تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 - الضمائر بارزة ومستترة:

فمن بارز الضمائر في السورة ما ظهر في فعل "أعطيناك".

ومن مستتره ما كمن في فعل "صل "أو" انحر".

2 - الضمائر متصلة ومنفصلة:

ولك في جملة "أعطيناك" مثال على المتصل من الضمائر.

ولك في جملة هو الأبتر مثال آخر على الضمير المنفصل.

3 - الضمائر في إحالتها على عناصر الخطاب تنقسم إلى ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب.

ولا تحتاج إلى غير سورة الكوثر للتمثيل:

-فضمير المتكلم حاضر في" أعطينا"

-وضمير المخاطب في" أعطيناك" و" ربك" و"شانئك" صريحا، و في"صل" و"انحر"مقدرا.

-وضمير الغائب في "هو" صريحا وفي شانيء مقدرا، فتأمل هذه التناسبات اللطيفة.

4 - باعتبار مقولة العدد:

جاء في السورة ضمير المفرد وضمير الجماعة. وقد اجتمعا في كلمة "أعطيناك"

استطراد:

قد يقال إن مقولة العدد في اللسان العربي ذات تمفصل ثلاثي وليس ثنائيا .. فأين ضمير المثنى في سورة الكوثر؟

جوابه من وجهين:

-ليس من شرطنا أن تحتوي السورة على كل أبواب النحو لتحصل المعجزة -فمقولة التأنيث مثلا لا حضور لها في السورة-بل يكفي أن تتعدد الأنواع والتقاسيم بصورة غير عادية،وما ذكرناه كاف إن شاء الله.

-"المثنى" في اللغة العربية باب قلق لا ينضبط ... وكثيرا ما يعبر العرب بصيغة الجمع عنه، فيكون الجمع بديلا عن المثنى كما في كثير من اللغات الحالية.

وفي القرآن المبين أمثلة كثيرة منها:

{إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (4) سورة التحريم

صدر الآية مثنى وليس كذلك عجزها.

{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} (19) سورة الحج

رجع ضمير الجمع على مثنى.

{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا} (38) سورة المائدة

حصلت المطابقة في المضاف إليه وما هي بحاصلة في المضاف.

{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (9) سورة الحجرات

حصلت المطابقة في "بينهما" لكن بعد أن قال "اقتتلوا".

{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (11) سورة فصلت

فالحال صيغة جمع وصاحبها مثنى .....

خلاصة القاعدة أنك إذا عبرت عن المثنى بصيغة الجمع فتعبيرك صحيح.

5 - الضمائر باعتبار محلها من الإعراب:

جاءت الضمائر في السورة متنوعة بحسب المحل الإعرابي:

-ضمير فى محل رفع: (أعطيناك) الضمير الأول فيها فاعل مرفوع.

-ضمير في محل نصب: (أعطيناك) الضمير الثاني فيها مفعول به منصوب.

-ضمير في محل جر: ربك الكاف فيها مضاف إليه مجرور.

ومن لطائف السورة في هذا السياق أن الكلمات الدالة على الرب عز وجل ثلاث هي:

-اسم إن.

-فاعل أعطى.

-الرب.

وجاءت على التوالي:

منصوب

مرفوع

مجرور.

وعلى نفس الترتيب الإعرابي جاءت الكلمات التي تدل على الرسول صلى الله عليه وسلم.

"كاف" أعطيناك منصوبة

"صل"الضمير المستتر مرفوع.

"كاف" ربك مجرور.

الأفعال في السورة:

لم يأت في السورة من الأفعال إلا ثلاثة: "أعطى"-"صلى"-"نحر".

لكنها على قلتها مثلت من المقولات الصرفية والتركيبية عددا كبيرا:

1 - الفعل الصحيح: نحر

2 - الفعل المعتل: أعطى.

3 - الفعل المضعف: صلى.

4 - الفعل المجرد: نحر.

5 - الفعل المزيد: أعطى.

6 - الفعل اللازم: صلى.

7 - الفعل المتعدي إلى مفعول واحد: نحر.

8 - الفعل المتعدي إلى أكثر من مفعول: أعطى.

فلله درها من سورة ....

والله أسال أن يعفو عما كان من خطأ أو تقصير ...... وصلى الله على محمد صاحب الحوض والكوثر وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2010, 03:04 م]ـ

فتح الله عليكم يا أبا عبدالمعز وكتب أجركم على هذه الكلمات الموفقة حول سورة الكوثر.

وهناك تفسير قيم للسورة صدر مؤخراً للشيخ عبدالحميد الفراهي جدير بالمطالعة.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:29 م]ـ

ما شاء الله

هل عاد أبوعبدالمعز للكتابة في الموقع؟

هذه بشرى طيبة، وأسأل الله له التوفيق والسداد.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[02 Sep 2010, 11:46 م]ـ

من اللفتات المهمة والميزات الفريد لسورة الكوثر التي تميزها عن باقي السور القرآنية أن كل آية من آياتها الثلاث تنفرد بموضوع مستقل عما قبله. فهي تحمل ثلاثة مواضيع مستقلة في ثلاث آيات وهذا من نادر السور القرآنية. ولكن الأخ الباحث لم يتطرق كثيراً للفاء التي في الآية الثانية فهل ثمة علاقة بين الآية الأولى والثانية بسبب تلك الفاء؟؟ وإن كان هناك علاقة فهل العلاقة في المعنى أم بتركيب الجملتين؟ وبارك الله بكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير