تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 09:01 م]ـ

أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال:"وقد وجدتموه"! قالوا نعم، قال: ذلك صريح الإيمان" (2)

المسألة الخامسة: عدة الأحرف سبعة على الحقيقة

تدل الأحاديث الواردة أن المراد بالأحرف السبعة هي سبعة على الحقيقة، فالرسول صلى الله عليه وسلم لما طلب الاستزادة منها ما طلب ذلك إلا تخفيفاً للأمة.

كما تدل الأثار أن كل حرف من الحروف السبعة المنزلة قرآن والقراءة بحرف واحد منها كافي لأن كل حرف مستغن بذاته عن غيره

قال الطبري رحمه الله في معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل شاف كاف": (فإنه كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين} سورة يونس الآية 57، جعله الله للمؤمنين شفاء، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم ببيان آياته) (1)

وبين عبد الرحمن الرازي أن كلاً من الأحرف قرآن يؤدي أغراض القرآن وأثاره فقال: (فأما قوله عليه الصلاة والسلام في الخبر (كلها شاف كاف) فإن ابن عباس قال: كلها بيان وحكمة شافية للعباد كافية لهم، ومعنى ذلك أن كل حرف من الأحرف السبعة يشفي العباد ويكفيهم، ليس لأحدها فضل على الآخر بعد كون جميعها منزلاً من عند الله، وكلامه بكل واحد من الأحرف في الخبر موصوف بالشفاء والكفاية لأهل التنزيل على الجملة نحو (شفاء ورحمة للمؤمنين) (أو ليكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب) (2)

[ line]

(2) الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله بن أحمد الأنصاري القرطبي 1/ 49 طبعة دار الكتب المصرية 1935م

(1) تفسير الطبري 1/ 67

(2) كتاب معنى حديث (أنزل القرآن على سبعة أحرف) لأبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي مخطوط ص21 والآية من سورة العنكبوت

ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 09:01 م]ـ

الفصل الثاني وفيه مسألتين:

المسألة الأولى: مذهب العلماء في معنى الأحرف السبعة

المسألة الثانية: هل يتضمن مصحف عثمان الأحرف السبعة؟

ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 09:02 م]ـ

المسألة الأولى: مذهب العلماء في معنى الأحرف السبعة

اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة وتشعبت أقوالهم وتعددت حتى بلغت في بعض الأقوال أربعين رأياً، منها ما يصلح للإعتبار والنظر والأخذ والرد والترجيح، ومنها أقوال من قوم قد بدرت من غير أنها يكون لها سند معتبر.

دل على ذلك قول القرطبي:"وقد اختلف الناس في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولاً ... " (1)

وقال السيوطي:"اختلف في معنى الحديث على نحو أربعين قولاً " (2)

وقال المنذري:" أكثرها غير مختار" (3)

أما نحن فسنعرض إن شاء الله المذاهب التي تصلح للنظر والإعتبار والأخذ والرد والترجيح:

? المذهب الأول: ذهب أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي إلى أن حديث الأحرف السبعة مشكل لا يعرف له معنى، وليس يدل على حكم ما، يدل على ذلك أن الحرف يصدق لغةً على أربعة معان:

1. تسمي العرب القصيدة بأسرها "كلمة" وتسمي هذه الكلمة المنظومة حرفاً.

2. كما يصدق الحرف لغةً على المعنى

3. ويصدق أيضاً في الجهة

وهكذا يرى ابن سعدان أن الحرف في اللغة مشترك لفظي لا يعرف معناه المقصود، والمشترك في اصطلاح الأصوليين: لفظ وُضع وضعاً شخصياً لمعنيين فأكثر، بأوضاع متعددة ابتداءً، بلا نقل من معنى إلى آخر وهذا ينطبق تماماً على لفظ حرف.

ولقد اتضح لي بعد أن لفظ حرف هنا يعني أحد المعاني دون غيرها، يتضح ذلك بالنظر، فهي ليس اللفظ، كما أنها ليست حروف الهجاء، وليس المعنى لأن معاني القرآن الكريم كثيرة جداً تتجاوز السبعة.

و لعل المقصود الجهة، بمعنى أن القرآن الكريم نزل على سبع جهات أو أنحاء من الكلام العربي، وبتعبير أدق على سبع من لغات القبائل العربية.

? المذهب الثاني: مذهب القاضي عياض ومن معه، ويرى أصحاب هذا المذهب أن المراد بالسبعة في الحديث التيسير والتسهيل والثقة، لا حقيقة العدد، مستدلين على ذلك أن لفظ السبعة يطلق في اللغة ويراد به الكثرة في الآحاد، كما يطلق السبعون في العشرات، والسبعمائة في المئين، ولا يراد بها العدد المعين (4).

وقد ذهب لهذا الرأي محمد جمال الدين القاسمي في مقدمة تفسيره، وكذلك ذهب مصطفى صادق الرافعي إلى هذا القول معتمداً على أن السبعة ترمز إلى الكمال في نظر العرب، فقال: {ما كان العرب يفهمون من معنى الحرف في الكلام إلا اللغة، وإنما جعلها سبعة رمزاً للقوة من معنى الكمال في هذا العدد ..... } (5)

[ line]

1) الجامع لأحكام القرآن القرطبي 1/ 42

(2) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/ 48 طبعة مصطفى الباب الحلبي 1951م

(3) فتح الباري 9/ 16 طبعة الخشاب

(4) الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي، الجزء الأول الطبعة الثالثة سنة 1951 مطبعة البابي الحلبي بمصر

(5) إعجاز القرآن للرافعي، مطبعة الإستقامة، الطبعة السادسة 1956م

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير