تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن كنت أريتيني بها كذباً ... حرء فلاقيت مثلها عجلاً

أفرح أن أزر الكرام وأن أورث ... ودّاً استضاء بضائيلا؟

يريد [الشاعر] من قوله: [أفرح أي] ألا أفرح، و معنى الآية على هذا التأويل: ليست هذه نعمة تعدّها عليّ، فإنّك استعبدت بني إسرائيل وهم أحرار، واستعباد الأحرار ليس بنعمة!!!

ثمّ قال فرعون: (وما ربّ العالمين)؟ يريد: ومن ربّ العالمين؟ فأجاب [ـه موسى عليه السلام] بأن قال: (ربّ السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين)، أراد [موسى عليه السلام أنّ] المستحقّ للإلهيّة والربوبيّة هو الّذي خلق السماوات والأرض وما بينهما وهو مالكهما لا أنت، فإنّك لم تخلق شيئاً من الأشياء، لا ذرّة ولا بعوضة، ولا تملك من البلاد سوى مصر ونواحيها، ألا ترى أنّ موسى عليه السلام لمّا صار إلى مدين، قال له شعيب: (لا تخف نجوت من القوم الظالمين)، فإنّه لا يد لفرعون عليك، إذ خرجت من ولايته.

[فقال موسى عليه السلام لفرعون:] كيف تدّعي الإلهيّة وأنت لم تملك أقطار الأرض ونواحيها؟!

ثمّ قال فرعون لمن حوله: ألا تستمعون لما يقول موسى؟ فلم يتلكّأ موسى عليه السلام في الجواب والدعوة، و قال: 'ربّكم و ربّ ابائكم الأوّلين'، فعدّد

الآباء الأوّلين لأنّه أراد آباء الّذين لم يدركهم فرعون، ولم يكن في عصرهم، وكيف يكون ربّاً من كان مسبوقاً لا سابقاً، وأنّ آباءهم الأوّلين قد كانوا أقدم منه ومن ولايته، فكيف لا يتأمّلون هذه الحجّة؟!!

و قد بيّنت وجوه الاحتجاج الّتي في هذا الفصل في كتاب " المباني لنظم المعاني ")).

ويقول وهو يتحدث عن (ذكر مشابه نبينا محمد – e - ، الاستسقاء في الجدوبة) 2/ 588:

(([قال العاصمي:] قلت: وذلك لأنّ اللَّه سبحانه عصمه عن الشعر إنشاءً وإنشاداً؛ ليكون ذلك آية ظاهرة على نبوّته، وحجّةً شائعةً زاهرةً لرسالته، وذلك قوله جلّ جلاله: (وما علّمناه الشعر وما ينبغي له)، على ما ذكرناه في سائر كتبنا)).

ثم يقول وهو يتحدث عن (تشبيه التسمية في حال الولادة) 2/ 638:

((فهذه ما ذكر عنها – أي: ما ذكر عن السيدة آمنة بنت وهب من شعر - في ولادة النبيّ - صلي اللَّه عليه -.

فأمّا حديث المولد فقد ذكرناه بتمامه في " كتاب ديباج المذكّرين "؟)).

ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:59 م]ـ

وفي إجلال العاصمي لـ " صحيح البخاري "، و" صحيح مسلم "، يقول وهو يتحدث عن (ذكر مشابه موسى الكليم) يقول 2/ 489:

((أمّا الوجه الّذي يسقط العدالة فلا، وذلك لإجماع أهل النقل على الرواية عن معاوية وتوثيقه بذلك [و] عليه المسندان الصحيحان: " جامع البخاري " و" جامع مسلم "، فلو كانت فيه تهمة لهم أو سقوط عدالة لما رويا عنه مع ما قد عرف من شرطهم في الرواية، هذا أصل جامع وبرهان قامع)).

ولم يرض مهذب الكتاب ومحققه الشيعي بهذه العبارة، فراح يقيم الأدلة ويسوق الحجج الواهية على نقضها، مما يؤكد أن العاصمي لم يكن شيعي المعتقد كما استنتج بعض الإخوان، فقد قرأت الكتاب من أوله إلى آخره فوجدت المصنف كثيراً ما يذكر اسم (على بن أبي طالب – كرم الله وجهه) مجرداً، وفي أحيان أخرى يردفه بعبارات: (رضي الله عنه، رضوان الله عليه، كرم الله وجهه)، أما عبارة (عليه السلام)، وكذا (وآله وسلم) فهي من زيادات مهذب الكتاب ومحققه الشيعي، وكان الرجل أميناً؛ حيث وضعها بين معقوفين.

أخيراً .. مؤلف الكتاب نحوي لغوي مقرئ مفسر محدث متكلم، وهو ما يفتح المجال لدراسات كثيرة حول شخصية الرجل من مختلف النواحي.

وهذه نسخة الكترونية من الكتاب موافقة للمطبوع على هذا الرابط:

http://www.haydarya.com/maktaba_moktasah/main.htm

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2010, 09:32 ص]ـ

بارك الله فيكم يا أبا يوسف على هذه الفوائد والتتبع الموفق.

ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:29 م]ـ

وبارك فيكم أستاذنا الكريم وجزاكم خير الجزاء.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير