تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بعد العام 500هـ، في حين يظهر عدم علمه بالأشخاص الذين تتلمذوا على يديه. يُستنبط من مضمون هذه الموضوعات أن ابن الجزري استقى معلوماته من نسخة لكتاب الإيضاح كان يحتفظ بها، ولكن السؤال الآن، من يكون أبو عبدالله الخراساني هذا؟

في موضع آخر، يعرض ابن الجزري معلومات تعتبر رؤوس خيوط يمكن أن توصلنا إلى معرفة هوية أبي عبدالله الخراساني. ففي تعريفه لأبي عبدالله محمد بن هيصم المقري يقول ما يلي: يعدّ أحد الذين يثق بهم أحمد بن أبي عمر، مؤلف الإيضاح. هناك شخص آخر أيضاً روى عن ابن هيصم يدعى حامد بن أحمد، وكذلك لأحمد بن أبي عمر مرويّات عن حامد بن أحمد في كتاب الإيضاح. ثم يعقّب ابن الجزري بعد التعريف بحامد بن أحمد قائلاً: «روى حامد بن أحمد {هنا يوجد حكّ في المخطوطة} ... أبو محمد، القراءات عن الإمام أبي عبدالله محمد بن هيصم. وروى عنه أيضاً ... {هنا يوجد حكّ في المخطوطة} مؤلف الإيضاح.»

تبيّن هذه المرويّات أن مؤلّف كتاب الإيضاح شخص يدعى أحمد بن أبي عمر، وهو من تلامذة محمد بن هيصم وحامد بن أحمد. لحسن الحظ، أنّ ترجمة فريدة لأحمد بن أبي عمر في كتاب يتناول سِيَر علماء نيشابور بقيت لحد الآن. كما أنّ أبا الحسن عبدالغافر بن إسماعيل الفارسي (451 - 529هـ) قد ذكر معلومات نادرة عن أحمد بن أبي عمر في كتابه الشهير السياق. تقول هذه المعلومات أنّ أحمد بن أبي عمر المقري، الشهير بالأندرابي هو من أصحاب أبي عبدالله محمد بن كرام، وقد عُرِف بالوثاقة والزهد والعبادة، وذاع صيته في علم القراءات، وله فيه مؤلفات عديدة. أقام الأندرابي سنوات طويلة في نيشابور، وقد حضر عبدالغافر سماعه لصحيح مسلم وكتب أخرى. وفي يوم الخميس، 21 من ربيع الأول من عام470هـ انتقل إلى جوار ربه، وصلّى على جنازته أبو بكر بن حامد – يحتمل أن يكون ابن حامد بن أحمد الذي ذكره ابن الجزري-، ودفن في مقبرة معمر (في نيشابور).

إنّ مقارنة هذه العبارات مع بعضها، تظهر أن أحمد بن أبي عمر الخراساني الذي ذكره ابن الجزري هو أحمد بن أبي عمر الأندرابي.

أهمية مخطوطة الإيضاح وخصوصياتها:

كما مرّ، فإنّ علماء الكرامية كانت لهم مساهمات مرموقة في مجال تأليف كتب العلوم القرآنية، وأبوسهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني الأنماري مؤلف كتاب فيه ما فيه هو أحدهم، والذي لم نعثر على ترجمة له. الكتاب المذكور هو أحد المصادر التي اعتمدها الأنداري في تأليف كتابه، وعدا ذلك، استعان الأندرابي أيضاً كما العاصمي من كتاب أو أكثر من مؤلفات محمد بن هيصم. التفصيل وتحديد بداية العبارات المرويّة ونهاياتها، مزيتان أعطت مرويّات الأندرابي موقعاً متقدماً بالمقارنة مع مرويّات العاصمي، وطبقاً لهذا، توفّرت لنا فرصة تمييز ملاحظات العاصمي عن ابن هيصم.

كما أن الأندرابي قد روى بعض الفقرات عن العالم الكرامي أبي الحسين عبدالرحمن بن محمد (بن محبور التميمي)، ويبدو من سياق العبارات، أنّ الفقرات المنقولة، قد نقلت عنه حتى قبل هذا التصريح. وقد وردت بعد ذكر عدد من الملاحظات حول بعض النصوص المهمة من هذا الكتاب.

بعد بيانه لسبب نزول القرآن على سبعة أحرف، يقول الأندرابي:

«فقد تواترت الأخبار بنزول القرآن على سبعة أحرف وتفسير السبعة الأحرف التي نزل بها القرآن عند أكثر العلماء أنها سبع لغات من لغات قريش يختلف ولا يتضاد بل هي متفقة المعنى وغير جائز عندهم أن يكون في القرآن لغة لا تعرفها قريش لقوله عزّ وجل «وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه لنبيّن لهم» و قوله عزّ وجلّ «بلسان عربي مبين» وإنما كان كذلك لإن قريشاً تجاور البيت وكانت أحياء العرب تأتي البيت للحج فيسمعون لغاتهم ويختارون من كل لغة أحسنها فصفا كلامهم واجتمع لهم مع ذلك العلم بلغة غيرهم لذلك (ص 18)

وبعد نقله لعدة روايات تدل على نزول القرآن على سبعة أحرف، يستعرض تفسيرات العلماء عن معنى (سبعة أحرف) كما يلي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير