبار مكة" حيث نقرأ: " ذكر ما أجري من العيون بمكة وحولها في الحرم سمعت بعض أشياخنا يذكر أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان أجرى بمكة عيونا واتخذ لها أخيافا وكانت فيها النخيل والزروع فمنها حائط عوف وموضعه من زقاق خشبة دار مبارك التركي ودار جعفر ودار مال الله وموضع الماجلين ماجل أمير المؤمنين هارون اللاحق بالحجون فهذا موضع حائط عوف إلى الجبل ويقال لهذا الموضع حوض الحمر وعوف كان قيما لمعاوية رضي الله عنه على ذلك الحائط فنسب إليه وكانت لهذا الحائط عين تسقيه وكان فيه النخيل وكان له مشرعة يردها الناس 2452 فحدثني أبو جبير محمد بن جبير النوفلي قال ثنا أبو أمية بن أبي الدهم النحوي المكي عن أبيه قال كانت لي سقيفة في السد الذي يطل على المجزرة اليوم في حائط عوف وحائط عوف فيه النخيل لا يتخلص طائره فسمعت خارفا في نخلة يخرفها ويتغنى قل لأسماء أنجزي الميعادا وانظري أن تزودي منك زادا وإذا ما حللت أرضا من الشام وجاورت حميراومرادا وإذا ما سمعت من نحو أرضي بمحب قد مات أو قيل كادا فارتجي أن أكون منك قريبا وسلي الصادرين والورادا ومنها حائط يقال له الصفي موضعه بين دار زينب بنت سليمان التي صارت لعمرو بن مسعدة والدار التي فوقها إلى دار العباس بن محمد التي بأصل نزاعة الشوي وكان له عين وكان فيه النخل وكان له مشرعة يردها الناس وفيه يقول الشاعر سكنوا الجزع جزع بيت أبي موسى الى النخل من صفي السباب ومنها حائط مقيصرة وكان موضعه نحو بركتي سليمان بن جعفر إلى نحو قصر أمير المؤمنين المنصور أبي جعفر يقال موضعه موضع دار لبابة بنت علي ومحمد بن سليمان بن علي إلى القرن الذي عليه بيوت المطبقي وكانت له عين ومشرعة وكان فيه النخل ومقيصرة قيم كان لمعاوية رضي الله عنه فنسب إليه ويقال عن العتبي قال دخل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حائطا له بمكة ومعه إبن صفوان فقال كيف ترى هذا الحائط قال أراه على غير ما وصف الله تعالى به البلد فقال قال الله عز وجل بواد غير ذي زرع وأراك قد جعلت زرعا قال معاوية رضي الله عنه متى تعلمت هذه الآية فقال أما أنا فقد أوجعتك فقل ما شئت (أخبار مكة ج: 4 ص: 121 - 122)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير